تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » ثمرة الإيمان

ثمرة الإيمان

أختي المؤمنة ~
تعالي لنمضي في هذه السياحة القصيرة في رحبة الفكر ..
ونتلقى ومضة من خطرات الإيمان ….

يتحرك الإنسان في حياته بين بعدين :
الجبر والاختيار ..
ففي مكان ما يجد نفسه مسيراً ..بإمكانه أن يصنع مايشاء
وتلك مواقف تمر علينا في حياتنا اليومية مئات المرات ..
نحن نملك أن نبدي رأينا في أمر ما ..
نملك أن نختار لباسنا وطعامنا ومسكننا ..
نملك أن نسلك هذا الطريق .. أو نختار ذاك الطريق ..
بينما نرى أنفسنا عاجزين عن التدخل في قضايا كثيرة فرضت علينا فرضاً..
كمثل أموراً تمس كينونتنا المادية ..
فنحن مثلاً لم نختر لون بشرتنا ولن نملك تغيير ذبذبات أصواتنا ..
ونقف عاجزين أمام نشاطات أو قصور حركة أجهزتنا الداخلية من. قلب وكبد ورئتين وغيرها..
وظروفاً خارجية تلقي على حياتنا ظلالها ، ولا نملك لها حلاً..
فكلتا الحالتين تتواجدان في قرارة النفس ..
ونشعر بها أننا مخيرين ومسيرين ..!
وتلك حقيقة تنادينا إلى سلوك السبيل الصحيح في مسألة الاختيار حتى نصل في النهاية إلى طريق الفلاح في حياتناالفانية .. ولحياتنا الباقية ..!.

يقول الله تعالى :
« ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها»
والعقل الذي خصنا الله تعالى به ..
هو مقياس لاختيار البديلات : فبه نقول لا ، وبه نقول نعم ..!
نرفض أو نقبل ..
إذن عقولنا هي موطن التكليف الشرعي
وهي ميزان الاختيار بين أحد الطرفين : الحق أو الباطل ..
فالذي لايملك العقل يسقط التكليف عنه ..
ولكن ..! العقل لايتحمل مسؤولية السقوط في الخطأ بذاته فنقول : فلانا انحرف عقله فعليه تقع المسؤولية ..
ولكن في الحقيقة أن سقوط المسؤولية والزيغ تكون بانحراف النفس فيغلب الهوى على العقل ..!
ولذا كان الجهاد الأكبر …هو جهاد النفس ..!
فإن أردت أن تدخلي الإيمان قلبك فعليك أن تحرري عقلك من شرك هوى النفس
وتمنحيه الفرصة ليتحرك في النور .. وليتدفق شلال الإيمان إلى أعماقك ..

ومن هذا المنطلق جعل الله صفة المؤمنين التفكر في خلق السماوات والأرض ..
وشاء الله أن يجعل مفتاح هذا الإيمان بيد الإنسان فقال :
« من يؤمن بالله يهدي قلبه »
إذن الإيمان بالله يأتي أولاً..
ثم تأتي الهداية ثانياً …
فكأن الإيمان من الإنسان ..
تتوّجُهُ.. الهداية من الله تعالى..

أختي المؤمنة ~
إن التفكر الدائم ..والتوجه بكليتنا إلى الله .. والخشوع المطلق والتسليم الكامل له تعالى
كلها تزرع بذور الإيمان في أعماقنا..
والتي تنمو وترى النور وتكبر مع الأيام ..
لتصبح شجرة طيبة ضاربة جذورها في ثبات القلب ويقينه …
تكون فيها النفس هي التربة صالحة ..
ومورد العقل فيها زلال ..
لنجني منها حلو الثمر .. في الدنيا والآخرة
فلا أطيب من غراس الإيمان..!
« الحمد لله الذي هدانا لهذا وماكنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ».

جزاك الله خير ونفع بك
تسلمين ياالغلا
" اللهم إني أسألُك النَّعيمَ المقيمَ الذي لا يحُولُ و لا يزولُ اللهم حبِّبْ إلينا الإيمانَ وزَيِّنْه في قلوبِنا ، وكَرِّه إلينا الكفرَ والفسوقَ والعصيانَ واجعلْنا من الراشدين ..
اللهم توفَّنا مسلمِين ، و أحْيِنا مسلمِين و ألحِقْنا بالصالحين ، غيرَ خزايا ، و لا مفتونين "
آمين

جزاك الله خيرا

سبحان الله وبحمده … سبحان الله العظيم

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رمادية الهوى خليجية
جزاك الله خير ونفع بك
تسلمين ياالغلا

بوركت رمادية الغالية

والف شكر لمشاركتك الطيبة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.