الايمان بالملائكة و الرسل

خليجية

الإيمــان بالملائكة
الإيمان بالملائكة ركن من أركان الإيمان، لا يتم الإيمان إلا به، قال تعالى: (وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ)(البقرة) وقال النبي  عن الإيمان- في حديث جبريل عليه السلام المشهور : (أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه، ورسله ، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره).
والإيمان بالملائكة يكون بالتصديق والإقرار بوجودهم ، وأنهم عالم غيبي لا يشاهدون ، وقد يشاهدون ، ولكن الأصل أنهم عالم غيبي، وأنهم عباد مكرمون، خلقهم الله لعبادته وتنفيذ أوامره، والإيمان بأصنافهم وأوصافهم وأعمالهم التي يقومون بها حسبما ورد في الكتاب والسنة، وقد خلقهم الله تعالى من النور.
من أهم الصفات الخلقية:
عظم خلقهم : قال تعالى في ملائكة النار: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلاَئِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لاَ يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ {6}) (التحريم) ، ومما يدل على عظم خلقهم.
أهم صفات الملائكة الخلقية، وهي:
1- أجنحة الملائكة: للملائكة أجنحة كما أخبرنا الله تعالى، فمنهم من له جناحان، ومنهم من له ثلاثة، أو أربعة، ومنهم من له أكثر من ذلك.
2- جمال الملائكة : خلقهم الله على صور جميلة كريمة.
3- تفاوتهم في الخلق والمنزلة : تقدم الحديث عن تفاوت أجنحة الملائكة، وهذا يدل أيضاً على تفاوتهم في الخلق، ومن أفضل الملائكة : الملائكة الذين شهدوا معركة بدر.
4- لا يملون ولا يتعبون : والملائكة يقومون بعبادة الله وطاعته وتنفيذ أوامره بلا كلل أولا ملل، ولا يدركهم ما يدرك البشر من ذلك.
5- أعداد الملائكة: الملائكة خلق كثير لا يعلم عددهم إلا الذي خلقهم. (وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ)(المدثر).
جمال الصفات الخلقية
من صفات الملائكة الخلقية أنهم:
1- كرام بررة.
2- استحياء الملائكة.
من قدراتهـم
1- قدرتهم على التشكل: أعطى الله تعالى الملائكة القدرة على أن يتشكلوا بغير أشكالهم. كما أن جبريل عليه السلام كان يأتي الرسول  في صفات متعددة، ، فتارة يأتي في صورة دحية بن خليفة الكلبي رضي الله عنه (صحابي كان جميل الصورة) ، وتارة في صورة أعرابي.
2- عظم سرعتهم: أعظم سرعة يعرفها البشر هي سرعة الضوء، فهو ينطلق بسرعة (186) ألف ميل في الثانية الواحدة، أما سرعة الملائكة: فهي فوق ذلك، وهي سرعة لا تقاس بمقاييس البشر.
3- منظمون في كل شؤونهم : الملائكة منظمون في عبادتهم.
مما يـدل على شرفهم
– أن الله يضيفهم إليه إضافة تشريف، كقوله تعالى : (كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ)(البقرة: 285).
– ويقرن سبحانه شهادتهم مع شهادته ، وصلاتهم مع صلاته، كقوله تعالى: (شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَة وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {18})(آل عمران).
– ويصفهم سبحانه وتعالى بالكرام والإكرام ، قال تعالى: (بِأَيْدِي سَفَرَةٍ {15} كِرَامٍ بَرَرَةٍ {16})(عبس).
– ويصفهم بالعلو والقرب، كما في قوله تعالى: (لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ {8})(الصـافات).
– ويذكر سبحانه أنهم عنده، يعبدونه ويسبحونه، كما في قوله تعالىخليجيةإِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ {206}) (الأعراف).

