|
القبر حفرة موحشه ، ومنظر رهيب ، ينكمش القلب المؤمن عند رؤيته له
ويشعر بالتقصير والتأنيب عندما يوقن أنه لا محاله صائر أليه ….
والقبر أما روضة من رياض الجنه لأهل التقوى والصلاح ، يفسح لهم فيه
سبعين ذراعآ ، ويفتح لهم فيرون مقاعدهم من الجنه يشتمون من رائحتها
الزكيه ونسيمها الطيب ما تقربه أعينهم ، وأما حفرة من حفر النار لأهل
الفجور والعصيان يذوقون فيه ويلات العذاب جزاء بما كانو يعملون
ويرون مقاعدهم من النار ويشتمون من رائحتها النتنه …………
والقبر موعظه عظيمه يجب أن نتوقف عندها مليا ولنمعن النظر فيها مع تدبرنا
لقوله تعالى ( ولتنظر نفس ما قدمت لغد …….. ) و ما القبر ألا مقدمة ليوم عظيم
يشيب له الولدان ، وتضع فيه كل ذات حمل حملها ، وترى الناس سكارى
وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد ، وكفى تصورآ له أن المرء
يفر فيه من أخته وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه ، الكل يقول نفسي نفسي حتى الأنبياء
والمرسلين الا رسولنا الكريم الذي يعطى الشفاعة الكبرى فأي موقف
عصيب مثل هذا ينتظرنا ؟ وماذا قدمنا له ؟
اسأل الله العلي العظيم أن يجعل قبورنا نحن وأياكم روضة من رياض الجنه