كيف نعالج أصحاب القلوب الصغيرة؟

ضمن الحملة الوطنية التوعوية الأولى لصحة القلب التي انطلقت في مدينة الرياض تحت شعار"نعم عرفت الآن" أقام مركز الأمير سلمان الاجتماعي ندوة طبية توعوية حول مرض القلب عند الكبار و الأطفال.

ندوة أمس الاثنين التي نظمتها جمعية القلب السعودية جاءت تحت عنوان" أمراض القلب عند الأطفال " بدأ الحديث فيها الدكتور رياض أبو سليمان"استشاري أمراض القلب للأطفال في مركز الملك عبد العزيز لأمراض وجراحة القلب بالحرس الوطني" و"عضو مجلس إدارة جمعية القلب السعودية" عن الإنجازات التي تحققت في السعودية بما يتعلق بعلاج أمراض القلب عند الأطفال، وأشار إلى أن هذا التخصص تخصص دقيق يسعى لخدمة الأطفال أو كما أسماهم "أصحاب القلوب الصغيرة".

الأعراض التي تظهر على الطفل:

وضّح الدكتور" رياض" أن أمراض قلوب الأطفال تمتد من ما قبل الولادة أي من مرحلة التكوين والتي يمكن اكتشافها مبكراً عن طريق طبيب النساء والولادة إلى مرحلة الولادة وهنا يكون لطبيب الأطفال الدور المهم لاكتشافها وتداركها، وهناك أمراض تُكتشف لاحقاً عند التطعيم أو عند دخول المدرسة، لذلك يُجرى كشف طبي قبل الدخول إلى المدرسة.

وأشار إلى بعض الدلائل التي يمكن للأهل من خلالها التنبه بإصابة أبنائهم بأمراض القلب ومنها ما يكون ظاهراً، ومنها ما يصعب اكتشافه إلا بالفحص الطبي.

ومن هذه الأعراض: سرعة التنفس بحيث يصعب على الطفل إكمال الرضعة من أمه، ظهور لون أزرق على شفاه الأطفال وقد تكون هذه الزرقة بسبب الإصابة بأمراض التنفس أو الرئتين.

وقدّم الدكتور "رياض أبو سليمان" عرضاً لفيلم عن وضع القلب في الجسم وأقسامه وكيف يتفرع الدم منه.

أهم الأمراض القلبية التي تصيب الطفل:

يبين الدكتور "أبو سليمان" اكثر الأمراض التي تصيب قلب الطفل وهي:

– وجود الثقوب في القلب مما يؤدي إلى اختلاط الدم الحمر بالأزرق، ومن أكثر حالات لثقوب الحاصلة الثقب بين الأذينين والتي يمكن علاجها عن طريق القسطرة والقسطرة كما بينها الدكتور هي كاميرات تدخل إلى قلب المريض ومن ثم يتم إدخال أجهزة لقفل هذه الثقوب.

– مرض آخر شائع عند الأطفال الخدّج الذين يولدون قبل وقتهم وهي القناة الشريانية المفتوحة، وعادة تقفل هذه القناة من تلقاء نفسها بعد الولادة بـ 72 ساعة الأولى، وقد يحدث أن لا تقفل مما يؤدي إلى تروية زائدة للرئتين وبالتالي يؤثر على التنفس، وفي هذه الحالة يتم إقفال هذه القناة الشريانية.

– تبادل مواضع الشرايين الكبرى وقد حدث أن استقبلنا خلال السنة الماضية طفلاً كان لونه أزرق، وكان مؤشر الأوكسجين في الدم لديه 55% بينما المؤشر الطبيعي 94% فما فوق، وهذا يعني أن الطفل يعاني من مشكلة كبيرة في القلب أدى إلى نزول نسبة الأوكسجين لديه، تم تحويل الطفل للقسطرة ومن ثم إجراء فتحة مؤقتة لإنقاذ حياته بعد ذلك تم إعداده لإجراء عملية قلبية كبيرة، وأشار الدكتور"أبو سليمان" إلى أن مثل هذه العمليات يجب أن لا تجرى إلا في مراكز متخصصة.

– رباعية فالوت: وهو وجود ضيق في الشريان الرئوي.

وأشار الدكتور "رياض أبو سليمان"إلى إمكانية عمل فحوصات كثيرة لاطمئنان على القلب؛ كالفحص السريري والتخطيط الكهربائي للقلب،وأشعة الصدر السينية والأشعة فوق الصوتية والمقطعية والرنين المغناطيسي وعرض الأشعة فوق الصوتية – ثلاثية الأبعاد..

أقسام القلب كحجرات المنزل

المحاضرة الثانية كانت للدكتور سعد اليوسف" استشاري أول لأمراض القلب والأطفال في مركز الأمير سلطان لأمراض وجراحة القلب"

تحدث الدكتور "سعد" بشكل مبسط عن أمراض القلب وكيفية علاجها آملاً في أن يساهم كلامه السهل في إفهام العامة من الناس وتوعيتهم بكيفية عمل القلب والأمراض التي يمكن أن تصيبهم، فشبّه أقسام القلب بحجرات المنزل، والأمراض التي يمكن أن تصيبه باختلاط هذه الحجرات واستخدام كل منها لغرض مختلف عما أعُدت له مما يتسبب في مشكلات عدة.