الأعمـال التى يقوم بها الملائكة
والخلاصة: أن الله تعالى وكّل بالعالم العلوي والسفلي ملائكة تدبر شؤونهما بإذنه وأمره ومشيئته سبحانه وتعالى، كما قال تعالى : (لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ {27})(الأنبياء).
فمنهم حملة العرش، ومنهم الموكلون بالجنان وإعداد الكرامة لأهلها.
ومنهم الموكلون بالنار وتعذيب أهلها، وهم الزبانية، ومقدموهم تسعة عشر، وخازنها مالك، وهو مقدم الخزنة، ومنهم الموكلون بحفظ بني آدم في الدنيا، ومنهم الموكلون بحفظ أعمال أعمال العباد وكتابتها.
ومن الملائكة من هو موكل بالرجم وشأن النطفة، ومنهم ملائكة موكلون بقبض الأرواح.
الإيمـــان بالكتب
الإيمان بالكتب الإلهية أحد أصول الإيمان وأركانه، وهو الركن الثالث من أركان الإيمـان.
والإيمان بها هو : التصديق الجازم و الإقرار بأنها حق وصدق، وأنها كلام الله عزوجل ، فيها الهدى والنور، والكفاية لمن أنزلت عليهم.
نؤمن بما سمى الله تعالى منها، وهي: التوراه والإنجيل، والزبور، وصحف إبراهيم ، وصحف موسى، والقرآن العظيم المنزل على محمد  ، كما نؤمن بما لم يسم منها ؛ فإن لله تعالى كتباً لا يعلمها إلا هو سبحانه، وإنزال الكتب من رحمة الله تعالى بعباده لحاجة البشرية إليها.
وقد انقسم الناس حيال الكتب السماوية إلى ثلاثة أقسام:
1- قسم كذب بها كلها، وهم أعداء الرسل من الكفار والمشركين والفلاسفة.
2- وقسم آمن بها كلها، وهم المؤمنون الذين آمنوا بجميع الرسل وما أنزل إليهم.
3- وقسم آمن ببعض الكتب الكتب وكفر ببعضها، وهم اليهود والنصارى، ومن سار علي نهجهم.
ولاشك أن الإيمان ببعض الكتاب أو ببعض الكتب، والكفر بالبعض الآخر، كفر بالجميع؛ لأنه لابد من الإيمان بجميع الكتب السماوية وبجميع الرسل؛ لأن الإيمان لابد أن يكون مؤتلفاً جامعاً لا تفريق فيه ولا تبغيض ولا اختلاف.
وسبب كفر من كفر بالكتب أو كفر ببعضها، هو اتباع الهوى والظنون الكاذبة، وزعمهم أن لهم العقل والرأي والقياس العقلي، ويسمون أنفسهم بالحكماء والفلاسفة، والإيمان بالكتب السابقة إيمان مجمل، يكون بالتصديق به بالقلب والإقرار باللسان.
وأما الإيمان بالقرآن: فإنه إيمان مفصل، يكون بالإقرار به بالقلب واللسان، واتباع ما جاء فيه، وتحكيمه في كل كبيرة وصغيرة، والإيمان بأنه كلام الله تعالى منزل غير مخلوق، منه بدا وإليه يعود.
وقد اقتضى حكمة الله تعالى أن تكون الكتب السابقة لآجال معينة و لأوقات محددة، أما القرآن الكريم، فقد أنزله الله تعالى لكل الأجيال من الأمم في كل الأوطان إلى يوم القيامة ، وتولى حفظة بنفسه.

معنى الإيمــان بالرسل عليهم السـلام
أولاً : كيفية الإيمان بالرسل عليهم السلام:
فيجب الإيمان بهم جميعاً بكونهم صادقين في جميع ما أخبروا به عن الله تعالى ، وأنه سبحانه بعثهم إلى عباده ليبلغوهم أمره ونهيه، ووعده ووعيده، وأيدهم بالمعجزات الباهرات، والآيات البينات، فمن ثبت تعيينه وجب الإيمان به تفصيلاً، ومن لم يثبت تعيينه وجب الإيمان به إجمالاً.
