|
لماذا يموت الرجال أسرع من النساء؟؟؟؟
رغم أن أدمغة البشر في معظمها على حد سواء، إلا أن الفوارق بين الرجل والمرأة تجعل الأمر يبدو وكأنهما من عالمين متباعدين، إذ تشير دراسات جديدة إلى أن أجزاء محددة من دماغ الرجل، أكبر بنحو الضعف منها عند المرأة.
وفي المقابل، فإن "مرآة نظام الخلايا العصبية" في دماغ المرأة، أكبر منه وأكثر نشاطا عند الإناث، بحيث يمكن للمرأة أن تتفاعل المرأة بشكل طبيعي مع مشاعر الآخرين من خلال قراءة العواطف وتعابير الوجه، وتفسير نبرة الصوت والتعبيرات غير المسموعة.
ولعل أكبر فرق بين دماغ الذكر والأنثى، هو أن الرجال لديهم منطقة مسئولة عن الرغبة الجنسية أكبر بنحو مرتين ونصف من الإناث، ليس ذلك فحسب، بل في بداية سن المراهقة، فإن أجسام الذكور تنتج 200 إلى 250 في المائة من هرمون "التستوستيرون"، وهو أكثر مما يفرزونه خلال مرحلة ما قبل البلوغ.
فمنذ الأزل أظهر الرجال استعدادهم للموت من أجل ممارسة الجنس، وهو جزء من عملية تطور لدى البشر، ما قد يشرح السبب في كون أمد حياة الرجل أقصر مقارنة بحياة المرأة، غير أن دراسة جديدة أظهرت أن الأحادية الزوجية والمساواة الاقتصادية قد تعكس هذه الظاهرة وتضمن حياة أطول للرجال.
وذكر موقع "لايف ساينس" أن دراسة نشرت في دورية "علم النفس في التطور" أوضحت أن الرجال تطوروا وهم مستعدون للمخاطرة بالموت من أجل ممارسة الجنس، وهذا عامل قد يفسر لمَ يموت الرجال أسرع من النساء في معظم دول العالم.
وأكد الباحث دانيال كروغر من جامعة ميتشيجان، طبقاً لما ورد بجريدة "القدس العربي"، أن أساس هذه الظاهرة هو عملية التطور والسعي إلى زرع الجينات في الأجيال المقبلة.
ومن ناحية التكاثر، يرى الرجال أنه لا بأس في الموت لأنه ما أن يتمّ عمله ثمة فرصة لسلالته في العيش.
وأكدت الباحثة آن كامبل من جامعة دورهام في انجلترا والتي لم تشارك في الدراسة، أن وجود أب في حياة الطفل يزيد من احتمالات نجاحه الاجتماعي والإنتاجي غير أن غياب الأم قد يكون مميتاً خاصة في بعض الدول النامية، ولذلك تطورت النساء بطريقة يتفادين بها الخطر الجسدي.
وفي غضون ذلك، يسعى الرجال إلى إثارة إعجاب النساء من خلال المخاطرة، وقد ظهر ذلك عبر التاريخ من خلال المشاركة في أعمال عنف لجذب النساء وقد يشمل اليوم إظهار بطاقات الاعتماد أو منافسة الآخر لفظياً.
خصوبة الرجال تتراجع بعد الأربعين
كما أفاد باحثون فرنسيون بأن الأزواج الذين يحاولون إنجاب طفل عندما يتجاوز عمر الرجل 40 عاماً سيواجهون صعوبة أكبر في الحمل عما إذا كان أصغرعمراً.
وأوضجت ستيفاني بيلوك وزملاء لها أن الأطباء يعرفون أن عمر المرأة يلعب دوراً أساسياً، لكن النتائج التي قدمت إلى مؤتمر الجمعية الأوروبية للإنجاب البشري وعلم الأجنة تشير إلى أن عمر الأب له تأثير أكبر مما كان معتقداً ليس فقط في نتيجة التلقيح داخل الرحم أو على معدلات الحمل بل أيضاً على معدلات الإجهاض.
وأشار الباحثون إلى أن حدوث تراجع عام في عدد الحيوانات المنوية، وكفاءتها مع تقدم الرجل في السن يعد عاملاً، لكن حتى الآن لا يوجد دليل اكلينيكي يذكر على أن تقدم الرجل في السن له اثر كبير على الخصوبة.
وحلل الفريق الفرنسي عينات اخذت من اكثر من 21 ألف مما يسمى تلقيح داخل الرحم والذي يجري فيها غسل الحيوانات المنوية أو معالجتها في جهاز للطرد المركزي لفصلها عن السائل المنوي ثم تحقن مباشرة في الرحم.
وقال ايف مينيزو الذي شارك في هذه الدراسة إن الفريق فحص كفاءة الحيوانات المنوية ثم تتبعوا معدلات الحمل والاجهاض والولادة، ووجدوا أن اثر الأبوة على الاجهاض اقوى بكثير عندما يتجاوز الاب الاربعين من العمر.
ويعزو الباحثون سبب ذلك إلى وجود صلة بين عمر الرجل واضمحلال الحامض النووي "دي ان ايه" بالحيوانات المنوية والتي تتسبب في تجزئته، واضافوا أن الحيوانات المنوية التي درسوها تظهر أن عينات كثيرة آخذت من الرجال الذين تزيد أعمارهم عن 40 تتسم بعيوب قد تسبب الاجهاض.
تأمين خصوبة الرجال .. مهمة علمية
والدراسات التي تناولت هذا الجانب من خصوبة الرجال متعددة، فقد أكدت دراسة استرالية أن السن وأسلوب الحياة الراهن يؤثران على حالة الحيوانات المنوية وعلى فرص الرجل في أن يكون أباً.
وأشار كلارك من جمعية الخصوبة الاسترالية، إلى أن عدد الحيوانات المنوية في اختبارات الخصوبة لدى الرجال تكون في المستويات العادية، ولكن الأطباء يرون أن هناك تشوهات في الحمض النووي لخلايا الحيوانات المنوية وهو المسؤول عن انخفاض الخصوبة.
وأوضح كلارك أن هناك ارتباط بين عوامل أسلوب الحياة العصري مثل تعاطي الخمور والتدخين والزيادة المفرطة في الوزن وبين التشوهات في الحمض النووي "دي إن إيه"، مشيراً إلى أن هذا هو السبب في أن احتمالات أن تحمل امرأة في الثلاثينات في العمر من زوجها الذي تخطى الاربعين تنخفض للنصف وتقول إن الزوجين يتعين عليهما أن يفكرا في وقت مبكر في الإنجاب في السن التي تكون فيها الخصوبة في مستوياتها المثلى.
وعلي صعيد متصل ، أكدت دراسة بريطانية أن أشعة الشمس تزيد من خصوبة الرجال بدرجة كبيرة.
وأشار العلماء في مركز دارموث-هيتشكوك الطبي بمدينة نيوهامبشير البريطانية، إلى أن قدرة الرجال على إنجاب الأطفال قد ترتبط بفيتامين "د" الذي ينتجه الجسم من أشعة الشمس، وأن نقص هذا الفيتامين قد يساهم في إصابة الرجال بالعقم.
ونصح العلماء الرجال بضرورة الإكثار من تناول أغذية غنية بفيتاميند كالحليب والأسماك والبيض، لأن ذلك يزيد من عدد الحيوانات المنوية ونشاطها.
"وكالات"
healthnews.tk