وأشار الدكتور "اليوسف" إلى أن قلب الإنسان يبدأ بالعمل في نهاية الأسبوع الثالث من حياة الجنين، ويستمر في العمل بقدرة الله إلى أن يموت هذا الإنسان.

وبيّن أن معظم أمراض القلب يمكن حلها بالقسطرة، وأكد على أن القسطرة ليست عملية، وقد تكون قسطرة تشخيصية وقسطرة علاجية.

وتحدث بشيء من التفصيل عن استعمالات القسطرة العلاجية، منها على سبيل المثال:السلك، الدعّامة.

القلب الصناعي

المحاضرة الأخيرة في هذه الندوة كانت للدكتور هاني نجم"رئيس قسم جراحات القلب في مركز الملك عبد العزيز لأمراض وجراحة القلب بالحرس الوطني" والذي تحدث عن جراحات القلب بشكل عام والتي قد تكون بالصمامات أو بالعضلة أو في الغشاء .

أسباب الإصابة بأمراض القلب:

بيّن الدكتور "نجم" أن الإصابة بأمراض القلب تتبع عوامل كثيرة منها: ارتفاع نسبة السكر في الدم، ارتفاع الكوليسترول، التدخين، الابتعاد عن إجراء التمارين الرياضية، انسداد في أحد الشرايين، نقص في التروية، ضعف عضلة القلب، احتشاء في العضلة.

وتحدث الدكتور "هاني نجم" عن عملية القلب باستخدام القلب الصناعي كمرحلة مؤقتة لحماية حياة المرضى، إذ قد يكون لابد من إجراء العملية للشرايين لتحويل الدورة الدموية من القلب إلى الرئتين وثم أكسدة الدم وضخه لبقية الجسم.

وبيّن الدكتور "نجم" عبر العرض الذي قدمه صورة لجهاز قلب صناعي تم وضعه لعدة ساعات في جسم المريض، وأكد على أنه كلما زادت مدة وجود القلب الصناعي أثر سلباً على القلب الطبيعي، لذا من الأفضل أن تعود الدورة الدموية إلى القلب سريعاً حتى يعمل بشكل جيد.

وبين أن 98% هي نسبة النجاح في كثير من عمليات القلب والحمد لله، وأن هناك جراحات في هذا المجال تصل نسبة نجاحها أعلى من الرقم السابق.

كما أشار إلى عمليات انسداد الشرايين وكيف يمكن استخدام أوردة من الرجل أو شريان من داخل الصدر أو اليد لإعادة التروية.

كما عرض بعض الرقعات الحيوانية المستخدمة لقفل الفتحات الداخلية.

وأكد الدكتور "هاني نجم" في نهاية حديثه إلى أن جراحة القلب الآن تعتبر جراحة آمنة ونتائجها جيدة ، وأن كثيراً من الأطفال والحمد لله استفادوا من مثل هذه العمليات وعاشوا حياتهم بشكل طبيعي.

أسئلة واستفسارات

طرح الحاضرون والحاضرات عدد من الأسئلة والمداخلات، كان أولها عن أسباب ضعف عضلة القلب عند الأطفال ووضح الأطباء المشاركون أنه خلال العشر سنوات الأخيرة تم اكتشاف العديد من الأمراض الجنينة والتي لها علاقة مباشرة مع أمراض القلب بالإضافة إلى الأسباب المكتسبة كبعض الأدوية التي تتناولها المرأة الحامل، وكذلك مرض السكر عند الأم الحامل وجرعات الأنسولين، بالإضافة على الالتهابات الفيروسية الحصبة الألمانية وهناك أسباب أخرى كمتلازمة داون.

وعن الوقاية من أمراض القلب بين الأطباء أجاب الدكتور" هاني نجم" أن ذلك يتبع نوعية ونمط الحياة التي نعيشها لذلك وإن أردنا الوقاية من الإصابة بأمراض القلب يجب الابتعاد عن أكل الدهون والسيطرة على ضغط الدم، وكذلك نسبة السكر في الدم ، والالتزام بالتمرينات الرياضية.

وحول ما إذا كان هناك علاقة بيّن الضغط النفسي والقلق الذي يعيشه الإنسان وبين الإصابة بأمراض القلب، بيّن الدكتور "هاني نجم" أنه ليس العامل الأساسي ولكن يمكن أن يشكل أحد العوامل المساهمة للإصابة بأمراض القلب، كما أكد الدكتور "رياض أبو سليمان" أن التوتر والضغوط النفسية المستمرة تؤدي إلى الارتفاع في ضغط الدم مما يسبب حدوث تصلب في الشرايين على المدى الطويل.

وعن كيفية الوقاية من مرض روماتيزم القلب أكد الدكتور "رياض" على أهمية العناية بالنظافة العامة والشخصية للطفل، وعدم تبادل أدوات الطعام والشرب مع الأطفال الآخرين لئلا يؤدي ذلك للالتهاب اللوزتين، المسبب الأول لحدوث روماتيزم القلب عند الأطفال.