وكما يجب الإيمان بجميع الأنبياء والرسل بذواتهم: يجب أيضاً الإيمان بأنهم أرسلهم الله تعالى لهداية خلقه، وتكميل معاشهم ، ومعادهم ، وأنهم بلغوا رسالة ربهم.
والأدلة على وجوب الإيمان بالرسل عليهم السلام كثيرة، منها، قوله تعالى: (وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ)(البقرة: 177).
ثانياً : الفـرق بين النبي والرسـول:
ذكر بعض أهل العلم ثلاثة فروق بين النبي والرسول ، وهي:
1) الرسول من بعث إلى قوم كافرين، والنبي من بعث إلى قوم مسلمين.
2) الرسول من جاء بشريعة جديدة، والنبي من جاء بشريعة من قبله من الرسل ، كأنبياء بني إسرائيل.
3) الرسول من أنزل عليه كتاب، والنبي من حكم بكتاب من قبله من الرسـل.

ثالثاً : تفاضـل الرسـل:
وأفضل الرسل : أولو العزم من الرسل ، وهم خمسة : نوح ، وإبراهيم ، وموسى ،وعيسى ، ومحمد – عليهم الصلاة والسلام – وهم المذكورون في قوله تعالى : (وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا {7}) (الأحزاب).
وأفضل أولي العزم: الخليلان إبراهيم ومحمد – عليهما وعليهم جميعاً أفضل الصلاة والسلام- وأفضل الخليلين، خاتمهم محمد .
رابعاً : النبوة تفضل واصطفاء واختيار من الله تعالى:
وليست النبوة كسباً يناله العبد بالجد، والاجتهاد، وتكلف أنواع العبادات ، واقتحم أشق الطاعات، فالنبوة اصطفاء من الله تعالى حسب حكمته وعلمه بمن يصلح لها، وليست اكتساباً من قبل العبد.
أول وأعظم دلائل النبـوة وهي المعجـزات
مع شيء من التفصيل في معجزة القرآن الكريم
دلائل النبوة هي الأدلة التى تعرف بها نبوة النبي الصادق، ويعرف بها كذب المدعي للنبوة، من المتنبيئن الكذبة.
ودلائل النبوة كثيرة ومتنوعة وغير محصورة، ومنها: المعجزة ، والمعجزة به الخصم عند التحدي، والهاء فيها للمبالغة، وهي : أمر خارق للعادة، يجريه الله تعالى على يد من يختاره لنبوته ؛ ليدل على صدقه وصحة رسالته، قال النبي : (ما من الأنبياء من نبي إلا وقد أعطى من الآيات ما مثله آمن عليه البشر).
ومعجزات الرسل عليهم السلام كثيرة؛ منها:
الناقة التي أوتيها صالح عليه السلام حجة على قومه، وقلب العصا حية آية لموسى عليه السلام، وإبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى آية لعيسى عليه السلام.
ومنها معجزات نبينا محمد  ، وهي كثيرة: منها : الإسراء والمعـراج، وانشقاق القمر، وتسبيح الحصا في كفه، وحنين الجذع إليه ، وإخباره عن حوادث المستقبل والماضي، وغيرها من معجزاته، صلى الله عليه وسلم.
وأعظم معجزات نبينا  : القرآن الكريم ؛ لأ، كل نبي تكون معجزته مناسبة لحال قومه، ولذلك : لما كان السحر فاشياً في قوم فرعون : جاء موسى عليه السلام بالعصا على صورة ما يصنع السحرة.
ولما كان الزمن الذي يعيش فيه عيسى عليه السلام قد فشا فيه الطب، جاء المسيح بما حير الأطباء من إحياء الموتى ، وإبراء الأكمه والأبرص من الداء.
