|
قال تعالى {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ }الحج27
: {وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ } ( الفجر 1 ـ 2 )
فعن ابن كثير رحمه الله : المراد بها عشر ذي الحجه كما قال إبن عباس والزبير ومجاهد وغيرهم ورواه الإمام البخاري .
ويذكر ابن حجر في الفتح :
والذي يظهر أن السبب في إمتياز عشر ذي الحجة لمكان إجتماع أُمهات العبادة فيه وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج ولا يأتي ذلك في غيره .
ولما كان للأعمال الصالحة من أجر عظيم في سائر الأيام ففي هذه الأيام من
باب أولى أن يكون منا الحرص على الأعمال الصالحة والإزدياد فيها لشرف الزمان .
ومن أنواع العبادات في هذه الأيام
(على سبيل المثال لا الحصر ) :
1 ـ الذكر :
وهو التكبير والتهليل والتحميد فعن إبن عمر رضي الله عنهما قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ما من أيام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب
إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد )
[ رواة أحمد ] ,
وقال الإمام البخاري رحمه الله : ( كان إبن عمر و أبو هريرة رضي الله عنهما يخرجان
إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما )
وقال أيضاً : ( وكان عمر يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون ويكبر أهل
الأسواق حتى ترتج منى تكبيراً ) ,
وكان إبن عمر يكبر بمنى تلك الأيام خلف الصلوات وعلى فراشه وفي فسطاطه
ومجلسه وممشاه تلك الأيام جميعاً
والمستحب الجهر بالتكبير لفعل عمر و إبنه وأبي هريرة ,,
مع ملاحظة البعد عن التكبير الجماعي إنما كان يرفع صوته بالتكبير فيسمعه الناس
فيكبرون وليس المقصود بذلك التكبير الجماعي فهو من المخالفات …
صفة التكبير :
أ ـ الله أكبر . الله أكبر . الله أكبر كبيراً .
ب ـ الله أكبر . الله أكبر . لا إله إلا الله . والله أكبر . الله أكبر ولله الحمد .
جـ ـ الله أكبر . الله أكبر . الله أكبر . لا إله إلا الله . والله أكبر . الله أكبر . الله أكبر ولله الحمد .
2 ـ الصلاة :
فلنحاول المحافظة على الصلاة في وقتها وللرجال التبكير للصلاة في المساجد في
سائر أيام العام عامة وفي هذه الأيام خاصة ومن كان مفرطاً في النوافل فليحافظ عليها
, ومن النوافل التي نوصي بالمحافظة عليها :
أ ـ الرواتب
( ركعتان قبل الفجر وأربع ركعات قبل الظهر ـ وفي رواية ركعتان ـ
وركعتان بعد الظهر وركعتان بعد المغرب وركعتان بعد العشاء ) .
ب ـ قيام الليل :
وهو من أفضل الصلوات بعد المكتوبة وشرف المؤمن قيامه بالليل .
جـ ـ ركعتي الضحى :
طبعاً أقلها ركعتان ومن زاد فالله أكثر و أطيب وكذلك الجلوس في المصلى من بعد صلاة
الفجر – في جماعة للرجال – إلى بعد شروق الشمس بربع ساعة تقريباً في ذكر الله
ثم صلاة ركعتين وأجرها أجر عمرة وحجة تامة تامة .
د ـ سنة الوضوء : وهي ركعتان عند الوضوء .
و ـ أربع ركعات قبل العصر . ( رحم الله امرءاً صلى قبل العصر أربعاً ) .
ز ـ ركعتان زائدة على الركعتين التي بعد صلاة الظهر فتصبح أربع ركعات قبل الظهر و
أربع بعده ( من حافظ عليها حرمه الله على النار ) .
ي ـ ركعتان بين كل آذان وإقامة .
ولا ننسى المحافظة على الترديد مع المؤذن في هذه الأيام خاصة ثم الإتيان بالذكر
الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم . ( راجع حصن المسلم ) .
3 ـ الصيام :
فصيام هذه الأيام مستحب إستحباباً شديداً كما قال الإمام النووي , وقد ثبت صيام
النبي صلى الله عليه وسلم لهذه الأيام فعن هنيدة بن خالد عن إمرأته عن بعض أزواج
النبي صلى الله عليه وسلم قالت : ( كان رسول الله صلى الله علية وسلم يصوم تسع
ذي الحجة , ويوم عاشوراء , وثلاثة أيام من كل شهر ) [ رواة الإمام أحمد و أبو داود
والنسائي ] ,
4 ـ الصدقة :
فالصدقة أجرها عظيم ولا سيما في هذه الأيام فهي تقي مصارع السوء
5 ـ الحج والعمرة : فلنحاول أيها الإخوة والأخوات أن نكون من حجاج بيت الله الحرام .
( همسة أخيرة أحبتي في الله ) بما تُستقبل مواسم الخير :
1ـ حري بالمسلم أن يستقبل مواسم الخير عامة بالتوبة الصادقة النصوح والإقلاع عن
الذنوب والمعاصي , فإن الذنوب هي التي تحرم الإنسان فضل ربه وتحجب قلبه عن مولاه .
2 ـ كذلك تُستقبل مواسم الخير عامة بالعزم الصادق الجاد على إغتنامها بما يُرضي
الله عز وجل , فمن صدق الله صدقه الله {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } ( العنكبوت69 )
تنبيه /
على المرأة الحائض أن تستغل هذه العشر المباركة ولا تفوت أجرها وهي لن تحرم إلا
من صيام بعضها والصلاة فلتحرص على الذكر التكبير والتحميد والتهليل وإطعام الطعام
وجميع أنواع البر …
اللهم تقبل منا أعمالنا واجعلها خالصة لوجهك الكريم يا رب العالمين .
والصلاة والسلام على رسول الله .