|
إخلاص القلب لله
أنا من أنا؟؟؟ أنا فتاة ديني الإسلام كرّمني الله بنعمة هذا الدين إلا أني..إلا أنّي ماذا؟؟؟
ترااني أسعى جاهدة في طريق الدعوة لإرضاء الله….. إرضاء الله أم الناااس؟؟؟
سؤال لم يطرح عليّ من قبل
حسنا سأجيب بصراحة: تراني أكسل عن العبادة إذا كنت وحدي وأنشط في الناس فعلا وقولا فتجدني سباقة لفعل الخير لكن للأسف لناظر الناس فقط
أختي فلتبكي أجل إبكي على نفسك
ماذا أيضا؟؟؟ ..تراني أزيد في العمل حتى أثنى عليه ..أي مدح الناس لعملي يجعلني أواصل وإذا ذمه الناس فإني أنقص منه..
يا إلهي إنه الرياء ..أجل أختي هذا هو الرياء.
ولذا فلتعلمي أنه إذا راءى العبد يقول الله عزّ وجل"انظروا إلى عبدي يستهزئ بي"
تأمــــــلوا معي مدى خطورة الأمر, الأمر يصل إلى الإستهزاء باللّه
..
إذن عرفت من تكونين تعالي معي نجول في رحلة نتعرف عليها عن معنى الرياء.
فما هو الرّياء؟
تلك هي فتاة ترينها جالسة مع قريناتها فتتعمّد الصّلاة أمامهن قصد إظهار الخشوع والدّين وقربها من ربّها قاصدة بذلك نيل الحظوة في أنفسهن ونيلها الثناء بالخير.لكنّها لو كانت لوحدها لما صلت أو نشطت للعبادة أساسا, إنها ترغب في أن يراها الناس فقط كي يثنوا عليها.
فالرّيــــــــاء مأخوذ من الرّؤيا البصرية ولذلك سمّي رياءا وهو يشمل الأفعال والأقوال.
إذن أخيتي فالرّياء مرض من أمراض الأمة وهو عادة ذميمة فهو قناع خدّاع يحجب وجها كالحا ونفسا لئيمة وقلبا صدئا فهو طلاء رقيق يخفي سوءات بعضها فوق بعض وهو زيف كاسد في سوق تجارة.
فعن أبي سعيد الخدري قال:
"خرج علينا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ونحن نتذاكر المسيح الدّجا فقال:{{ألا أخبركم لما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدّجال؟}}فقلنا بلى يا رسول الله"قال:{{الشرك الخفيّ أن يقوم الرّجل فيزيّن صلاته لما يرى من نظر الرّجل}}
حديث حسن رواه ابن ماجة والبيهقي حسّنه
حبيبتي ها أنت وهذا الرّياء.نعم ماذا تقولين تريدين الإقلاااع عنه هذا رائع فلنتعرف إذن
على طرق العلاج:
إذا خطر على بالك عمل فعل هو رياء فحاولي أن تدفعيه عنك حبيبتي وجاهدي نفسك كي تتخلصي منه في كل عباداتك كالصلاة أو دعوة الناس بعمل أنت لا تقومي به أساسا
اعلمي جيدا أن العمل الذي يدخل فيه رياء فإنك تأثمين عليه لا تثابين كما تظنين ثم إنّه يبطل
ادعي بهذا الدعاء الذي هو حديث صحيح روي عن النبي ص {{اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئا نعلمه ونستغفرك لما لا نعلم }}
تذكري أنّ الله أعظم ممّا تتصوّرين لذا فهو يستحقّ العبادة له وحده والعمل يكون خالصا لوجهه لا لشيء آخر فالأعمال بالنّيات وهو لا يغفر لمن يشرك به لقوله تعالى:﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا ﴾ [النساء : 48]
من خلص لله نيته تولاّه الله وملائكته
يقول الله عز وجل في سورة الإنسان
"يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا (7) وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (9) إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا (10)
فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا (11) وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا (12)
نجد أن من علامات الإيمان الصادق ان يكون العمل خالصا لله وحده
"إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءا ولا شكورا"
وانت كم مرة قلت انما فعلتها يارب ابتغاء وجهك وابتغاء مرضاتك
كم مرة قلت لا اريد جزاءا ولا شكورا من الناس فأنا غني عنهم فقير إليك يارب
كم مرة قلتها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هل فكرت كم قلتها؟؟؟؟؟؟؟؟
اظنك تعرف قصة الثلاثة الذين سدت عليهم فتحة الغار ولم ينجها منهم غير صالح اعمالهم
فهل ياترى نحن لو وقعنا في مأزق فهل سنجد عملا صالحا ندعوا الله به فيكشف ما بنا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
انا لا انتظر منك الجواب فكل واحد منا ادرى بنفسه
من منا لا يحب فعل الخير من منا لا يحب ان يزرع البسمة في قلوب الغير فالواحد منا قبل ان يسعد غيره فهو يسعد نفسه
فسبحان الله عمل الخير يزرع السعادة و السرور في القلب ومع ذالك فالمؤمن الصادق يجعل اعماله لله وحده ويتحرى من نفسه الإخلاص في القول و العمل سائلا الله عز وجل ان يبعد عنه الرياء و الغرور
ربما تسأل نفسك سؤالا فتقول: احب ان يكون عملي لله ومع ذالك احب ان يمدحني الناس فهل هذا نفاق ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
اجيبك فأقول النفس البشرية تسعد وتستبشر بمدح الناس فالمؤمن تسره حسنته وتسوءه سيئته
فمن الطبيعي ان تسعد بمدح الناس فأنا وانت بشر والله سبحانه الكريم الودود يجازي عباده المخلصين في الدنيا قبل الأخرة
لكن نصيحتي لك ولنفسي اولا اجعل نيتك لله وحده في اي عمل تقوم به لا تبتغي غير رضاه
لا تبتغي بعملك جاها ولا منصب ولا ذكر بين الناس و لا تقربا من بشر، فإن لاقى عملك قبولا واستحسانا ومدحا بعد ان تحقق الإخلاص لله، فاحمد الله واشكره فتلك نعمة من الله يؤتيها من يشاء من عباده الصالحين
فكن دوما من القائلين "إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا(9)سورة الإنسان
ولا تكن ممن قال فيهم الله عز وجل "إِنَّ هَؤُلَاء يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا (27)
اجعل اقصى امنياتك رؤية وجه الله
ولتتحقق لابد ان تكون اعمالك خالصة لوجه الله الكريم
يالها من عزة ويالها من كرامة
ايصطفيك لتراه دون الكثير من البشر
اى منزلة تلك ان يختارنى لارى وجه الكريم
كيف اصل لتلك المنزلة
انت لازم تحس بتلك السعادة التى ستغمرك بعد ان يحل عليك رضوان ربك
ربك الذى عبدته وامنت به دون ان تراه
كيف ؟ عبدته رغم كونك لم تراه
اتعرف لماذا
لانك كنت دائما تستشعر قرب المولى لك وهو الغنى عنك وانت الفقير
التجأت اليه فى لحظات تعاستك .. فاستجاب لك
اعطاك من النعمة الكثير ثم فى النهاية لا تخلص له
يذكرنى ذلك بالعبد سيده يغدق عليه بالمال والهبات ثم ما كان من هذا العبد الا الجحود والنكران وعدم الاخلاص
ولله المثل الاعلى ..
فياويلنا عبدنا العبيد ولم نتق الملك
فكر كويس انت مستنيى ايه تتجوز وبعدين نتجب وبعدين يعنى تشتغل شغلانة كويسة
وبعدين تختم حياتك بخاتمة السعادة الاسلام وتدخل الجنة بس انت مش واثق من نفسك من كتر الذنوب
لا يا جماعة عشان اللحظة دى لحظة انتقاء ربك لك لترى وجهه الكريم
لحظة لا تضاهيها اى سعادة
اجعلها هدفك .. شمر لها ..وكلما اهلكك الطريق تذكر واسعى واعمل واياك الا تكون مخلصا لله
جدا مشكووورة وجزاج الله خير ..والله نفعني