تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » نفيسة العلم

نفيسة العلم

كانت من العابدات الزاهدات القانتات لله، كما كانت مصباحًا أضاء الطريق للسالكين الحيارى، وقدوة احتذاها أهل التقوى والإيمان.

في مكة المكرمة، ولدت نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب، وكان ذلك اليوم السعيد بعد مائة وخمسة وأربعين عامًا من هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم عام 145هـ.

وفى البلد الحرام عاشت نفيسة مع أحفاد رسول الله صلى الله عليه وسلم :، فتأثرت بهم، وسارت على منهجهم؛ فحفظت القرآن الكريم، وأقبلت على فهم آياته وكلماته، كما حفظت كثيرًا من أحاديث جدها صلى الله عليه وسلم.

نظرت نفيسة إلى الدنيا، فوجدتها فانية زائلة، فأعرضت عنها، وزهدت فيها، وأقبلت بوجهها إلى الله، تستغفره، وتتوسل إليه، وتطلب منه العفو والغفران، ولما بلغت نفيسة مبلغ الشابات؛ تقدم لخطبتها ابن عمها إسحق المؤتمن بن الإمام جعفر الصادق، فرضيته زوجًا لها.

وفى المدينة المنورة، عاشت نفيسة آمنة مطمئنة، وفتحت بيتها لطلاب العلم، تروي لهم أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :، وتفتيهم في أمور دينهم ودنياهم، حتى أطلقوا عليها اسم: "نفيسة العلم والمعرفة".

وفى عام مائة وثلاثة وتسعين من الهجرة (193هـ)، وصلت السيدة نفيسة إلى مصر بصحبة والدها وزوجها، واستقرت فى الفسطاط بدار ابن الجصاص وهو من أعيان مصر، وقد اُستقبلت استقبالا حافلا، وسر أهل البلاد بقدوم حفيدة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

واستمرت نفيسة فى حياة الزهد والعبادة، تقوم الليل، وتصوم النهار، حتى طلب منها زوجها ذات يوم أن ترفق بنفسها، فقالت: "من استقام مع الله، كان الكون بيده وفي طاعته". وكانت تعرف أنها لكي تفوز بجنة الخلد، فلابد لها أن تجتهد في العبادة، وأن تبتعد عن ملذات الدنيا، تقول: "لا مناص من الشوك في طريق السعادة، فمن تخطاه وصل".

وداومت السيدة نفيسة على زيارة بيت الله الحرام، وقيل: إنها أدت شعائر الحج ثلاثين مرة، تذهب إلى هناك تتطهر من ذنوبها، وتجدد العهد مع الله على الطاعة، والاستجابة لأوامره، والابتعاد عن كل ما يغضبه، ثم تعود إلى مصر.

وكانت -رضي الله عنها- تجير المظلوم، ولا تستريح حتى ترفع الظلم عنه، فقد استجار بها رجل ثري من ظلم بعض أولي الأمر، فساعدته فى رفع الظلم عنه، ودعت له، وعاد مكرمًا معززًا؛ فأهداها مائة ألف درهم شكرًا لها واعترافًا بفضلها، فوزعتها على الفقراء والمساكين، وهي لا تملك ما يكفيها من طعام يومها.

ولما ظلم أحمد بن طولون قبل أن يعدل استغاثه الناس من ظلمه، توجهوا إلى السيدة نفيسة، فشكوه إليها، فقالت لهم: متى يركب؟ فقالوا: في غد فكتبت رقعة ووقفت في طريقه، وقالت: يا أحمد بن طولون فلما رآها عرفها وترجل عن فرسه وأخذ الرقعة منها وقرأها، فإذا فيها مكتوب أما بعد: فإنكم ملكتم فأسرتم، وقدِرتم فأشرتم، ووسع عليكم فضيّقتم، وعلمتم عاقبة الدعاء فاحذروا سهام السحر؛ فإنها أنفذ من وخز الإبر، لا سيما وقد جرحتم قلوبًا قد أوجعتموها، وأكبادًا أجعتموها، وأحشاء أنكيتموها، ومقلاً أبكيتموها، ومن المحال أن يهلك المنتظِِرون ويبقى المنتظَرون، فاعملوا إنا عاملون، وجوروا إنا بالله مستجيرون، واظلموا فإنا إلى الله متظلِّمون، وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ [الشعراء:227]". " قال: فعدل من وقته وساعته."

