مستوحاه من قصه حقيقية ….
بعد مرور أكثر من عشر سنوات على أخر مرة إلتقيتها ، وجدتها مبتسمة مزهوه بحياتها ، جلست معها بالمقهى القريب من مكان عملها وتركتها تحكي لي عن سبب فرحتها……..
عائشه زميلتي في المدرسة التي كانت تجلس بجانبي ولاتفارقني أبدا ً وتخبئ بكراستها صور حبيبها وتمضي اليوم بأكمله غارقة في أحلام اليقظة وتتوق لأنهاء الدراسة حتى تتزوج به كانت عبيطة للغاية ويميزها حيائها الذي يشع من عينيها وكل ما تتمناه هو الزواج وإنجاب الأطفال وقد تحقق مناها ففور انتهائها من الثانوية العامة تزوجت من حبيبها واختفت عني وانقطعت أخبارها
تلقيت اتصالها منذ فتره بسيطه وطلبت مني أن نلتقي وفي الموعد المحدد ذهبت إلى مكان اللقاء فوجدت امرأة ترتدي ملابس رسمية وتتصرف كسيدة أعمال درجه أولى>
استفسرت عن سبب التغير الواضح على ملامحها وشخصيتها وأخر أخبارها وأنا الآن اسرد لكم حكايتها على لسانها…
أخبرتني بشغف وهي تبتسم : أنني اعلم انك تتساءلين عن حالي وتتوقين لمعرفة أخباري فأليك حكايتي …
بعد مرورعدة سنوات على زواجنا اثر قصه الحب العنيفة التي كانت تجمعنا والتي توجت بزواجنا أصبحنا مجرد إخوة يجمعهما سقف واحد
وما زاد الشق الموجود بيننا هو طلبه مني النوم بغرفة الأبناء بحجة احتياجه إلى المزيد من الحرية و طبعا بسبب أنانيته لم يهتم برأي أو بمشاعري تجاه قراره المفاجئ فهو يقرر وينفذ من دون الرجوع إلي
وعدت َ السنوات ولم يعد هو زوجي وتوأم روحي بل تحول إلى طفل كبير يمضي يومه بالنوح والتذمر ينهض صباحا وهو بالكاد يفتح عيناه المرهقتين من كثر السهر ويصرخ طالبا الإفطار والويل لي إذا تأخرت لعدة ثواني ويختفي اليوم باكمله ولا يعود إلا في المساء كمراهق عابث يطلب مني بعض المال ثم يخرج وعندما يسدل الليل ستاره يختبئ بزوايا المنزل أو يجلس بسيارته يحادث عشيقاته …
لا أعلم سبب تحوله إلى شخص اخر ، إنسان لا اعرفه أناظر عيناه و ابحث عن جواب لسؤالي لكنني لا اجد إلا الصمت والغموض.
ياترىماهو السبب الذي يجعل من تحبه يتحول إلى انسان آخر أو إنه في البداية كان متنكراًبقناع الحب والوفى حتى سقط قناعه وظهرت الحقيقه.
صبرت ُ على كل أفعاله معي وتصرفاته التي تحتاج لصبر أيوب عليه الصلاة و السلام لقد استحملت جنونه طوال أثنى عشر سنه ومزاجه المتقلب وطباعه الحادة وتعطشه للنساء وخيانته الواضحة أمامي كوضوح الشمس لقد صبرت على كل شيء من اجل أن لا أتحول إلى امرأة مطلقه واحرم أولادي من العيش تحت ظل والدهم
لكن …
لكن أن يستولي على نصف راتبي هو أمر كنت ارفضه تماماً
لقد اضطررت للعمل بسبب بخله الزائد عن حده لقد أخبرته للمرة الألف أن الأطفال قد كبروا وان مصاريفهم ازدادت إنني أتنازل عن مصروفي من أجل أبنائي ومن اجل طلباتهم التي لا تنتهي.
أجهد نفسي بالعمل و أتحمل اهانات مديري وملاحقه الرجال المتعطشين لأي علاقة خارج عش الزوجية أني أتحمل فراق أبنائي لعدة ساعات من اجل هذاالراتب الذي سيرسم الابتسامة على وجوههم.
ليأتي زوجي العزيز ليزيد من همي ويصيح كالأطفال ثم يطالب بالمصروف ألا يكفيه راتبه الذي يستلمه كل شهر،يا ترى أين ينفق ماله؟؟
لقد أخبرتني إحدى صاحباتي بالعمل ان معظم الرجال ينفقون اموالهم على عشيقاتهم وانا على علم باطباع زوجي وعلى يقين بمعرفه مكان صرفه لأمواله لكنني ارفض تصديق الحقيقه المرة.
لقد ناقشته عدة مرات ولكنه يصر على انها ضريبه يفرضها علي بسبب موافقته على خروجي للعمل انه يظلم عائلته ويبخل عليها من اجل فتيات يتظاهرن بالحب من اجل المكسب المادي وانا من احببته باخلاص يبخل على حتى بالاحاسيس والعواطف.
كنا نسكن شقه صغير وهي هدية زواجنا من والدي المرحوم فهو لا يضطر الى دفع الايجار كل شهر هل تصدقين انه كان يسافر لقضاء الاجازات مع اصحابه وينساني وينسى ابنائه كنت اتمنى لو ليوم فقط اننخرج لتناول طعام العشاء او ينزهني قليلا.
ما اتعجب منه هوغبائي او اصابتي بالعمى فانا قبل ان اكون زوجته كنت اصرف عليه واشتري له بطاقات الهاتف واقاسمه مصروفي ربما انا المخطئه فالرجل اذا اعتاد على شيء من الصعب عليك ان تطلبي منه التغير انا الملامه.
عندما طلب يدي للزواج ورفضه والدي وقال انه لا يصلح للزواج لانه لايملك الأمكانيات المطلوبه كدت ان اقتل نفسي من اجله وخضع والدي تحت دموعي وقبل بالمهر القليل الذي اضطررت انا لدفع جزء منه من دون علم والدي.
حتى حفل الزفاف تكفل والدي به من اجلي انا …فانا ابنته الوحيده ، لقد سلمت له نفسي بدون مقابل ولذلك لم يكن يحس بقيمتي فانا من فرضت نفسي عليه.
وعندما انجبت اول ابنائنا تركني في منزل والدي ولم يكن يزورنا الا لتناول الطعام ولم يدفع فلسا واحدا من اجل شراء مستلزمات الطفل …
كان والدي رحمه الله يوصيني بان ادخر جزء من اموالي من دون علم زوجي اظن انه لم يكن مطمئنا لزواجي منه ولذلك كان لسانه يردد دائما ببعض الكلمات التي تحذرني من زوجي الى ان وافاه القدر …….