الإيمان بالملائكة
الملائكة رسل الله تعالى في خلقه وأمره، واسم الملَـَك يتضمن أنه رسول لأنه من الألوكة
بمعنى الرسالة.
و الإيمان بالملائكة ركن من أركان الإيمان لا يتم الإيمان إلا به،ويكون عن طريق التصديق والإقرار بوجودهم، والإيمان بأوصافهم وأصنافهم وأعمالهم كما ورد في القرآن والسنة وأنهم عالم غيبي، وعباد مكرمون خلقهم الله تعالى من نور قبل خلق الثقلين لعبادته وتنفيذ أوامره.
من أهم الصفات الخَلْقية
1- أجنحة الملائكة: إن عدد أجنحة الملائكة متفاوت، فمنهم من لديه جناحان ومنهم من لديه ثلاثة أو أربعة. وكما ورد عن النبي الأكرم عليه الصلاة والسلام أن جبريل عليه السلام لديه ستمائة جناح.
2- جمال الملائكة: خلقوا على صورة جميلة حسنة كريمة.
3- تفاوتهم في الخلق كعدد الأجنحة ،والمنزلة عند الله تعالى، فأفضل الملائكة هم الذين شهدوا معركة بدر.
4- لا يملون ولا يتعبون من عبادة الله تعالى وتنفيذ أوامره.
5- أعداد الملائكة: لا يعلم عددهم إلا الله سبحانه وتعالى.
الصفات الخُلُقية
1- كرام بررة.
2- يتصفون بالحياء
من قدراتهم
1- القدرة على التشكل، كتشل جبريل عليه السلام إلى مريم في صورة بشر.
2- عظم سرعتهم.
3- منظمون في كل شؤونهم وعباداتهم.
مما يدل على شرفهم
– أن الله يضيفهم إليه أضافة تشريف. كقوله(( ومن يكفر بالله وملائكته)).
– يقرن سبحانه شهادتهم مع شهادته، وصلاتهم مع صلاته.
– يصفهم سبحانه بالكرم والإكرام.
– يصفهم بالعلو والقرب.
– يذكر سبحانه أنهم عنده، يعبدونه ويسبحونه.
الأعمال التي يقوم بها الملائكة
هم رسل الله تعالى في تنفيذ أمره الكوني الذي يدبر به السماء والأرض، وتدبير أمره الديني الذي تنزل به إلى الأرض.
بالإضافة إلى الأعمال التي يقومون بها فهم على أصناف:
منهم حملة العرش، ومنهم الموكلون بالجنان وإعداد الكرامة لأهلها، وبالنار وتعذيب أهلها.
ومنهم الموكلون بحفظ بني آدم، ومنهم من ويقوم بحفظ أعمالهم وكتابتها.
ومنهم من هو موكل بحفظ الرحم وشان النطفة ومنهم موكلون بقبض الأرواح.
الإيمان بالكتب
الإيمان بالكتب هو الركن الثالث من أركانه الإيمان وهو أحد أًصولها، ويكون الإيمان بها عن طريق لتصديق الجازم والإقرار بأنها حق زصدق وأنها كلام الله عز و جل المنزل على رسله،وفيها الهدى والنور.
نؤمن بما سمى الله تعالى منها:التوراة ،الإنجيل والزبور وصحف إبراهيم وصحف موسى والقرآن العظيم.
وإنزال الكتب رحمة من الله تعالى للبشر لمعرفة ما يهديهم إلى سبيل الرشاد، ويعرفوا ما يضرهم وما ينفعهم.
وقد انقسم الناس حيال الكتب السماوية إلى ثلاثة أقسام
1- قسم كذب بها كلها وهم أعداء الرسل من الكفار والمشركين والفلاسفة.
2- قسم آمن بها كلها وهم المؤمنون الذين آمنوا بجميع الرسل وبما جاؤوا به.
3- قسم آمن ببعض وكفر ببعض وهم اليهود والنصارى ومن سار على نهجهم، ولا شك أن الإيمان ببعض الكتب والكفر ببعضها كفر بالجميع، لأن الإيمان لابد أن يكون مؤتلف جامعا لا تفريق فيه ولا تبعيض ولا اختلاف.
الإيمان بالرسل عليهم السلام
أولا كيفية الإيمان بالرسل عليهم السلام:
إن الإيمان بالرسل هو احد أركان الإيمان الستة، ويكون الإيمان بهم وبما أنزل معهم وأن الله تعالى أرسلهم لهداية الناس وإخراجهم من الظلمات إلى النور، لأنهم هم حجة الله على خلقه.
ثانيا الفرق بين النبي والرسول:
1- الرسول بُعث إلى قوم كافرين، والنبي إلى قوم مسلمين.
2- الرسول من جاء بشريعة جديدة، والنبي من جاء بشريعة من قبله من الرسل.
3- الرسول من انزل عليه كتاب، والنبي من حكم بكتاب من قبله من الرسل.
