تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » حـــــــــالهم مع الدنيا

حـــــــــالهم مع الدنيا

إن لحظات الموت عصيبة و ما بعدها إما حياة سعيدة أو حياة تعيسة فهل انجلت الهموم…في مثل ذلك اليوم العصيب.

لا… ليس بعد…بل لقد بدأت حياة جديدة هي حياة البرزخ …حياة القبر ..فهناك حين يوضع المرء في القبر…حيث الظلمة …و الضيق…حيث يتوسد الجسم الأرض…و يجاور الدود…و يوضع في وسط لحدة في ملابس بسيطة…فلا أنيس إلا عمله…و لا نور إلا نوراً اكتسبه في حياته..و لا سرور إلا لمن عمل لآخرته…فعندما يوضع الميت في قبره…و ينصرف عنه أهله و أصحابه و مشيعيه…و يبقى وحيداً لوحدة…فإن المرء يكون بهذا الحال …

حال السلف والخوف من تلك اللحظات:

فلقد كان السلف يستعدون لمثل هذا اليوم و يتصورون حالهم…و يمثلون لمآلهم…و يستعدون لمنزلهم…

فكان الربيع بن خثيم يتجهز لتلك الليلة، ويروى أنه حفر في بيته حفرة فكان إذا وجد في قلبه قسوة دخل فيها، وكان يمثل نفسه أنه قد مات وندم وسأل الرجعة فيقول: [رَبِّ ارْجِعُونِ* لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ]. {المؤمنون}. ثم يجيب نفسه فيقول : قد رجعت يا ربيع !! فيرى فيه ذلك أياماً ، أي يرى فيه العبادة والاجتهاد والخوف الوجل.

وهذا عمر بن عبد العزيز وعظ يوماً أصحابه فكان من كلامه أنه قال :«إذا مررت بهم فنادهم إن كنت منادياً ، وادعهم إن كنت داعياً، ومر بعسكرهم، وانظر إلى تقارب منازلهم .. سل غنيهم ما بقي من غناه؟ .. واسألهم عن الألسن التي كانوا بها يتكلمون، وعن الأعين التي كانوا للذات بها ينظرون .. واسألهم عن الجلود الرقيقة ، والوجوه الحسنة، والأجساد الناعمة، ما صنع بها الديدان تحت الأكفان؟! .. أكلت الألسن، وغفرت الوجوه، ومحيت المحاسن، وكسرت الفقار، وبانت الأعضاء ، ومزقت الأشلاء فأين حجابهم وقبابهم؟ وأين خدمهم وعبيدهم؟ وجمعهم وكنوزهم؟ أليسوا في منازل الخلوات؟ أليس الليل والنهار عليهم سواء ؟ أليسوا

في مدلهمة ظلماء؟ قد حيل بينهم وبين العمل، وفارقوا الأحبة والمال والأهل فيا ساكن القبر غداً ! ما الذي غرك من الدنيا؟ أين دارك الفيحاء ونهرك المطرد؟ وأين ثمارك اليانعة؟ وأين رقاق ثيابك؟وأين طيبك بخورك؟ وأين كسوتك لصيفك وشتائك؟ .. ليت شعري بأي خديك بدأ البلى .. يا مجاور الهلكات صرت في محلة الموت .. ليت شعري ما الذي يلقاني به ملك الموت عند خروجي من الدنيا ..وما يأتيني به من رسالة ربي .. ثم انصرف رحمة الله فما عاش بعد ذلك إلا جمعة

وكان يزيد الرقاشي يقول لنفسه : «ويحك يا يزيد ! من ذا يصلي عنك بعد الموت ؟ من ذا يصوم عنك بعد الموت؟ من ذا يترضى عنك بعد الموت؟ ثم يقول : أيها الناس ألا تبكون وتنوحون على أنفسكم باقي حياتكم .. من الموت موعده .. والقبر بيته .. والثرى فراشه .. والدود أنيسه .. وهو مع هذا ينتظر الفزع الأكبر .. كيف يكون حاله ؟! ثم بكي رحمه الله قال تعالىخليجية

حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ).