وبعد سبع سنوات من الإقامة فى مصر، مرضت السيدة نفيسة، فصبرت ورضيت، وكانت تقول: "الصبر يلازم المؤمن بقدر ما فى قلبه من إيمان، وحسب الصابر أن الله معه، وعلى المؤمن أن يستبشر بالمشاق التي تعترضه، فإنها سبيل لرفع درجته عند الله، وقد جعل الأجر على قدر المشقة، والله يضاعف لمن يشاء، والله واسع عليم".

ولما أحست السيدة نفيسة أن النهاية قد اقتربت، أرسلت إلى زوجها إسحاق المؤتمن، تطلب منه الحضور وكان بعيدًا عنها.
وفي صحن دارها، حفرت قبرها بيدها، وكانت تنزل فيه وتصلي كثيرًا، حتى إنها قرأت فيه المصحف مائة وتسعين مرة وهي تبكي بكاء شديدًا.

وكانت السيدة نفيسة صائمة كعادتها، فألحوا عليها أن تفطر رفقًا بها، وهي في لحظاتها الأخيرة، لكنها صممت على الصوم برغم أنها كانت على وشك لقاء الله، وقالت: واعجبًا، منذ ثلاثين سنة أسأل الله تعالى أن ألقاه وأنا صائمة، أأفطر الآن؟! هذا لا يكون. ثم راحت تقرأ بخشوع من سورة الأنعام، حتى وصلت إلى قوله تعالى {لَهُمْ دَارُ السَّلاَمِ عِندَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} (127) سورة الأنعام.

ففارقت الحياة، وفاضت روحها إلى الله، فبكاها أهل مصر، وحزنوا لموتها حزنًا شديدًا، وحينما حضر زوجها أراد أن ينقل جثمانها إلى المدينة، لكن الناس منعوه، ودفنت فى مصر. فرحمة الله عليها

هكذا تكون الحياة يا رجال، وهكذا يكون الممات، نساء عابدات زاهدات، آمرات بالمعروف ناهيات عن المنكر، باذلات للنفس في سبيل الله.

وَلاَ يُنْهَى الدَّاعِي عَنِ الدُّعَاءِ فِي وَقْتٍ إِلاَّ وَقْتَ الحَاجَةِ، وَفِي الجِمَاعِ، وَشِبْهِ ذَلِكَ.وَيَتَأَكَّدُ الدُّعَاءُ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ، وَدُبُرَ المَكْتُوْبَاتِ، وَبَعْدَ الأَذَانِ.

منقول للفائدة

اختي لو سمحتي ممكن تذكرين المصدر ؟؟؟
عزيزتي

كيف الدعاء عند قبرها مستجاب

من كتاب مجموع الفتاوى لابن تيمية المجلد السابع والعشرون


ما قصد الصلاة والدعاء والعبادة في مكان لم يقصد الأنبياء فيه الصلاة والعبادة، بل روي أنهم مروا به ونزلوا فيه أو سكنوه، فهذا كما تقدم لم يكن ابن عمر ولا غيره يفعله؛ فـإنه ليس فيـه متابعتهم، لا في عمل عملوه، ولا قصد قصدوه، ومعلوم أن الأمكنة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يحل فيها؛ إما في سفره، وإما في مقامه؛ مثل طرقه في حجه وغزواته، ومنازلـه في أسفاره، ومثـل بيـوته التي كان يسكنها والبيوت التي كان يأتي إليها أحيانا من‏.‏‏.‏‏.‏ فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك‏)‏‏.‏

فهذه نصوصه الصريحة توجب تحريم اتخاذ قبورهم مساجد مع أنهم مدفونون فيها، وهم أحياء في قبورهم، ويستحب إتيان قبورهم للسلام عليهم، ومع هذا يحرم إتيانها للصلاة عندها واتخاذها مساجد‏.‏

ومعلوم أن هذا إنما نهى عنه لأنه ذريعة إلى الشرك، وأراد أن / تكون المساجد خالصة للّه تعإلى تبني لأجل عبادته فقط لا يشركه في ذلك مخلوق، فإذا بني المسجد لأجل ميت كان حراما، فكذلك إذا كان لأثر آخر، فإن الشرك في الموضعين حاصل‏.‏

