هل يجوز الدعاء بعد الصلوات المفروضة . ~

الحمد لله. السنة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم وهديه المحفوظ أنه كان يشتغل بالذكر الراتب بعد فراغه من الصلوات المفروضات فيستغفر الله ثلاثا ويقول اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت ذا الجلال والإكرام كما ثبت في مسلم من حديث ثوبان ويهلل كما ثبت في البخاري من حديث معاوية وكان يحض على التسبيح ثلاث وثلاثين والتحميد ثلاث وثلاثين والتكبير ثلاث وثلاثين ثم ختمها بتهليلة كما ثبت في مسلم من حديث أبي هريرة وكان يأمر بقراءة المعوذات كما عند النسائي من حديث عقبة بن عامر وآية الكرسي كما في النسائي. وقد روي في السنة عنه صفات متنوعة منها الثابت الصحيح ومنها الحسن المختلف فيه ومنها الضعيف ثم بعدما يأتي بالذكر يصلى السنة الراتبة وغالبا تكون في بيته. ولم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه اشتغل بالدعاء المستقل ورفع يديه بعد الفراغ من الفريضة أو أنه أتى بنافلة أو أنه أرشد إلى ذلك وقد روي في ذلك أحاديث ضعيفة لا يصح العمل بها. وما يفعله كثير من المسلمين اليوم إذا فرغوا من الفريضة رفعوا أيديهم مباشرة أو قاموا إلى النافلة قبل الإتيان بالأذكار المشروعة عمل مخالف للسنة وإن كان هذا العمل مأثورا عن بعض العلماء لكنه قول ضعيف مخالف للأحاديث الصحيحة. وأما رفع اليدين بعد الفريضة فبدعة لا أصل له فليس من السنة الاشتغال بالدعاء أو النافلة مباشرة عقب الفريضة.

فعلى هذا المستحب للمسلم بعد الفراغ من الفريضة أن يشتغل بالأذكار أولا ثم يصلي النافلة ثم إذا فرغ منها وأحب أن يدعو بما شاء فجائز وهو أمر حسن وليرفع يديه ولا بأس بذلك لأن الدعاء عبادة يشرع في أي وقت إذا لم يكن فيه مخالفة ورفع اليدين سبب من أسباب الإجابة كما ورد في الأثر ويجوز له أن يدعو أحيانا بعد الصلاة مباشرة لأمر عارض تقتضيه الحاجة لكن لا يداوم على ذلك.

ويجب على المسلم أن يتجنب الصور المبتدعة في الدعاء بعد الفريضة وهي على صور:

(1) أن يلتزم الدعاء بعد الفريضة مباشرة معتقدا مشروعية هذا الفعل.
(2) أن يلتزم صيغة معينة في الدعاء يدوام عليها ويعتقد بها الفضيلة وهي لم ترد في الشرع.
(3) أن يلتزم هيئة معينة في الدعاء كالدعاء الجماعي ونحوه مما ليس له أصل في الشرع.
(4) أن يخصص دعاء أو وردا بعدد معين في صلاة معينة ويجعل له ثوابا وفضائل خاصة لم يخصه الشرع بشيء.