|
ما الذي أضحك أم إسحاق؟
(قَالُواْ لاَ تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ وَامْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ)
بيان القرآن لسبب ضحك زوج إبراهيم
{وَلَقَدْ جَاءتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُواْ سَلاَمًا قَالَ سَلاَمٌ فَمَا لَبِثَ أَن جَاء بِعِجْلٍ حَنِيذٍ} (69) {فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لاَ تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُواْ لاَ تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ} (70) {وَامْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَقَ وَمِن وَرَاء إِسْحَقَ يَعْقُوبَ} (71) {قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ} (72) {قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ} (73) سورة هود
الضحك (كما بيّن القرآن) ليس من سماع البشرى ولا علاقة له بها، لأن زوجة إبراهيم ضحكت (قبل)[8] تبشيرها [فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا]. والفاء في (فَبَشَّرْنَاهَا) تفيد الترتيب والتعقيب[9]. فكأن الآية تخبر أن الزوجة عندما ضحكت التفت إليها الملائكة، فبشروها بمولود. فالتوراة اختلّ فيها الترتيب (1- بشرى، 2- ضحك)[10]، فأعاده القرآن صحيحاً (1- ضحك، 2- بشرى)[11].
كلمة (فَضَحِكَتْ) فاؤها سببية، وعلينا إذن أن ننظر لما (قبلها) لنعلم ما سبّب الضحك. وما قبل (وَامْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ)، هو : (قَالُواْ لاَ تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ). فيتبين أن ضحك الزوجة كان ضحك (أمن وسرور وفرح وسعادة)، لزوال خوفها (لاَ تَخَفْ)، ولعلمها أن ضيف زوجها هم رسل الله (إِنَّا أُرْسِلْنَا
لماذا لم يضحك إبراهيم؟
المرأة عموماً أكثر خوفاً من الرجل وأظهر لجزعها وأسمع. وليس غريباً أن تولول المرأة أو ترفع صوتها بالبكاء عند المصيبة. بينما الرجل عموماً أربط لجأشه وأخفى لمشاعره وأطوى لأمره. فإبراهيم شعر بالخوف ولكن ليس كشدة خوف زوجته، ولا ننسى قوة إيمان إبراهيم وشجاعته البالغة[49]. ولنقارن بين (هدوء أو اعتدال) رد فعل إبراهيم عند سماعه البشرى [{قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَن مَّسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ} (54) {قَالُواْ بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُن مِّنَ الْقَانِطِينَ} (55) {قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ} (56) سورة الحجر]، وبين (وضوح) رد فعل زوجته [{فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ } (29) سورة الذاريات/{قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ} (72) سورة هود].
يبدو أن الملائكة هم من سمّوه بإسحاق [فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَقَ]. فلعلهم لما رأوا زوجة إبراهيم تضحك (نتيجة زوال خوفها وشعورها بالأمن)، كأنهم قالوا لها على الفور ستلدين من يضحك[38] (كما أنت الآن تضحكين)[39]. وعلى سبيل التوضيح لمعنى اسم إسحاق، كأن الملائكة لمّا رأوها في تلك اللحظة سعيدة (تضحك)، قالوا لها في الحال أنت (أم سعيد). وإذن فلعل إسحاق قد عاش[40] ضاحك الوجه (سعيداً رضيّاً[41])، يشعر (بالأمن والرضا والإطمئنان والهدوء والسرور والسعادة)، كما شعرت أمه في لحظاتها (الضاحكة) حين زال خوفها وأحسّت بالأمن…
ونفع بـــــكِ ..
ممكن ذكـر المصـدر .. ؟؟!
والله اعلم
انه قد اكرمهم وقامت هى تخدمهم ضحكت وقالت : عجبا لا ضيافنا هؤلاء نخدمهم بأنفسنا كرامة لهم وهم لا ياكلون طعامنا . وقال ايضا انها ضحكت استبشارا بهلاك
قوم لوط لكثرة فسادهم وغلظ كفرهم وعنادهم فلهذا جوزيت با لبشارة بالولد بعد الاياس . وقال قتادة ضحكت وعجبت ان قوما يأ تيهم العذاب وهم فى غفلة.
جزاج الله خير