ولهذا كانت النصاري يبنون الكنائس على قبر النبي والرجل الصالح وعلى أثره وباسمه‏.‏ وهـذا الذي خـاف عمـر ـ رضي اللّه عنه ـ أن يقـع فيه المسلمون وهو الذي قصد النبي صلى الله عليه وسلم مـنع أمتـه مـنه، كما قال اللّه تعإلى‏:‏ ‏{‏وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا‏}‏ ‏[‏الجن‏:‏ 18‏]‏، وقال تعإلى‏:‏ ‏{‏قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ‏}‏ ‏[‏الأعراف‏:‏ 29‏]‏، وقال تعإلى‏:‏ ‏{‏مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُواْ مَسَاجِدَ الله شَاهِدِينَ على أَنفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَاليوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَي الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَي أُوْلَـئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ‏}‏ ‏[‏التوبة‏:‏ 17، 18‏]‏ ‏.‏

ولـو كـان هـذا مستحبـاً لكـان يستحب للصحابـة والتابعين أن يصـلوا فـي جميع حـجر أزواجه، وفي كل مكان نزل فيه في غزواته أو أسفاره‏.‏ ولكان يستحب أن يبنوا هناك مساجد، ولم يفعل السلف شيئا من ذلك‏.‏

ولم يشرع اللّه تعإلى للمسلمين مكانا يقصد للصلاة إلى المسجد‏.‏ ولا مكانا يقصد للعبادة إلا المشاعر‏.‏ فمشاعر الحج كعرفة ومـزدلفـة ومني /تقصـد بالذكر والدعاء والتكبير، لا الصـلاة، بخـلاف المساجـد، فـإنها هي التي تقصد للصلاة، وما ثم مكان يقصد بعينه إلا المساجـد والمشاعر وفيـها الصـلاة والنسـك، قـال تعإلى‏:‏ ‏{‏قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ‏}‏ ‏[‏الأنـعام‏:‏ 162، 163‏]‏، وما سوي ذلك من البقاع فإنه لا يستحب قصد بقعة بعينها للصلاة، ولا الدعاء، ولا الذكر، إذ لم يأت في شرع اللّه ورسوله قصدها لذلك، وإن كان مسكنا لنبي أو منزلا أو ممراً‏.‏

فـإن الدين أصلـه متابعـة النبي صلى الله عليه وسلم وموافقتـه بفعـل مـا أمـرنـا بـه وشـرعـه لنا وسـنه لنا، ونقتـدي بـه في أفعالـه التي شـرع لنا الاقتـداء بـه فيها، بخلاف ما كان من خصائصه‏.‏

فأما الفعل الذي لم يشرعه هو لنا، ولا أمرنا به، ولا فعله فعلا سَنَّ لنا أن نتأسي به فيه، فهذا ليس من العبادات والقرب، فاتخاذ هذا قربة مخالفة له صلى الله عليه وسلم‏.‏ وما فعله من المباحات على غير وجه التعبد يجوز لنا أن نفعله مباحاً كما فعله مباحاً، ولكن هل يشرع لنا أن نجعله عبادة وقربة‏؟‏ فيه قولان، كما تقدم‏.‏ وأكثر السلف والعلماء على أنا لا نجعله عبادة وقربة، بل نتبعه فيه؛ فإن فعله مباحا فعلناه مباحا، وإن فعله قربة فعلناه قربة‏.‏ ومن جعله عبادة رأي أن ذلك من تمام التأسي به والتشبه به، ورأي أن في ذلك بركة لكونه مختصاً به نوع اختصاص‏.‏

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فالنسيا الكويت خليجية
وَقِيْلَ: كَانَتْ مِنَ الصَّالِحَاتِ العَوَابِدِ، وَالدُّعَاءُ مُسْتَجَابٌ عِنْدَ قَبْرِهَا، بَلْ وَعِنْدَ قُبُوْرِ الأَنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِيْنَ، وَفِي المَسَاجِدِ، وَعَرَفَةَ وَمُزْدَلِفَةَ، وَفِي السَّفَرِ المُبَاحِ، وَفِي الصَّلاَةِ، وَفِي السَّحَرِ، وَمِنَ الأَبَوَيْنِ، وَمِنَ الغَائِبِ لأَخِيْهِ، وَمِنَ المُضْطَّرِ، وَعِنْدَ قُبُوْرِ المُعَذَّبِيْنَ، وَفِي كُلِّ وَقْتٍ وَحِيْنٍ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} (60) سورة غافر.