أما الأمام ابن القيم رحمه الله تعالى فقد قال الله بعد أن ذكر أنواع كثيرة من المحرمات التي يعذب بها الموتى في قبورهم : « وما كان أكثر الناس كذلك، كان أكثر أهل القبور معذبين، والفائز منهم قليل، فظواهر القبور تراب ، وبواطنها حسرات وعذاب ظواهرها بالتراب والحجارة المنقوشة مبنيات، وفي باطنها الدواهي والبليات، تغلي بالحسرات كما تغلي القدور بما فيها، ويحق لها وقد حيل بينها وبين أمانيها. تالله لقدت وعظت لواعظ مقالا ، ونادت : يا عمار الدنيا لقد عمرتم دارا موشكة بكم زوالا ، وخربتم دارا انتم مسرعون إليها انتقالا هذه دار الاستيفاء، ومستودع الأعمال ، وبذر الزرع ، وهي محل للعبر، رياض من رياض الجنة ، أو حفر من حفر النيران

لا دار للمرء بعد الموت يسكنها *** إلا التي كان قبل الموت يبنيها

فإن بناها بخير طـاب مسكـنـه *** وإن بنـاهـا بـشـر خــاب بانيـهـا

أموالنا لذوي الميراث نجمعها *** ودورنا لخراب الموت نبنيهـا

فاعمل لدار غداً رضوان خازنها *** الجار أحمد والرحمن بانيها

قصورها ذهب والمسك طينتها *** والزعفران حشيش نابت فيها

في الختام….

أخي الحبيب…يا من قصرت في جنب الله…إن كان الشيطان قادك للشرك…و الهوى أخذك بعيداً عن العقيدة الحقه..و الشبهات قذفتك في شبهات الطريق…و الشهوات رمتك في مزالق الحياة…فمتى التوبة ؟…ومتى العودة ؟!..ومتى الإنابة ؟!..ومتى الرجوع ؟!

فكر أخي قبل الرحيل…و عد قبل أن تطوى الصحف و أرجع قبل أن تبلغ الروح الحلقوم..

يا من فرط بالأركان…فخالف مقتضيات لا إله إلا الله …و ضيع الصلاة …و فرط في الزكاة …و تساهل في الصوم …و أخر الحج…فمتى العودة…وكيف تتوقع أن يكون جزاء ممن فرط في أعظم شيء في هذا الدين و هي الأركان…وهل تتمنى أن تكون بحال المضيع في قبرك و أنت لوحدك…ومرهون بعملك…

يامن تساهل بالمعاصي…و أرتكب الكبائر…وغابت عن عينية النواهي…و طرق كل باب من أبواب العصيان…فماذا تنتظر …وماذا تتوقع في القبر…يامن أطلق لنفسه العنان و أرخى لعينه النظر…و أتبع النظرة النظرة حتى كانت الحسرة…فهل تتمنى أنك وقعت في تلك الجريمة…

فما لك ليس يعمل فيك وعظ *** ولا زجر كأنك من جماد

ستندم إن رحلت بغير زاد *** وتشقى إذ يناديك المنـادي

فلا تأمن لذي الدنيا صلاحا *** فإن صلاحها عين الفساد

ولا تفرح بمال تقتنيه *** فإنـك فيـه معكـوس المـراد

وتب مما جنيت وأنت حس *** وكن متنبها قبـل الرقـاد

أترضى أن تكون رفيق قوم *** لهم زاد وأنت بغير زاد؟

يا من أعطاه الله اللسان للذكر…و وهبه للشكر…فاستبدل النعم بالكفر…و جعل ماخلق للخير في سبيل الغي و الشر…فاستخدم اللسان للزور و الكذب و الفجور… و الغيبة و النميمة و الفحش و سوء القول…فهل تتمنى أنها كتبت عليك تلك الكلمات…أو أن سجلت في صحائفك تلك الكبائر أو الصغائر…وهل تسعد بها في ظلمة القبر…

و أنتِ يا من قصرت بحق ربها…واتبعت هواها فأظلها…يا من تجاهلت ذنب الكاسيات العاريات وأخذت بفتنة الناس…يا من نزعت حجابها وهتكت مع ربها حياءها…ويا من تشبهت و الكافرات قلدت…يا من عصت زوجها و خالفت وصية رسولها…يا من تنمصت و تكشفت فهل يسرك أن تقفي في قبرك و أعمالك هذه ….

