تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » في خلق الصبر واحتمال الاذى

في خلق الصبر واحتمال الاذى

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الصبور الشكور العلى الكبير القائل في كتابه الحكيم :{انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب} الزمر10.

والصلاة والسلام على محمد عبده ورسوله وعلى اله وصحبه اجمعين .

السلام عليكم

مفهوم الصبر

من الفضائل التي يتحلى بها المسلم:الصبر واحتمال الاذى في ذات الله تعالى.
والصبرهو: حبس النفس على ما تكرهه او احتمال المكروه بالرضا و التسليم .
وفي الصبر احتمال الأذى وكظم الغيظ والعفو عن الناس ومخالفة الهوى وترك الأشرار والبطر.
والمسلم يحبس نفسه على ما تكرهه من عبادة الله وطاعته و لا يغفل عن الله و لا يتكاسل
عن تحقيق الاداب والسنن ،فيلازم الصبر و يحبس نفسه عن معاصي الله عز وجل
وعن البلاء اذا نزل بها فلا يتركها تغضب او تسخط، ويعلم ان اقدار الله جارية وقضاءه
عدل و حكمه نافذ لان مع الصبر الاجر ومع الجزع الاثم

قال الحجاج رحمه الله :"اقدعواهذه النفوس فانها طلعة الى كل سوء فرحم الله امرءا جعل
لنفسه خطاما و زماما فقادها بخطامها الى طاعة الله وصرفها بزمامها عن معاصي الله ،فان
الصبرعن محارم الله ايسر من الصبر على عذابه "

فضل الصبر.

فاذا كان البلاء خير فاعلم ان الصبر عليه باب من ابواب السعادة وانه من اعلى المقامات وان سنده اليقين .قال ابو الدرداء رضي الله عنه :ذروة الايمان الصبر للحكم والرضا بالقدر .

وبما ان الصبر رمز الايمان والصابر مؤمن قوي لان الصبر لا يقوى عليه الا اقوياء الايمان

فالمسلم يتوسل الى الله تعالى ان يرزقه الصبر، بذكره ما ورد في القران الكريم بما جمع الله

عز وجل للصابرين من : هدى ورحمة و صلوات…….

فقال سبحانه : { وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله ، وانا اليه راجعون
اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون }
البقرة .

{ يا ايها الذين امنوا اصبروا وصا بروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون}ال عمران

"نداء للذين امنوا بالصفة التي تلقي عليهم هذه الاعباء وتكرمهم في الارض كما
تكرمهم في السماء،نداء له بالصبر والمصابرة والمرابطة والتقوى……
فالصبر على وقاحة الطغيان وعلى قلة النصرومرارة الجهاد واعظم صبرا
"المرابطة" والاقامة في موقع الجهاد وفي الثغور لهجوم الاعداء ……
والتقوى…التقوى تصاحب كل هذا، لانها الحارس اليقظ للضمير ان يغفل اويضعف
وعاقبة كل ذلك : الفلاح "لعلكم تفلحون" فالنصر مع الصبر والفرج مع الكرب واليسرمع
العسر .

وقال عز وجل :
{ وجعلناهم ائمة يهدون بامرنا لما صبروا، وكانوا باياتنا يوقنون } السجدة

{ انما يوفون الصابرون اجرهم بغير حساب } الزمر.

{ واستعينوا بالصبر والصلاة } البقرة

{ ولنجزين الذين صبروا اجرهم باحسن ما كانوا يعملون } النحل .

{ وبشرالصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله،وانا اليه راجعون اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون } البقرة .

فجزاء الصبر عند الله مطلق بلا حساب..

والاحاديث في فضائل الصبر كثيرة :

قال صلى الله عليه وسلم ان اعظم الجزاء مع عظم البلاء و ان الله تعالى اذا احب
قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضى، ومن سخط فله السخط رواه الترمذي وابن ماجة .

وقال ما يزال البلاء بالمؤمن في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله و ما عليه خطيئة
رواه الترمذي.
فإن من ورائكم أيام الصبر، الصبر فيها مثل القبض على الجمر،

للعامل فيهم مثل أجر خمسين رجلاً يعملون مثل عمله رواه أبو
داود والنسائي والترمذي وحسنه .
وقال عجبا لامر المؤمن ان امره كله له خير وليس ذلك لاحد الا لمؤمن،ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له رواه مسلم.

وقال عليه افضل الصلوات من يرد الله به خيرا يصب منه رواه البخاري .
وقال إن الصبر ضياء رواه البخاري .

وقال(ومن يستعفف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله ومن يصبر يصبره الله وما اعطي احد عطاء خيرا واوسع من الصبر) رواه البخاري .

درجة احتمال الاذى بالنسبة للصبر:

واحتمال الاذى فهو اشق من الصبر وهو خلق الصديقين ونهج الانبياء .
وان يؤذى المسلم في ذات الله فيصبر ويتحمل ولا ينتقم او يتاثرلشخصيته
ما دام ذلك في سبيل الله ، و مؤديا الى مرضاة الله، وقدوته في ذلك المرسلون
والصالحون، الذين نالوا به عز الدنيا والاخرة .
وقص الله لنا عن المرسلين وهم يتحملون الاذى فقال:
{ وما لنا الا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا،ولنصبرن عل ما اذيتمونا
وعلى الله فليتوكل المتوكلون } ابراهيم .

هناك مشاهد من احتمال الاذى لرسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم :
قسم يوما مالا فقال احد الاعراب:قسمة ما اريد بها وجه الله ،فبلغ ذلك رسول الله
فاحمرت وجنتاه، ثم قال يرحم الله اخي موسى لقد اوذي باكثر من هذا فصبر
متفق عليه.
وقال خباب بن الارت رضي الله عنه:"شكونا الى رسول الله عليه الصلاة والسلام
وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة،فقلنا الا تنتصر لنا،الا تدعو لنا، فقال :
(قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الارض فيجعل فيها،ثم يؤتى بالمنشار
فيوضع على راسه فيجعل نصفين ويمشط بامشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه
ما يصده ذلك عن دين الله ) رواه البخاري .
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:كاني انظرالى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي نبيا من الانبياء صلوات الله وسلامه عليهم ضربه قومه فادموه وهو يمسح
الدم عن وجهه ويقول اللهم اغفر لقومي فانهم لا يعلمون متفق عليه .

وقال بعض اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" ما كنا نعد ايمان الرجل ايمانا اذا لم يصبر"

على ضوء هذه الامثلة الحية من الصبر واحتمال الاذى يعيش المسلم صابرا محتسبا
متحملا لا يشكو او يسخط او ينتقم فيدفع السيئة بالحسنة ويعفو ويغفر.
قال عز وجل :{ ولمن صبر وغفر وان ذلك لمن عزم الامور} الشورى.
نسال الله عز وجل ان يجعلنا من الصابرين وان يرزقنا هذا الخلق الكريم .

المراجع

" منهاج المسلم لابوبكر الجزائري"
"عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين للعلامة بن القيم الجوزية".

جزاج الله خير اختي ..
اجمعين خليجية

بارك الله فيج
وجزاج كل خير
جزاج الله خير اختي ..

بـــاركـ الله فيـــكــ وجــزاكــ خيــرا …

شاكره تواصلكم
وبارك الله فيكم

بارك الله فيج
هذي المواااااضيع الهادفة
شاكره تواصلج اختي خليجية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.