|
الناس إذا مات لهم حبيب , أو أصابتهم مصيبة متفاوتون ,
فأعلاهم منزلة من يقول : إن لله علي حقاً في هذه المصيبة .. و لحبيبي علي حق .
فأشتغل بتحقيق أداء الحقين عن الإشتغال بفوات حظي من حبيب ,
فـ لله علي حق
الصبر الذي لابد منه , و لا يتم الإيمان إلا به ,
فإن أمكن مع ذلك الارتقاء إلى مقام الرضى و
الشكر اللذين هما أعلى المقامات كان هو المغنم
الأعلى و الحظ العظيم ,
فيشتغل بهذا الحق و يعلم إنه إذا قام به أثابه
الله من الخير العاجل و الآجل أعظم مما فاته
بأضعافٍ مضاعفة ,
أما حق حبيبي علي
من والد وقريب و صديق و نحوه, فالاشتغال به
أن أعمل ما أقدر عليه من الأسباب التي يغتبط بها بعد
موته من الاستغفار له و الدعاء والصدقة وتنفيذ وصيته
وقضاء دينه و نشر ما تسبب في حياته من مشروع ديني وغيره ,فمن كان كذلك , فهو الرجل الحازم
الذي وفِّق للقيام بالحقوق والوفاء بحق الحبيب ..
و أما م كان إذا أصيب بمثل هذه المصيبة لحظ فوات حظه فقط , فإنه تحضره الهموم و الغموم والسخط وفوات الثواب وحصول العقاب ..
فـ سبحان من فاوت بين العباد هذا التفاوت التي لا ينضبك طرفاه !
و الله أعلم ..
كتاب : مجموع الفوائد و اقتناص الأوابد ..
عبدالرحمن بن ناصر السعدي ..
جزاك الله خيرا وبوركتي وجزيتي الجنة
طلتكم اسعدتني