|
( منقول )
أمست ذمة الواقع تتباهى بألوان الخطوب بشكل استفزّ اليقظة حتّى انطلقت تسابق الرّيح كي تستنهض ذلك المنطق النّائم
فيتنبّه و يستدرك الكيفيّة الكائنة عليها التوجّهات الفكريّة الدينيّة لكثير من الناس إذ أنّها لا تنفك تدور في فلك صغير يُسمى "مجتمع"
كان قد قضّ مضجع تلكم اليقظة فأفرغت ثورتها في وجه المنطق النائم …
إنّ كل صرح عقلي قد ثبّت أوتاد ركائزهـ على ( جرم ) يدور في ( فلك ) اختصّه لنفسه دون غيرهـ كي يستقي منه
العادات , التّقاليد , الآراء , أنماط العيش , السّلوكيّات , القيم , محامد الفعال و مستقبحاتها ……. إلى أن وصل و بكل أسف [ إلى الدين أيضاً ]
فنرى ذلك العقل يغذّي صرحه من ساقية الفلك الصّغير المدعوّ ( مجتمع ) مع ما يحتويه من مخلّفات فكريّة مهترئة كانت قد لفظتها مزابل الرّجعيّة
كونها أشدّ انحطاطاً من أن تحتويها حتّى أصبح ذلك الفلك ( بمخلّفاته ) مصدراً – و قويّاً – من مصادر التشريع الإسلامي يُحاجَج بـه و ينهل من فيضه المتخبط الخطّاء الأمرؤ الجاهل
و لنا أن نتخيل كيف لوجوهـ الرّأي الديني المتقعّدة بالقواعد الإسلاميّة الرّاسخة أن لا تضمحل مع تعاقب الأجيال
إن كان ذلك الفلك ( كأساً دهاقًا ) بعقول أسلمت أزمّتها إليه كي يقودهـا كيفما شاء بمسارٍ يبارز فيه بشكل أو بآخر أحد أحكام الشرعة المطهرة المتجليّة للأعمى قبل البصير
و المنصوص عليها في أمّهات الكتب التي لا تقبل على ذاتها اجتهاد عالم أو فلسفة متفاصح
فيسنّ ذلك الفلك إبان مسيرته العرجاء و فكرهـ الأهوج ما لم يُسنّه الشّرع المطهّر ليلوي بذلكم كل سبيلٍ أقامه الشرع من بعد اعوجاج ..
في فجاجٍ شتّى من هذا العالم , نرى كثير من النّاس قد نصّبوا حجيّةً للمجتمع – ذلك الفلك الصغير – على الدّيـن الإسلامي الحنيف
الوحي الإلهي المعصوم المنزّهـ من لدن رب العزّة الذي هو طبّ للخوالج و أشفية للذّوات البشريّة من كل سقم فكري و جسدي على حدّّ ٍ سواء ,
الدّين يتفق و المنطق أنّ الإختلاط مفسدة ( لن أقول فيه بل هو من أصله "مفسدة" ِ) , و مغبّته لتخجل من التّوراي عن أعين الحقيقة
( مع خجلها ) هي تقرّ و تستقرّ بكل هدوء في قلب المجتمعات الإسلاميّـة التي لا ترى للإختلاط أدنى مغبّةً تسوء القيم ,
و عليه انقلب حكمه الشّرعي ليصير بنظر الكثير من الناس ( حلال شرعاً ) لأنّ المجتمع لا يرى به بأساً !!
مثال آخـــــــــــــــــــر :
تغطية المرأة لوجهها هو تكليفٌ شرعي , امتُهِنَ تطبيقه في كثيرٍ من المجتمعات , بل إنّ بعضاً من الأخوات لم تكتفي بكشف الوجه فقط
بل حتّى الجسد كان له نصيبٌ من ذلكم ( فالحجاب من منظورهنّ الشّخصي ) لا يعدو كونه ( خرقةٌ ) – و عذراً على اللفظ – يُلَفّ بها الرّأس و ما علينا من باقي الجسد ,
لكأنّ الفتنة تتمثّل في شعر الرّأس وحدهـ دوناً عن الجسد ,, فأي منظار ٍ متّسخ ٍ هذا الذي تُطالع المنطق من خلاله
حتى إذا نُوقِشَت باسم الدّين قذفتنا بالتشدّد و أخيه التنطّع و أحكمت قبضتها على رؤيتها القاصرة باسم المجتمع ؟؟ ,,
أيّـًا يكن المجتمع الذي نعيش فيـه … و إن مازجه شيءٌ من المثاليّة , ينبغي أن ندرك تمام الإدراك أنّ المرجعيّة الأساسيّة هي ( الدّين الإسلامي الحنيف وحدهـ فقط لا غير )
أمّا المجتمع ما كان يوماً و لن يكون مرجعاً في شيء يُرجع إليه حين التّنازع ,
فهذا المنطق قد ينام بل و يدخل في سباتٍ عميق على الرّغم من لغط المجتمع و صخبـه الدائم الذي يقض الجنوب ,
فلا ينبغي للأفلاك أن تسبح بمنأى عن فضاء الدّين و لا للعقول أن تلطّخ الجوهر الفطري النّقي .. [ بصبغة المجتمع ] ..
اي والله مرجعيتنا الدين وشرائعه
ماوافق الدين اخذنا به وماعارض حدوده ابتعدنا عنه
أختــــــــــــكـ صــــدى الكتمان
سبحان الله وبحمده … سبحان الله العظيم