وقيل << كلمة قِيلَ أو رُويَ اذا جاءت في درج الكلام تعني التضعيف أو التمريض ولا يعني موافقة الكاتب أو الناقل لها ابدا فهذا كتاب سير فينقل فيه الامام كل ما روي عن المُترجم عنه سواءً كان صحيحاً أو ضعيفاً

أضيف ايضا :

سير أعلام النبلاء – (ج 10 / ص 106)
نفيسة السيدة المكرمة الصالحة، ابنة أمير المؤمنين الحسن بن زيد بن
السيد سبط النبي صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي رضي الله عنهما، العلوية الحسنية، صاحبة المشهد الكبير المعمول بين مصر والقاهرة.
ولي أبوها المدينة للمنصور، ثم عزله، وسجنه مدة، فلما ولي المهدي أطلقه، وأكرمه، ورد عليه أمواله، وحج معه، فتوفي بالحاجر (1).
وتحولت هي من المدينة إلى مصر مع زوجها الشريف إسحاق بن جعفر بن محمد الصادق فيما قيل، ثم توفيت بمصر في شهر رمضان سنة ثمان ومئتين.
ولم يبلغنا كبير شئ من أخبارها.
ولجهلة المصريين فيها اعتقاد يتجاوز الوصف، ولا يجوز مما فيه من الشرك، ويسجدون لها، ويلتمسون منها المغفرة، وكان ذلك من دسائس دعاة العبيدية (( قال ابن كثير في " البداية " 10 / 262: وإلى الآن قد بالغ العامة في اعتقادهم فيها وفي غيرها كثيرا جدا، ولا سيما عوام مصر، فإنهم يطلقون فيها عبارات بشيعة مجازفة تؤدي إلى الكفر والشرك، وألفاظا ينبغي أن يعرفوا أنها لا تجوز، وربما نسبها بعضهم إلى زين العابدين وليست من سلالته، والذي ينبغي أن يعتقد فيها ما يليق بمثلها من النساء الصالحات، وأصل عبادة الاصنام من المغالاة في القبور وأصحابها، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بتسوية القبور وطمسها، والمغالاة في البشر حرام، ومن زعم أنها تفك من الخشب، أو أنها تنفع أو تضر بغير مشيئة الله فهو مشرك، رحمها الله وأكرمها. ))
و أردف الامام الذهبي قائلاً : وكان أخوها القاسم رجلا صالحا زاهدا خيرا، سكن نيسابور، وله بها عقب، منهم السيد العلوي الذي يروي عنه الحافظ البيهقي.

لايسعني هناك إلا أن أشكر أختي الثغر الباسم
على استدلالها الطيب عن مسألة الدعاء عند القبور

تقبلي مروري اختي فالنيسيا بارك الله فيكِ

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لـولـوة خليجية
خليجية

الله يعافيج

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حبيبة اهلها خليجية
اختي لو سمحتي ممكن تذكرين المصدر ؟؟؟

المصدر
مكتبة صيد الفوائد الاسلامية
اسم الكتاب :مشاهيرُ النِّساءِ المُسْلِماتِ
اسم الؤلف:علي بن نايف الشحود

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الثغرالباسم خليجية
عزيزتي

كيف الدعاء عند قبرها مستجاب

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الثغرالباسم خليجية
من كتاب مجموع الفتاوى لابن تيمية المجلد السابع والعشرون


ما قصد الصلاة والدعاء والعبادة في مكان لم يقصد الأنبياء فيه الصلاة والعبادة، بل روي أنهم مروا به ونزلوا فيه أو سكنوه، فهذا كما تقدم لم يكن ابن عمر ولا غيره يفعله؛ فـإنه ليس فيـه متابعتهم، لا في عمل عملوه، ولا قصد قصدوه، ومعلوم أن الأمكنة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يحل فيها؛ إما في سفره، وإما في مقامه؛ مثل طرقه في حجه وغزواته، ومنازلـه في أسفاره، ومثـل بيـوته التي كان يسكنها والبيوت التي كان يأتي إليها أحيانا من‏.‏‏.‏‏.‏ فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك‏)‏‏.‏

