تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » الحاسد

الحاسد

الحاسد
للكاتب : د. عائض القرني

لو قدمت له حذاءه، وأحضرت له طعامه، وناولته شرابه، وألبسته ثوبه، وهيأت له وضوءه، وفرشت له بساطه، وكنست له بيته، فإنك لا تزال عدوه أبداً، لأن سبب العداوة لا زال فيك، وهو فضلك أو علمك أو أدبك أو مالك أو منصبك، فكيف تطلب الصلح معه وأنت لم تتب من مواهبك ؟! والحاسد ينظر متى تتعثر، ويتحرى متى تسقط، ويتمنى متى تهوي.

أحسن أيامه يوم تمرض، أجمل لياليه يوم تفتقر، وأسعد ساعاته يوم تنكب، وأحب وقت لديه يوم يراك مهموماً مغموماً حزيناً منكسراً، وأتعس لحظة عنده إذا اغتنيت، وأفظع خبر عنده إذا علوت، وأشد كارثة لديه إذا ارتقيت، ضحكك بكاء له، وعيدك مأتم له، ونجاحك فشل لديه، ينسى كل شيء عنك إلا الهفوات، ويغفل عن كل أمر فيك إلا الزلات، خطأك الصغير عنده أكبر من جبل أحد، وذنبك الحقير لديه أثقل من ثهلان، لو كنتَ أفصح من سحبان، فأنت عنده أعيى من باقل، ولو كنت أسخى من حاتم فأنت لديه أبخل من مادر، ولو كنت أعقل من الشافعي فهو يراك أحمق من هبنقة، الذي يمدحك عنده كذاب، والذي يثني عليك لديه منافق، والذي يذب عنك في مجلسه ثقيل حقير، يصدق من يسبك، ويحب من يبغضك، ويقرب من يعاديك، ويساعد من يكرهك ويجافيك، الأبيض في عينك سواد عنده، والنهار في نظرك ليل في نظره، لا تجعله حكماً بينك وبين الآخرين فيحكم عليك قبل سماع الدعوى وحضور البينة، ولا تطلعه على سرك فأكبر همّه أن يذاع ويشاع، ويحفظ عليك الزلة ليوم الحاجة، ويسجل عليك الغلطة ليوم الفاقة، لا حيلة فيه إلا العزلة عنه، والفرار منه، والاختفاء عن نظره، والبعد عن بيته، والانزواء عن مكانه.

أنت الذي أمرضه وأسقمه، أنت الذي أسهره وأضناه، أنت الذي جلب له همّه، وحزنه، وتعبه، ووصبه، وهو الظالم في صورة مظلوم، لكن يكفيك ما هو فيه من غصص، وما يعايشه من آلام، وما يعالجه من أحزان، وما يذوقه من ويلات.

أبدو فيسجد مَنْ بالسوء يذكرني***فلا أعاتبه صفحاً وإهوانا

كذاك قد كنت في أهلي وفي وطني*** إن النفيس غريبٌ حيثما كانا

محسَّدُ الفضل مكذوبٌ على أثري***أُغتاب سراً ويُثني فيَّ إعلانا

وأخيراً:

دع الحاسد فيما هو فيه من بلاء عظيم، وادعُ له، وتغافل عنه؛ فالتغافل من صفات العقلاء، وقديماً قالت العرب: الشرف التغافل، وقال شاعرها:

ليس الغبيُّ بسيدٍ في قومه *** لكن سيــد قومه المتغابـي

د. عائض القرني

كلام صحيح الله يجزاك الف خير

انا اتغاضي عنهم وما احاول ابين لهم انا لي وين وصلت

الله يكفينا شرهم

والف شكر لج وللشيخ عايض القرني

@

سأكون بأمه

مشكورة

موضوع جميل للمؤلف الدكتور عايض القرني

جزاك الله الف خير على النقل

والحسد مرض .. الله يكافينا شره .. وناس واجد مبليه فيه

لكن اعجبتني هذه الحكمة الي لطالما اتبعتها

" ليس الغبيُّ بسيدٍ في قومه *** لكن سيــد قومه المتغابـي "

@

@

يعطيـــــــــــــج العافيه
بارك الله فيك ياختى موضوع ممتاز
خوووش موضوع يالغاليه
قل اعوذ برب الفلق من شر ما خلق ومن النفاثات في العقد ومن شر حاسد اذا حسد

الله يجزااك خير

الله يكفينا شر الحسد والعين
جزاااج الله خير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.