اذا شعرت انك مكتئب فلا تتجاهل الأمر!!

الكآبة مرض يشعر فية المريض بحزن يدوم أسبوعين أو أكثر ‘ويصحبه غالبا فقدان الرغبة في الحياة ، واليأس ، ونقصان في النشاط . هذا الشعور المحزن قد يؤثر على مقدرة الشخص على القيام بالأعمال العادية وممارسة نشاطات الحياة اليومية .

هذا القدر من كآبة يستدعي العناية الطبية ، فهو تختلف عن الاكتئاب المؤقت الذي تسببه حادثة تعســة أو حالة من الضغط والإجهاد .

الكآبة تؤثر على الدماغ ، مع أن ذلك لا يعني أنها حالة وهمية ، بل هي مرض صحي يرتبط بتغيرات في الكيميا الحيوية للدماغ .

الكآبة ليست ضعفا في الشخصية ، فالإصابة بالكآبة لا تعني وجود نقص في الشخص المصاب . إنما تعني أن الشخص مصاب بمرض حقيقي كما هي الحال مع المصاب بمرض السكري أو القرحة أو ما شابه . يجب عدم تجاهل الكآبة المرضية أو صرف النظر عنها ، شأنها في ذلك شأن الاضطرابات الصحية الأخرى . الشخص المصاب بالكآبة المرضية لا يستطسع تخليص نفسه منها فجأة وبسرعة أو أن يتخلص منها بالتمني .

· الأغلبية العظمى من الكآبة قابلة جدا للعلاج . تصل نسبة المصابين الذين يستجيبون للعلاج 90% . وأحيانا لا يحتاج المصاب سوى علاج نفساني أو مشورة الأخصائي المناسب ، كما يتوفر أيضا عدد كبير من الأدوية المضادة للكآبة والبدائل الأخرى .

الكآبة المرضية هي في الواقع تعبير واسع يستخدم لوصف أكثر أشكال الكآبة انتشارا، ويشمل :

· الكآبة الخطيرة ، وتعرف أيضا بالكآبة السوداوية أو الكآبة الأحادية القطب . وقد تدوم هذه لمدة سنة إذا لم تعالج . الشخص الذي تصيبه نوبة من هذا النوع من الكآبة تصيبه أيضا مشاكل صحية مثل الصداع واضطراب الهضم ومصاعب عاطفية .

· الكآبة الثنائية القطب ، التي كانت تسمى الوسوسة ، تسبب تقلبات في المزاج فيكون المصاب أحيانا مبتهجا جدا وأحيانا مكتئبا للغاية . المصاب بالكآبة الثنائية القطب الحادة قد يرى أو يسمع أشياء غير حقيقية ليست موجودة ويشعر بالخوف (شعور بأنه يواجه خطرا) .

· الإعياء العقلي أو الهم هو نوع خفيف من الكآبة المزمنة المتواصلة . هذا النوع يبدأ غالبا في سـن الطفولة أو المراهقة ، وإذا لم يعالج قد يستمر عدة سنوات بعد سن الرشد . وهو أقل حدة من الكآبة المرضية ، ولكن تكاد تكون له النتائج المعقدة التي تسببها الكآبة الخطيرة .

· الاضطراب العاطفي الموسمي، وهو نوع من الكآبة يعتقد أن سببه نقص في التعرض لأشعة الشمس . يحدث هذا النوع في نصف الكرة الأرضية الشمالي في أواخر الخريف وفي الشتاء حيث تصبح ساعات النهار قصيرة . وعادة يحدث هذا النوع من الكآبة بدرجة أكبر في المناطق الجغرافية التي تكون فيها فصول السنة الأربعة محددة بوضوح

يستحب معرفة ما يلي:

· الكآبة تلفت النظر إلى العلاقة بين العقل والبدن والصحة والمرض أكثر مما تلفته أية حالة مرضية أخرى . يعتقد الآن أن العواطف البشرية ، بما فيها الحزن والابتهاج والقلق ، تسيطر عليها إلى حد ما التفاعلات الكيماوية في الدماغ . وهذه ليست سوى البداية . لم يكشف العلماء إلا مؤخرا عن العلاقة المعقدة بين العوامل التي تساهم في حدوث الكآبة . من المعتقد أن المرض والوراثة والصفات النفسية والبيئة الاجتماعية تلعب دورا في هذا الأمر .

