|
أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ
روى الإمام الترمذي في سننه من حديث عبيد الله بن محصن الخطمي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من أصبح منكم آمناً في سربه ، معافى في جسده ، عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا )).
حيزت : أي جمعت .
وقال تعالى( أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ )){النحل}.
ودواء هذا الداء أن ينظر االمرء إلى من حرم هذه النعم ، أو بعضها ، كما أرشد إلى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال( انظروا إلى من أسفل منكم ، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم ، فهو أجدر ألا تزدروا نعمة الله)).
قال ابن جرير وغيره : هذا الحديث جامع لأنواع من الخير ، لأن الإنسان إذا رأى من فضل عليه في الدنيا طلبت نفسه مثل ذلك ، واستصغر ماعنده من نعمة الله ، وحرص على الازدياد ليلحق بذلك أويقاربه هذا هو الموجود في غالب الناس ، وأما إذا نظر في أمور الدنيا إلى من هو دونه فيها ظهرت له نعمة الله تعالى عليه ن فشكرها ، وتواضع وفعل فيه الخير.
روى مسلم في صحيحه من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ان رجلاً سأله فقال: ألسنامن فقراء المهاجرين ، فقال عبدالله : ألك امرأة تأوي إليها ؟ قال: نعم. قال : ألك مسكن تسكنه ؟ قال: نعم.
قال: فأنت من الأغنياء. قال فإن لي خادماً . قال : فأنت من الملوك.
(من أراد الله به خيرا يفقهه فى الدين)