ثالثا تفاضل الرسل:
إن أفضل الرسل هم أولو العزم: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم السلام.
وأفضل أولي العزم:الخليلين إبراهيم ومحمد عليهم السلام، وأفضل الخليلين محمد عليه الصلاة والسلام.
رابعا النبوة تفضل واصطفاء واختيار من الله تعالى:
فالنبوة ليست كسبا يناله العبد بالجد والاجتهاد وتكلف انواع العبادات والطاعات، بل هو اصطفاء من الله تعالى حسب علمه وحكمته.
دلائل النبوة
المبحث الأول
أول وأعظم دلائل النبوة وهي المعجزات، مع شيء من التفصيل في معجزة القرآن الكريم
دلائل النبوة هي الأدلة التي يٌعرف بها النبي الصادق من مدعي النبوة، ودلائلها كثيرة ومنها المعجزة .
والمعجزة امر خارق للعادة يجريه الله على يد من اختاره لنبوته.
ومعجزات الرسل كثيرة منها: ناقة صالح وإبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى آيات لعيسى عليه السلام.
ومنها معجزات نبينا محمد عليه الصلاة والسلام: الإسراء والمعراج، وانشقاق القمر، تسبيح الحصى في كفه، وحنين الجذع إليه، وإخباره عن حوادث المستقبل و الماضي وغيرها الكثير.
وأعظم معجزات النبي محمد عليه الصلاة والسلام: القرأن الكريم وهي المعجزة لخاتمة الرسالت السماوية المناسبة لكل جيل من الأجيال السابقة والقادمة.
وقد تحدى الله تعالى به الإنس والجن على أن يأتوا بمثله، أو بعشر سور مثله، أو سورة فما استطاعوا بل كان الفشل يلاحقهم في كل مرة، والتحدي لا يزال قائما إلى قيام الساعة.
والقرآن الكريم معجزة من وجوه متعددة:
– من جهة اللفظ، والنظم، وبالاغة في دلالة اللفظ على المعنى.
– ومن جهة معانيه التي أمر بها ومعانية التي أخبر عنها وأسمائه وصفاته وملائكته وغير ذلك.
– ومن جهة معانيه التي أخبر بها عن الغيب المستقبل وعن الغيب الماضي، ومن جهة ما اخبر به عن المعاد، ومن جهة ما بين فيه من الدلائل اليقينية. وغيرها من الوجوه.
المبحث الثاني
ذكر بقية دلائل النبوة
1- إخبارهم الامم بما سيكون من انتصارهم وخذلان أعدائهم كما حصل لنوح، وهود، وصالح، وشعيب وغيرهم عليهم السلام.
2- ان ما حاؤوا به من الشرائع والأخبار في غاية الإحكام والغتقان وكشف الحقائق وهدي الخلق.
3- أن طريقتهم واحدة فيما يأمرون به من عبادة الله تعالى والعمل بطاعته والتصديق باليوم الىخر والإيمان بجميع الكتب والرسل.
4- أن الله تعالى يؤيد الانبياء عليهم السلام تأييدا مستمرا.
فمدعي الرسالة إما أن يكون من أفضل الخلق وأكملهم أو من أنقص الخلق وأرذلهم كمن ادعى النبوة كذبا و زورا.
المبحث الثالث
الفرق بين دلائل النبوة وخوارق السحرة والكهان
1- أخبار الأنبياء لا يقع فيها تخلف ولا غلط.
2-آيات الأنبياء لا يقدر عليه إنس ولا جان بخلاف السحرة والكهنة التي باتت أمورهم معروفة ينالها الإنسان بكسبه وتعلمه.
3- أن الأنبياء مؤمنون مسلمون يعبدون الله تعالى وحده ويصدقون جميع ما جاءت به الانبياء، أم السحرة والمتنبئون فلا يكونون إلا مشركين مكذبين ببعض ما انزل الله تعالى.
4- الفطر والعقول توافق ما جاء به الأنبياء، أما الكهة والسحرة فإنهم يخالفون الأدلة السمعية والعقلية والفطرية.
5- الأنبياء جاؤوا بما يكمل الفطر والعقول، والسحرة جاؤوا بما يفسد العقول والفطر.
6- معجزات الانبياء لا تحصل بأفعالهم هم ، وإنما يفعلها الله ىية وعلامة لهم، وأما خوارق الكهنة والسحرة فإنها تحصل بأفعال الخلق.
المبحث الرابع
الفرق بين كرامات الأولياء وبين خوارق السحرة والمشعوذين
أولا كرامات الاولياء
أولياء الله تعالى هم المؤمنون المتقون، والكرامة هي أمر خارق للعادة يجريه الله على يد من يشاء من عباده الصالحين من أتباع الرسل عليهم السلام إكراما لهم.
وليس كل الاولياء تحصل لهم كرامة، ومن لم تظهر له كرامة لا يدل على نقصه.