أما من ولاه الله رعية فضيعها…فهل يسرك فعلك بعد مماتك…وهل تنتظر و أنت في قبرك أن تزداد حسناتك…و الرسول صلى الله عليه وسلم ذكر أو ولد صالح يدعو له…فأين الولد الصالح إذ لم تقم ببيتك خير قيام…و أين الولد الصالح إذ لم تعطه الاهتمام…وأين الرجاء إذا أنقطع العمل…

و أنت يا من ظلمت … وبدأت بظلم نفسك قبل غيرك..ألا رعيت الله في من حولك…إن كنت ولداً عاقاً فقد ظلمت نفسك وخالفت أمر ربك…و حل عليك غضب والديك…و كبلت نفسك بما لا تطيق.

و إن كنت زوجاً …فاستغليت قوتك…و بسطتك…و ظلمت زوجتك…فماذا عساك أن تقابل ربك…فظلم القوي البعيد ممقوت…فكيف بظلم القريب الضعيف…وظلم الرجال منكر تستوحش منه النفوس…فكيف بظلم النساء …فهل من عودة ومراجعة للنفس و تقرب وتوبة…و عودة وأوبة …قبل أن تقع في تلك الحفرة حيث لا فسحة و لا رجعة…

و يا من اتبع خطوات الشيطان..فاستخدم ما أنعم الله به على الإنسان أسوء استخدام…فتعدى على المحرمات…و نشر البلاء…و هتك الأستار…و غر الحرائر…فهو كل يوم في نادي إما بنشر الرذيلة عبر الجوالات أو الإنترنت …أو بالاتصالات و المعاكسات… أو بالجرائد و المجلات…فهو يجلب برجله وخيله على الغافلات المؤمنات…و يحاول بالصغيرات الجاهلات…فينشر سمومه …و يبث عبر وسائل الاتصال الحديثة شروره…فهل ندمت قبل أن لا تنفع ساعة الندم…وهل علمت أن الشرور المنشورة عبر الأعلام هي من أشر الشرور…فهي باقية يتناقلها الناس إلى أن يشاء الله…وهل يسعدك أن يزداد رصيدك من السيئات و أنت مع الأموات …في مقبرة خالية و في حفرة مظلمة…و هل غرك طول الأمل…وبدأت تسوف حتى يصلك هادم اللذات…فإلى متى ؟….ومتى الرجوع ؟

اللهم ياحي ياقيوم اجعل لهذه الكلمات قلووووووووووب واعيه تعي الحق وتعمل به اللهم اجعل كل من قرا هذه الكلمات ونوى ان يغير حياته من سيئات الى طاعه اللهم اشرح صدرها ويسر امرها اللهم لاتجعل لها حاجه من حوائج الدنيا والاخره الا وقضيتها لها يارب
لا اريد منكم الا الدعاء لي ولوالدي ولصاحب الموضوع الاصلي بحسن الخاتمه
منقوووووووووووووول
اختكم الفقيره حنيني

جزاج الله خير

الله يجعله في ميزان حسناتج

الله يجزاك كل خير

يارب تنجح عيالي

اسعدني مروركم يالغوالي لاعدمتكم يارب وياكم
——————————————————————————–

جزاج الله خير

الله يجعله في ميزان حسناتج

وياج غاليتي الله يسعدج على مرورج
جزاج الله خير
وياج يابنت الغالي الله يشرح صدرك ويسعدك يارب
الله يجزاج الجنة
خووش موضوع يذكرنا بآخرتنا
مشكووورة
ام الذرابه باربي الله يسعدكم ويجعلنا ممن يعمل لاخرته يارب
اشكر لكم مروركم العطر بموضوعي
جزاج الله خير
وياج يالغاليه تسلمين على المرور الله يشرح صدرك بذكره
للرفع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.