|
حول السمنة المفرطة وطرق علاجها التقينا الدكتور طارق محمد البحار، استشاري الجراحة العامة والجهاز الهضمي وجراحة المناظير في مركز الشعب التخصصي.
في البداية ما تعريف السمنة المفرطة؟
تقاس درجة زيادة الوزن في الانسان بمؤشر معدل كتلة الجسم، حيث يقسم وزن الانسان (مقاس بالكيلوغرام) على مربع طوله (مقاس بالمتر). وعند زيادة هذا المؤشر عن 40 يعرف الانسان انه يعاني السمنة المفرطة. وفي كثير من الدول تنخفض هذه النسبة الى 35 نظرا إلى المشاكل الصحية العديدة التي تسببها زيادة الوزن المفرطة، حيث يعاني هؤلاء المرضى من ارتفاع ضغط الدم ومرض السكر وامراض المفاصل، بالاضافة الى أن زيادة الوزن تؤدي إلى تعقيدات كثيرة في مرض القلب وعند اجراء العمليات الجراحية.
الحمية لا تكفي
ألا تكفي الحمية الغذائية لحل مشكلة السمنة المفرطة؟
من المتوقع بديهيا ان تكون الحمية الغذائية علاجا للسمنة المفرطة، حيث انها الحل المثالي لمشاكل زيادة الوزن. ولكن اغلب هؤلاء المرضى لا يستطيعون المحافظة على نقصان الوزن الذي تحقق بالحمية الغذائية، وفي اغلب الاحيان يزيد الوزن تدريجيا بعد توقف النظام الغذائي للحمية، وفي كثير من الاحيان يزيد وزنهم عن الوزن الذى بدأوا به نظام الحمية الغذائية. ومن هذا جاء دور جراحات السمنة المفرطة، حيث انها تحقق للمريض نقصانا في الوزن، وتمكنه من الحفاظ على هذا النقصان بصفة مستديمة.
مبادىء أساسية
ماذا تخبرنا عن انواع جراحات السمنة؟
تعتمد جراحات السمنة على 3 مبادئ اساسية:
المبدأ الاول هو تحجيم المعدة gastric restriction
المبدأ الثاني هو تحويل مسار الاكل بعيدا عن المعدة وأول 100سم من الامعاء الدقيقة gastric bypass
المبدأ الثالث هو استئصال جزء طولي من المعدة sleeve gastrectomy
يلجأ الكثيرون اليوم إلى جراحة تحجيم المعدة، فكيف تجرى هذه العملية؟
هناك طريقتان معروفتان لتحجيم المعدة:
هي تدبيس المعدة، وفيها يتم فصل جزء صغير (جيب) من اعلى المعدة ومتصل بالمريء عن بقيتها بواسطة الدباسات الجراحية، وعند اتصال هذا الجيب بباقي المعدة نلف حوله نسيج شبكة جراحية حتى لا يتمدد ولتحجيم هذه الفتحة التى توصل الجيب بباقي المعدة.
عند نزول الاكل في المعدة يمر اولا بهذا الجيب الصغير ولا يمكن تصريفه الى بقية الجهاز الهضمي الا بعد مدة زمنية طويلة بحيث ان المريض لايستطيع ان يأكل الا وجبات صغيرة، ويتم تصريفها ببطء، وبذلك يشعر المريض بالشبع لمدة زمنية طويلة.
أما الطريقة الثانية فهي وضع حزام من مادة السيلكون حول الجزء الاعلى من المعدة والمتصل بالمريء، وتتم هذه العملية بالمنظار وعن طريق انبوب موصل الى تحت الجلد، يتم حقن سائل بالحزام حتى يمكن تضييق أو توسيع الحزام حول المعدة حسب احتياجات المريض.
تحويل مسار المعدة
وماذا عن عملية تحويل مسار المعدة؟
تعتمد هذه العملية على استبعاد جزء كبير من المعدة بالإضافة إلى الإثني عشر وأول 100 سم عن مسار الأكل بحيث يوصل جزء صغير من أول المعدة بالأمعاء الدقيقة مباشرة بعد اول 100 سم منها .
في هذه الجراحة يفصل جزء صغير من أعلى المعدة (جيب) متصل بالمريء عن بقية المعدة، وتفصل الأمعاء الدقيقة على بعد 100 سم من الإثني عشر، وبعد ذلك يجري توصيل الجزء الأسفل من الأمعاء الدقيقة بالجيب الصغير المخلق من المعدة. أما الجزء الأعلى من الأمعاء الدقيقة فيعاد توصيله من الامعاء الدقيقة ثانية بحيث يصرف هذا الجزء عصارة الإثني عشر والبنكرياس الى بقية الجهاز الهضمي.
هذه العملية أكثر تعقيدا من عمليات تدبيس وحزام المعدة، ولكنها تحدث نقصان وزن أكثر من العمليات الأخرى. وعلى الرغم من أنه في الدراسات المقارنة الحديثة تتفق معظم الأراء على أن نسبة نقصان الوزن متقاربة بين مختلف أنواع العمليات بعد مرور خمس سنوات، ولكن عملية تحويل مسار المعدة اكفأ واحسن في المرضى الذين يتناولون سكريات كثيرة، ويكون هذا هو السبب الرئيسي في زيادة وزنهم.
عمليات ناجحة
سمعنا أيضا انه في بعض جراحات السمنة المفرطة يجري استئصال جزء طولي من المعدة؟
في هذه العملية يجري تصغير المعدة بشكل عام حيث يتم استئصال جزء طولي منها بحيث لا يؤثر هذا الاستئصال على اتصال المعدة بالمريء أو الإثني عشر. ومع استئصال هذا الجزء لا يستطيع المريض أكل كميات كبيرة من الطعام ويفقد الوزن بصورة جيدة.
إلى أي مدى تنجح هذه الجراحات في حل مشكلة السمنة المفرطة؟
أثبتت جراحات السمنة المفرطة نجاحا شديدا في إنقاص وزن المرضى الذين يعانون السمنة المفرطة مع تقليل الآثار السيئة للسمنة مثل ارتفاع الضغط ومرض السكر وآلام المفاصل وأيضا الآثار النفسية السيئة للسمنة، حيث يشعر هؤلاء المرضى باحراج شديد من شكل أجسامهم، مما ينعكس سلبا على حالتهم النفسية، بالأخص عند السيدات.
::
نقلته لكم من جريدة القبس الكويتية
ويعطيج العافية