فهذه نصوصه الصريحة توجب تحريم اتخاذ قبورهم مساجد مع أنهم مدفونون فيها، وهم أحياء في قبورهم، ويستحب إتيان قبورهم للسلام عليهم، ومع هذا يحرم إتيانها للصلاة عندها واتخاذها مساجد‏.‏

ومعلوم أن هذا إنما نهى عنه لأنه ذريعة إلى الشرك، وأراد أن / تكون المساجد خالصة للّه تعإلى تبني لأجل عبادته فقط لا يشركه في ذلك مخلوق، فإذا بني المسجد لأجل ميت كان حراما، فكذلك إذا كان لأثر آخر، فإن الشرك في الموضعين حاصل‏.‏

ولهذا كانت النصاري يبنون الكنائس على قبر النبي والرجل الصالح وعلى أثره وباسمه‏.‏ وهـذا الذي خـاف عمـر ـ رضي اللّه عنه ـ أن يقـع فيه المسلمون وهو الذي قصد النبي صلى الله عليه وسلم مـنع أمتـه مـنه، كما قال اللّه تعإلى‏:‏ ‏{‏وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا‏}‏ ‏[‏الجن‏:‏ 18‏]‏، وقال تعإلى‏:‏ ‏{‏قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ‏}‏ ‏[‏الأعراف‏:‏ 29‏]‏، وقال تعإلى‏:‏ ‏{‏مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُواْ مَسَاجِدَ الله شَاهِدِينَ على أَنفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَاليوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَي الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَي أُوْلَـئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ‏}‏ ‏[‏التوبة‏:‏ 17، 18‏]‏ ‏.‏

ولـو كـان هـذا مستحبـاً لكـان يستحب للصحابـة والتابعين أن يصـلوا فـي جميع حـجر أزواجه، وفي كل مكان نزل فيه في غزواته أو أسفاره‏.‏ ولكان يستحب أن يبنوا هناك مساجد، ولم يفعل السلف شيئا من ذلك‏.‏

ولم يشرع اللّه تعإلى للمسلمين مكانا يقصد للصلاة إلى المسجد‏.‏ ولا مكانا يقصد للعبادة إلا المشاعر‏.‏ فمشاعر الحج كعرفة ومـزدلفـة ومني /تقصـد بالذكر والدعاء والتكبير، لا الصـلاة، بخـلاف المساجـد، فـإنها هي التي تقصد للصلاة، وما ثم مكان يقصد بعينه إلا المساجـد والمشاعر وفيـها الصـلاة والنسـك، قـال تعإلى‏:‏ ‏{‏قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ‏}‏ ‏[‏الأنـعام‏:‏ 162، 163‏]‏، وما سوي ذلك من البقاع فإنه لا يستحب قصد بقعة بعينها للصلاة، ولا الدعاء، ولا الذكر، إذ لم يأت في شرع اللّه ورسوله قصدها لذلك، وإن كان مسكنا لنبي أو منزلا أو ممراً‏.‏

فـإن الدين أصلـه متابعـة النبي صلى الله عليه وسلم وموافقتـه بفعـل مـا أمـرنـا بـه وشـرعـه لنا وسـنه لنا، ونقتـدي بـه في أفعالـه التي شـرع لنا الاقتـداء بـه فيها، بخلاف ما كان من خصائصه‏.‏

فأما الفعل الذي لم يشرعه هو لنا، ولا أمرنا به، ولا فعله فعلا سَنَّ لنا أن نتأسي به فيه، فهذا ليس من العبادات والقرب، فاتخاذ هذا قربة مخالفة له صلى الله عليه وسلم‏.‏ وما فعله من المباحات على غير وجه التعبد يجوز لنا أن نفعله مباحاً كما فعله مباحاً، ولكن هل يشرع لنا أن نجعله عبادة وقربة‏؟‏ فيه قولان، كما تقدم‏.‏ وأكثر السلف والعلماء على أنا لا نجعله عبادة وقربة، بل نتبعه فيه؛ فإن فعله مباحا فعلناه مباحا، وإن فعله قربة فعلناه قربة‏.‏ ومن جعله عبادة رأي أن ذلك من تمام التأسي به والتشبه به، ورأي أن في ذلك بركة لكونه مختصاً به نوع اختصاص‏.‏

