""" أدعية تفريج الكرب و الهموم """

الكُربةُ بالضم:

الغم الذي يأخذ بالنفس و كذا الكَرْب، تقول: كربه الغَمُّ أي اشتد عليه من باب نصر، و هو المراد هنا في هذا الفصل، و كَرَب أن يفعل كذا بفتح الراء أيضاً أي كاد أن يفعل. و كرب الأض أيضاً قلبها للحرث.

و أما الهم:

فهو الحُزْن و الجمع الهموم و أهمه الأمر أقلقه و حزبه-أي صعب عليه- و المراد هنا هو الذي ذكر.

و يقال:

همُّك ما أهمَّك. و المهم الأمر الشديد و همَّه المرض أذابه و بابه رَدَّ. و الاهتمام و الاغتنام و اهتم له بأمره و الهمة واحدة الهمم. يقال فلان بعيد الهَِمّة بكسر الهاء و فتحها و هم الشيء أراده و بابه رَدَّ و الهِمُّ بالكسر الشيخ الفاني و المرأة هِمَّه و الهُمَامُ الملك العظيم الهِمَّة، و الهامَّة واحدة الهوام و لا يقع هذا الاسم إلا على المخوف من الأجناس. و الهمهمة ترديد الصوت في الصدر.

و بعد هذا تعريف الكِرب و الهم لغة وهما في الاصطلاح الشدَّة و العسر و الضيق فقد حدث الكرب لنوح عليه السلام و أهله قال تعالى: " وَ نُوحاً إِذ نَادَى مِن قَبلُ فَاستَجَبنَا لَهُ فَنَجَّينَاهُ وَ أَهلَهُ مِنَ الكَربِ العَظِيمِ(76)" الأنبياء

فلك أن تتخيل مدى ذلك الكرب على نبي الله نوح عليه السلام و هو من أولي العزم من الرسل عليهم جميها الصلاة و السلام و هاك طائفة من أدعيته صلى الله تعالى عليه و آله و سلم يرفع الله بها كربك و يزل بها عنك همك و يفرج بها غمك فادع الله و أنت موقنٌ بالإجابة:

1- عن ابن عباس رضي الله عنهما:
أن النبي –صلى الله عليه و سلم- كان يقول عند الكرب:
((لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات و الأرض، لا إله إلا رب العرش الكريم)) (1)

2- عن أنس رضي الله تعالى عنه قال:
كان النبي –صلى الله عليه و سلم- إذا كربه أمر يقول:
(( يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث))

و قال:

((أَلِظَّوا(2) بيا ذا الجلال و الإكرام)) (3)

3- عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه رفعه إلى رسول الله –صلى الله عليه و سلم-:
((من كثر همه فليقل: اللهم إني عبدك و ابن عبدك و ابن أمتك، و في قبضتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ في حكمك، عدلٌ في قضاؤك، أسألك بكل اسمٍ هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في مكنون الغيب عندك. أن تجعل القرآن الكريم ربيع قلبي و جلاء همي و غمي. ما قالها عبد قط إلا أذهب الله غمه و أبدله به فرجا)) (4)

4- عن أبي بكر رضي الله عنه:
أن رسول الله –صلى الله عليه و سلم- قال:
((دعوت المكروب: اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، أصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت)) (5)

5- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي –صلى الله عليه و سلم- كان إذاهمه الأمر رفع رأسه إلى السماء فقال: ((سبحان الله العظيم)) و إذا اجتهد في الدعاء قال: ((يا حي يا قيوم)) (6)

6- عن أسماء بنت عميس قالت: قال رسول الله –صلى الله عليه و سلم-: (( ألا أعلمك كلمات تقولينها عند الكرب- أو في الكرب؟ الله، الله ربي لا أشرك به شيئاً)) (7)

و في رواية أنها تقال سبع مرات.

7- عن سعد بن أبي وقاص قال:
قال رسول الله –صلى الله عليه و سلم-:
((دعوة ذي النون إذا دعا و هو في بطن الحوت: "لَّآ إِلَهَ إِلَّآ أَنتَ سُبحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ(87)" الأنبياء، لم يدع بها رجل مسلم في شيء إلا استجيب له)) (8)

و في رواية:
(( إني لأعلم كلمة لا يقولها مكروب إلا فرج الله عنه، كلمة أخي يونس عليه السلام)) (9)