حقائق عن الكآبة :

· يبلغ عدد الأمريكيين المصابين بالكآبة حوالي 17 مليون .

· الكآبة أكثر الأمراض العقلية إنتشارا ، ومع هذا فإن أقل من نصف المصابين يسعون للحصول على العلاج .

· الكآبة تصيب شخصا واحدا من بين كل 5 أشخاص في مرحلة ما من حياته .

· تأتي الكآبة في مقدمة أسباب الانتحار .

· تفيد التقارير أن عدد النساء اللواتي يصبن بالكآبة هو ضعف عدد الرجال (مع أن بعض المراقبين يعتقدون أن السبب هو أن عدد الرجال الذين يعترفون بحاجتهم إلى العلاج يقل عن عدد النساء )

· عدد الأشخاص المصابين بالكآبة بين من تخطوا سن الخامسة والستين يساوي أربعة أمثال عدد من يصابون بالمرض بين فئات العمر الأخرى .

· لقد أصابت الكآبة عددا كبيرا من المشاهير عبر التاريخ بمن فيهم أبراهام لنكولن ، وإرنست همينجوي ، وبيتر تشكوقيسكي ، وتشارلز ديقنز ، وفرجينيا وولف ، وميري شيلي .

· منذ الحرب العالمية الثانية ازداد عدد الأشخاص المصابين بهذا المرض في كل جيل أكثر من سابقه .

من المستحب معرفة ما يلي :

حقائق عن الكآبة المعروفة باسم الاضطراب الثنائي القطب:

· يصيب الاضطراب الثنائي حوالي شخصا واحدا من بين كل عشرة أشخاص مصابين بالكآبة المرضية .

· يبدأ هذا النوع عادة قبل سن الثلاثين عاما .

· يصيب الرجال والنساء بأعداد متساوية .

· احتمال وجوده في عائلة المصاب (كونه وراثيا) يساوي ضعف احتمال الكآبة الخطيرة .

· الاضطراب الثنائي القطب يسبب نوبات مرضية أكثر حدوثا وأشد حدة مما تسببه الكآبة الخطيرة.

·

كيف تعالج الكآبة؟

العلاج يشمل ما يلي ، ولكن ذلك يتوقف على نوع الكآبة وحدتها :

· العلاج النفساتي (المشورة) ، وهو علاج الاضطرابات العقلية والعاطفية يتم باستخدام التقنية السيكولوجية والمشورة .

· أدوية مضادة للكآبة التي قد تصحح التوازن الكيماوي في الدماغ .

· علاجات أخرى ، مثل العلاجات الخفيفة والعلاج بالصدمات الكهربائية .

نسبة النجاح في علاج المصابين بالكآبة المرضية تتراوح بين 8% و 90%

قد لا تحتاج الإصابات الخفيفة والمعتدلة سوى العلاج النفساني .

· التمارين البدنية أيضا تفيد لتحسين مزاج المصابين بالحالات الخفيفة.

· قد يكون من الأجدىاستعمال الأدوية إذا لم يحدث أي تحسن خلال شهرين، وكذلك في الحالات الأكثر حدة .

· إذا وجد خطر إقدام المصاب على الانتحار وجب إعطاؤه الأدوية اللازمة أو إدخاله المستشفى فورا .

· بعض الناس يحققون أفضل النتائج وأطولها أمدا من استعمال العلاج النفساني والأدوية المضادة للاكتئاب في نفس الوقت .

لا يعتبر الشخص مشافا من المرض إلا إذا مضى على اختفاء الأعراض مدة أربعة إلى ستة شهور ، وإلا إذا كان قد استعاد الشخص طرقه العادية في التفكير والشعور والسلوك .