هذا كلام الامام الذهبي ..
وبصراحة كبيرة مشكووورة على الملاحظــة .. والله لا يحرمج الاجر على التنبيـة .. واطلب من الاخت مشرفة القسم حذف كلام الامام الذهبي …

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة راية الحق خليجية
وقيل << كلمة قِيلَ أو رُويَ اذا جاءت في درج الكلام تعني التضعيف أو التمريض ولا يعني موافقة الكاتب أو الناقل لها ابدا فهذا كتاب سير فينقل فيه الامام كل ما روي عن المُترجم عنه سواءً كان صحيحاً أو ضعيفاً

أضيف ايضا :

سير أعلام النبلاء – (ج 10 / ص 106)
نفيسة السيدة المكرمة الصالحة، ابنة أمير المؤمنين الحسن بن زيد بن
السيد سبط النبي صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي رضي الله عنهما، العلوية الحسنية، صاحبة المشهد الكبير المعمول بين مصر والقاهرة.
ولي أبوها المدينة للمنصور، ثم عزله، وسجنه مدة، فلما ولي المهدي أطلقه، وأكرمه، ورد عليه أمواله، وحج معه، فتوفي بالحاجر (1).
وتحولت هي من المدينة إلى مصر مع زوجها الشريف إسحاق بن جعفر بن محمد الصادق فيما قيل، ثم توفيت بمصر في شهر رمضان سنة ثمان ومئتين.
ولم يبلغنا كبير شئ من أخبارها.
ولجهلة المصريين فيها اعتقاد يتجاوز الوصف، ولا يجوز مما فيه من الشرك، ويسجدون لها، ويلتمسون منها المغفرة، وكان ذلك من دسائس دعاة العبيدية (( قال ابن كثير في " البداية " 10 / 262: وإلى الآن قد بالغ العامة في اعتقادهم فيها وفي غيرها كثيرا جدا، ولا سيما عوام مصر، فإنهم يطلقون فيها عبارات بشيعة مجازفة تؤدي إلى الكفر والشرك، وألفاظا ينبغي أن يعرفوا أنها لا تجوز، وربما نسبها بعضهم إلى زين العابدين وليست من سلالته، والذي ينبغي أن يعتقد فيها ما يليق بمثلها من النساء الصالحات، وأصل عبادة الاصنام من المغالاة في القبور وأصحابها، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بتسوية القبور وطمسها، والمغالاة في البشر حرام، ومن زعم أنها تفك من الخشب، أو أنها تنفع أو تضر بغير مشيئة الله فهو مشرك، رحمها الله وأكرمها. ))
و أردف الامام الذهبي قائلاً : وكان أخوها القاسم رجلا صالحا زاهدا خيرا، سكن نيسابور، وله بها عقب، منهم السيد العلوي الذي يروي عنه الحافظ البيهقي.

لايسعني هناك إلا أن أشكر أختي الثغر الباسم
على استدلالها الطيب عن مسألة الدعاء عند القبور

تقبلي مروري اختي فالنيسيا بارك الله فيكِ

مشكووورة على الحضور والتنبية والشكر موصول لاختي الثغر الباسم ..

معلومات حلوه

مشكورة

معلومات مفيده مشكوره وبارك الله فيج وأرجو من المشرفه حذف أي أخطاء حتي تعم الفائده والكل يستفاد من المعلومات القيمه وحبيت أسأل من زمان كنت أشاهد أفلام مصريه وكانو يذكرون السيده نفيسه وأنهم زاروا السيده نفيسه….. هل المقصود هو نفيسه بنت الحسن رضي الله عنها؟؟؟؟
الله يعطيك العافيه فالنسيا وبارك الله فيك وكثر من امثالك على تقبل النصح

اللهم اجعلنا ممن يسمع القول ويتبع أحسنه

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جنتي^و^ناري خليجية
معلومات حلوه

مشكورة

العفوووووووووووو

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة loora3003 خليجية
معلومات مفيده مشكوره وبارك الله فيج وأرجو من المشرفه حذف أي أخطاء حتي تعم الفائده والكل يستفاد من المعلومات القيمه وحبيت أسأل من زمان كنت أشاهد أفلام مصريه وكانو يذكرون السيده نفيسه وأنهم زاروا السيده نفيسه….. هل المقصود هو نفيسه بنت الحسن رضي الله عنها؟؟؟؟

نعم هي الممقصود

وشاكره لج مرورج

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.