ولما كانت العرب أرباب الفصاحة والبلاغة وفرسان الكلام والخطابة: جعل الله سبحانه معجزة نبينا  هي القرآن الكريم، الذي: (لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ {42} ) (فصلت)، وهي المعجزة الباقية الخالدة على مر العصور، والتى تحدى الله تعالى بها الجن والإنس.
وقد تحدى الله تعالى الإنس والجن أن يأتوا بمثله ، أو بعشر سور مثله، أو بسورة منه؛ فما استطاع أحد منهم منذ بعثة محمد  إلى عصرنا – وإلى الأبد- أن يأتي بكتاب مثله، أو بمثل سورة منه، على الرغم من وجود أعداء كثيرين للرسول  ولدين الإسلام في عصور التاريخ.
والقـرآن الكريم معجزة من وجود متعددة:
• من جهة اللفظ.
• ومن جهة النظم.
• ومن جهة البلاغة في دلالة اللفظ على المعنى.
• ومن جهة معانيه التى أمر بها، ومعانيه التى أخبر بها عن الله تعالى وأسمائه وصفاته وملائكته وغير ذلك.
• ومن جهة معانيه التى أخبر بها عن الغيب المستقبل وعن الغيب الماضي.
• ومن جهة ما أخبر به عن المعاد.
• ومن جهة ما بين فيه من دلائل اليقينية.
ذكر بقية دلائل النبــوة
دلائل النبوة ليست محصورة في المعجزة كما يقول جمهور المتكلمين ، بل هي كثيرة متنوعة ؛ فمنها:
1- إخبارهم الأمم بما سيكون من انتصارهم وخذلان أعدائهم وكون العاقبة لهم، فوقع كما أخبروا ، ولم يتخلف منه شيء؛ كما حصل لنوح ، وهو ، وصالح، وشعيب ، وإبراهيم ، ولوط، وموسى، ونبينا محمد .
2- ومنها: أن ما جاؤوا به من الشرائع والأخبار في غاية الإحكام والإتقان وكشف الحقائق وهدى الخلق.
3- ومنها : أن طريقتهم واحدة فيما يأمرون به من عبادة الله تعالى والعمل بطاعته والتصديق باليوم الآخر والإيمان بجميع الكتب.
4- ومنها : أن الله تعالى يؤيد الأنبياء عليهم السلام تأييداً مستمراً ، وقد علم من سنته سبحانه وعادته أنه لا يؤيد الكاذب بمثل ما يؤيد به الصادق، بل يفضح الكاذب ولا ينصره ، وقد يمهله الله تعالى ثم يهلكه.
وما من أحد ادعى النبوة من الكذابين إلا وقد ظهر عليه من الجهل والكذب والفجور واستحواذ الشياطين عليه ما ظهر به كذبه لمن له أدنى تمييز، وما من أحد ادعى النبوة من الصادقين إلا وقد ظهر عليه من العلم والصدق والبر وأنواع الخيرات ما ظهر به صدقه لمن له أدنى تمييز.
الفـرق بين دلائل النبوة وخـوارق السحـرة والكهـان
1- أن أخبار الأنبياء لا يقع فيها تخلف ولا غلط، بخلاف أخبار الكهنة والمنجمين؛ إذ الغالب عليها الكذاب.
2- ومنها أن السحر والكهانة والاختراع أمور متعددة معروفة ينالها الإنسان بكسبه وتعلمه؛ فهي لا تخرج عن كونها مقدورة للجن والإنس، ويمكن معارضتها بمثلها، بخلاف آيات الأنبياء، فإنها لا يقدر عليها جن ولا إنس.
3- ومنها : أن الأنبياء مؤمنون مسلمون يعبدون الله تعالى وحده بما أمر، ويصدقون جميع ما جاءت به الأنبياء، وأما السحرة والكهان والمتنبئون الكذبة، فلا يكون إلا مشركين مكذبين ببعض ما أنزل الله تعالى.
4- ومنها: أن الفطر والعقول توافق ما جاء به الأنبياء عليهم السلام، وأما السحرة والكهان والدجالون الكذابون: فإنهم يخالفون الأدلة السمعية و العقلية والفطرية.