وكرامة الاولياء حق دل عليها القرآن : قصة أصحاب الكهف، وقصة مريم ، والسنة كحديث سلام املائكة على عمران بن حصين.
وقد حصل في موضوع كرامات الأولياء التباس وخلط عظيم بين الناس
– فطائفة أنكرت وقوعها بالكلية وهم الجهمية والمعتزلة ومن تبعهم، حتى أنكروا ما هو ثابت في الكتاب والسنة.
– وطائفة غلت في إثباتها وهم العوام وعلماء الضلال، فأثبتوا كرامات للفجرة والفساق ومن ليسوا من أولياء الله معتمدين في ذلك على حكايات مكذوبة ومنامات وخوارق شيطانية حتى عبدوهم من دون الله تعالى أحياء وأمواتا وبنوا الأضرحة على قبورهم.
– وطائفة أخرى وهم اهل السنة والجماعة ، أثبتوا ما أثبته الله من الكرامات ولم يغلوا في أصحابها، ونفوا ما خالف الكتاب والسنة من الدجل والشعوذة والنصب.
ثانيا الفرق بين كرامات الأولياء وبين خوارق السحرة والمشعوذين والدجالين
1- أن كرامات الأولياء سببها التقوى والعمل الصالح، وأعمال المشعوذين سببها الكفر والفسوق والفجور.
2- كرامات الأولياء يستعان بها على البر والتقوى أو على أمور مباحة، وأعمال المشعوذين والدجالين يستعان بها على أمور محرمة من شرك وكفر.
3- كرامات الأولياء تقوى بذكر الله وتوحيده، وخوارق السحرة تُبطل أو تضعف عند ذكر الله.
4- أولياء الله تعالى لا يستغلون الكرامات التي تجرى على أيديهم للنصب والاحتيال كما يفعله المشعوذون.
عصمة الأنبياء عليهم السلام
العصمة:المنعة، وهي حفظ الله تعالى لأنبيائه من الذنوب والمعاصي، وعصمة الأنبياء منها ما هو مجمع عليه بداية ونهاية، ومنها ما هو مختلف فيه بداية لا نهاية.
أجمعوا على عصمتهم فيما يخبرون عن الله تعالى وفي تبليغ رسالاته، أما المعاصي فهناك قولين:
الأول:أن الأنبياء معصومون مطلقا عن المعاصي والذنوب كبيرة وصغيرة، لأننا أمرنا بالاقتداء بهم فلابد أن تكون أعمالهم كلها طاعة ولأن مقام النبوة بعظمته لا يتناسب مع الذنوب والمعاصي وأصحاب هذا القول تأولوا الآيات والأحاديث الواردة في ذلك.
الثاني:أن الأنبياء معصومون من الكبائر فقط دون الصغائر ولا يصرون على الصغائر فيتوبون منها ويرجعون عنها، واستدلوا على ذلك بما ورد في القرآن الكريم والاخبار، وهذا القول هو قول الجمهور الذي تؤيده الأدلة من الكتاب والسنة.
دين الأنبياء واحد
دين الأنبياء دين واحد وإن تنوعت شرائعهم حسب الظروف والحاجات وهو دين الإسلام الذي لا يقبل الله غيره، وهو الاستسلام لله تعالى بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك وأهله، إلى أن ختموا بمحمد عليه الصلاة والسلام الذي عمت رسالته الخلق وهي صالحة مصلحة لكل زمان ومكان.
خصائص الرسول عليه الصلاة والسلام
المبحث الأول
ما اختص به عن غيره من الأنبياء عليهم السلام
1- أنه خاتم النبيين.
2- المقام المحمود، وهو الشفاعة العظمى.
3- عموم بعثته إلى الثقلين الإنس والجن.
4- القرآن العظيم الذي أذعن لإعجازه الثقلان، وأحجم عن معارضته بلغاء الإنس والجان.
5- المعراج إلى السماوات العلى، إلى سدرة المنتهىـ إلى مستولا سمع فيه صريف الأقلام فكان قاب قوسين أو أدنى.
6- ومن خصاصه ما ذكره عليه الصلاة والسلام في قوله : (( أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجدا و طهورا، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة: فليصل، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد من قبلي، وأعطيت الشفاعة، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة. ))
المبحث الثاني
الخصائص التي اختص بها دون أمته
– التهجد بالليل ، يقال أنه كان واجبا عليه إلى أن مات، والنصوص أنه كان واجبا عليه ثم نسخ.
– أنه إذا عمل عملا أثبته.
– تحريم الزكاة عليه وعلى آله.
– أحل له الوصال في الصيام.
– أحل له الزيادة على أربع نسوة.
– أحل له القتال بمكة.
– لا يورث.
– بقاء زوجيته بعد الموت، وإذا طلق امرأة ـبقى حرمته عليها فلا تنكح.
جزاج الله خير