يا عابر الطريق قــف وتفكـــر !!

وفلان وفلانة رزقا بمولود وآل فلان رزقوا بمولودة وفلانة فطمت ولدها

الرضيع، وولد فلانة أتم دراسته الجامعية ، تخرج ، توظف ، تزوج، رزق

أطفالا، تقاعد، احتفل بحفيد جديد، أصيب ، مات .!!

هذه هي الحياة فالأرحام تنتج الناس، المدارس تخرج الطلبة والطالبات،

المشافي تؤوي المرضى، والقبور تؤوي الهلكى.

ها هي المقابر بقبورها شاهد حي على حياة الموت، على سطوات

هادم اللذات ومفرق الجماعات، هذا المنتظر المتربص على قارعة

الطريق.

لقد دقت الساعة عند منتصف الليل إيذانا ببزوغ فجر جديد ..

قم فتوضأ وابدأ حياتك الجديدة فثمة طريق واحد إلى بلاد السعادة. ألم

تسمع بحادي الأرواح إلى بلاد الأفراح..؟؟!

اجمع لنفسك زادا للرحيل، اصنع رصيد الغاية الوشيكة، اجمع لدار لا

تبلى ، تبقى ولا تفنى، لا آه فيها ولا شتات، لا شاغل عنها ولا ممات!

حين دقت تلك الساعة انتزعتني طلائع التساؤلات:

ترى في اي يوم او عام أظلنا ؟؟وما هو حال المسلمين ؟؟

يا عباد الله ..في يومـــك هذا لا يظن احد انه مخلدا ..ولابد ليــوم الرحيل ..

فمن آذنك أنك لست منهم.؟؟

إلا يكفي هادم اللذات قوما يخوضون في أعراض الناس ويقطعون الأرحام

ويقترفون الأذى ويرتكبون الكبائر ويصرفون عباد الله عن عبادته، ويؤذون

عباد الله في أرضه وتأخذهم العزة بالإثم ، فيعيثون في الأرض فسادا ؟!

ألا يستحي هذا المخلوق من خالقه.؟؟

إن من يبحث عن السعادة في دنياه وآخرته، لا يجدها في حرام حرمه

الله! ولا في غير حلال أحله الله ! ولا في غير دين ارتضاه لخلقه..! فكيف

لقلوب مظلمة لم تستنر بنور الله أن تحتفل بخاتمة عام آخر من

الضياع ..؟!