5- ومنها: أن الأنبياء جاؤوا بما يكمل الفطر والعقول، والسحرة والكهان والكذبة يجيئون بما يفسد العقول والفطر.
6- ومنها: أن معجزات الأنبياء لا تحصل بأفعالهم هم، وإنما يفعلها الله عزوجل آية وعلامة لهم؛ كانشقاق القمر، وقلب العصا حية، والإتيان بالقرآن.
الفـرق بين كـرامات الأولياء
وبين خـوارق السحـرة والمشعوذين
أولاً : كـرامات الأولياء:
أولياء الله تعالى هم المؤمنون المتقون: قال تعالى : (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ {62} الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ {63})(يونس)، فكل مؤمن تقي هو من أولياء الله عز وجل بقدر إيمانه وتقواه، وقد يظهر الله على يديه شيئاً من خوارق العادات، وهي التى تسمى بالكرامات.
فالكرامة أمر آخر للعادة يجريه الله تعالى على يد بعض الصالحين من أتباع الرسل عليهم السلام إكراماً من الله تعالى ، ببركة اتباعه للرسل عليهم السلام.
وليس كل ولي تحصل له كرامة، وإنما تحصل لبعضهم؛ إما لتقوية إيمانه ، أو لحاجته، أو لإقامة حجة على خصمه المعارض في الحق.
وكرامات الأولياء حق بإجماع أئمة الإسلام والسنة والجماعة، وقد دل عليها القرآن الكريم والسنة الصحيحة، وإنما ينكرها أهل البدع من الجهمية والمعتزلة ومن تابعهم، وهذا إنكار لما هو ثابت في القرآن والسنة، ففي القرآن الكريم ، قصة أصحاب الكهف، وقصة مريم.
وقد حصل في موضوع كرامات الأولياء التباس وخلط عظيم بين الناس:
فطائفة أنكروا وقوعها ونفوها بالكلية، وهم الجهمية والمعتزلة ومن تبعهم، فخالفوا النصوص وكابروا الواقع.
وطائفة غلت في إثباتها، وهم العوام وعلماء الضلال، فأثبتوا كرامات للفجرة والفساق ومن ليسوا من أولياء الله عزوجل بل من أولياء الشيطان.
ثانياً: الفرق بين كرامات الأولياء وبين خوارق السحرة والمشعوذين والدجالين:
1- أن كرامات الأولياء سببها التقوى والعمل الصالح، وأعمال المشعوذين سببها الكفر والفسوق والفجـور.
2- أن كرامات الأولياء يستعان بها على البر والتقوى ، أو على أمور مباحة، وأعمال المشعوذين، والدجالين يستعان بها على أمور محرمة من الشرك، والكفر، وقتل النفس.
3- أن كرامات الأولياء تقوى بذكر الله تعالى وتوحيده وخوارق السحرة والمشعوذين تبطل أو تضعف عند ذكر الله تعالى وقراءة القرآن والتوحيد.
وخلاصة موضوع كرامـات الأولياء : أن الناس انقسموا فيه إلى ثلاثة أقسام:
• قسم غلوا في نفس كرامات الأولياء حتى أنكروا ما هو ثابت في الكتاب والسنة من الكرامات الصحيحة التى تجري على وفق الحق لأولياء الله تعالى المتقين.
• وقسم غلو في إثبات الكرامات حتى اعتقدوا أن السحر والشعوذة والدجل من الكرامات.
• والقسم الثالث: وهم أهل السنة والجماعة ، توسطوا في موضوع الكرامات بين الإفراط والتفريط، فأثبتوا منها ما أثبته الكتاب والسنة، ولم يغلوا في أصحابه، ولم يتعلقوا بهم من دون الله تعالى، ولا يعتقدون فيهم أنهم أفضل من غيرهم.
عصمة الأنبيـاء عليهم السلام
العصمة: المنعة، والعاصم: المانع الحامي، والاعتصام: الامتساك بالشيء، والمراد بالعصمة هنا : حفظ الله تعالى لأنبيائه من الذنوب والمعاصي.
أمـا المعاصي:فقد اختلفوا في عصمة الأنبياء منها على قولين مشهورين:
القول الأول: إن الأنبياء معصومون عن المعاصي مطلقاً كبائرها وصغائرها، لأن منصب النبوة يجل عن مواقعتها ومخالفة الله تعالى عمداً، ولأننا أمرنا بالتأسي بهم، وذلك لا يجوز مع وقوع المعصية في أفعالهم، لأن الأمر بالاقتداء بهم يلزم منه أن تكون أفعالهم كلها طاعة.
القول الثاني: أن الأنبياء عليهم السلام معصومون من الكبائر وليسوا معصومين من الصغائر، وهذا القول هو قول الجمهور، وهو الذي تؤيده الأدلة من الكتاب والسنة.
دين الأنبيــاء واحـد
أن دين الأنبياء عليهم السلام دين واحد وإن تنوعت شرائعهم، ودين الأنبياء هو دين الإسلام الذي لا يقبل الله غيره، وهو الاستسلام لله تعالى بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والبراءة من الشرك وأهله.
فالإسلام هو دين الأنبياء جميعاً، وهو الاستسلام لله وحده، فمن استسلم له ولغيره كان مشركاً، ومن لم يستسلم له: كان مستكبراً، وكل من المشرك والمستكبر عن عبادة الله تعالى: كافر، فكذلك الرسل دينهم واحد وإن تنوعت الشرعة والمنهاج والوجه والمنسك؛ فإن ذلك لا يمنع أن يكون الدين واحداً ، كما لم يمنع ذلك في شريعة الرسول الواحد.
والله تعالى يشرع لكل أمة ما يناسب حالها ووقتها، ويكون كفيلاً بإصلاحها، متضمناً لمصالحها، ثم ينسخ الله تعالى ما يشاء من تلك الشرائع لانتهاء أجلها، إلى أن بعث نبيه محمداً خاتم النبيين  إلى جميع الناس على وجه الأرض، وعلى امتداد الزمن إلى يوم القيامة ، وشرع له شريعة شاملة لكل زمان ومكان، لا تبدل ولا تنسخ ، فلا يسع جميع أهل الأرض إلا اتباعه والإيمان به  .
ما اختص به  عن غيره من الأنبياء عليهم السلام
1- أنه خاتم النبيين، قال تعالى : ( مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا {40})(الأحزاب: 40).
2- المقـام المحمود، هو الشفاعة العظمى (عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا {79}) (الإسراء).
3- عموم بعثته إلى الثقلين الجن والإنس، قال تعالى: (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا) (الأعراف: 158).
4- ومن خصائصه : القرآن العظيم.
5- ومن خصائصه  : المعراج إلى السماوات العلى.
6- ومن خصائصه  : ما ذكره  في قوله : (أعطيت خمساً لم يعطهن أحد قبلي : نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة، فليصل، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد من قبلي، وأعطيت الشفاعة، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة).
الخصائص التى اختص بها دون أمته
ومن هذه الخصائص:
– التهجد بالليل : يقال : إن قيام الليل كان واجباً عليه إلى أن مات.
– أنه إذا عمل عملاً أثبته.
– تحريم الزكاة عليه وعلى آله.
– أنه أجل له الوصـال في الصيام.
– أنه أجل له الزيادة على أربـع نسوة.
– أنه أ حل له القتال بمكـة.
– أنه لا يـورث.
– بقاء زوجيته بعد المـوت، وإذا طلق امرأة، تبقى حرمته عليها فلا تنكح.

جزاااااااااااااج الله خير
وانشالله بميزان حسناتج

والله يستر عليج فوق االارض وتحت الارض ويوم العرض

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.