الخطايا المهينة
الطمع يمحق البركة
والطمع يمحق البركة ويشعر النفس بحالة الفقر الدائم، فعن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال: “سألت رسول الله فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم قال: “يا حكيم إن هذا المال خضرة حلوة، فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يُبارك له فيه، كالذي يأكل ولا يشبع..” الحديث.
وكان السلف يرون أن الطمع يُذهب بركة العلم، فقد اجتمع كعب وعبد الله بن سلام، فقال كعب: يا بن سلام: مَن أرباب العلم؟ قال: الذين يعملون به. قال: فما أذهب العلمَ عن قلوب العلماء بعد أن علموه؟ قال: الطمع، وشَرَه النفس، وطلب الحوائج إلى الناس.
ورحم الله القائل:
ولم أقض حق العلم إن كان كلما .. … ..بدا طــمعُ، صيَّرته لي ســـلمًا
وما كل بــرق لاح لي يسـتفـزني.. … ..ولا كل من لاقيت أرضاه منعمًا
إذا قيل هــذا منهـل قلت قد أرى.. … ..ولكـن نفس الحر تحتمل الظما
أنهنهها عـن بعض مـا لا يشـينها.. … ..مخــافة أقوال العــدا فيم أو لـمَ
ولم أبتذل في خدمة العلم مهجتي .. … .. لأخْدِمَ مَن لاقيتُ ولكن لأُخَدما
أأشقى به غــرسًا وأجنيــه ذِلة؟ .. … ..إذا فاتباع الجهل قد كان أحزما
ولو أن أهـــل صـانــوه صـــانهـم.. … .. ولو عظموه في النفوس لعظِّما
ولكـــن أهانــوه فهــان ودنســوا.. … .. محيـاه بالأطمــاع حتى تجهما
ومن كان ذا طمع مسيطر على قلبه فإن الذل قرينه؛ لأنه يبذل عرضه في سبيل تحقيق ما هو ته نفسه وطمع فيه قلبه؛ وفي هذا المعنى يقول أبو العتاهية رحمه الله:
تعالى الله يا سَلْمُ بنَ عمرو.. … ..أذلَّ الحرص أعناق الرجال
وقال بعضهم:
الحرص يُنقص قدر الإنسان، ولا يزيد في رزقه.
وقالوا: العبيد ثلاثةٌ: عبد رِقّ، وعبد شهوة، وعبد طمع.
ولو لم يكن في الطمع إلا تضيع العمر الشريف الذي يمكن أن يشتري به صاحبه الدرجات العلى والنعيم المقيم، في طلب رزق قد تكفل الله به لكفى بذلك زجرًا، فكيف وفي الطمع التعب الدائم وتحقير النفس وإذلالها، ونقص الثقة بالله عز وجل مع شعور صاحبه بفقر دائم:
“وما فتح عبد بابَ مسألةٍ، إلا فتح الله عليه باب فقر”.
نسأل الله أن يقينا شر الطمع، وأن يرزقنا القناعة
اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا وحبيبنا وعظيمنا محمد طب القلوب ودوائها وعافية الأبدان وشفائها ونور الأبصار وضيائها وعلى آله وصحبه 0
أيـــــــــــاكم والطمع
قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
( الطمع يذهب الحكمة من قلوب العلماء )
ينبغي للعالم أن لايشين علمه بالطمع
ففى هذا الحديث الحث على ترك الأنهماك على الدنيا لا سيما ما فيه ضياع المروءة فمن شأن العالم أن يكون قنعا أى راضيا بالكفاف أى بما يكفيه ويكفه عن ذل السؤال
أيهــا المرء ان دنيــــــــاك بحر 00000 موجه طــــــافح فلا تأمنهـــــا
وسبيــــــــل النجاة فيها منير 00000 وهو أخذ الكفاف والقوت منها
وفى الحديث ما من يوم طلعت فيه شمس الا وملكان يناديان يسمعهما خلق الله الا الثقلين
أيها الناس هلموا الى ربكم ان ما قل وكفى خير مما كثر وألهى
ومن النصائح
اذا أظمأتك أكف اللئام 00000 كفتك القناعة شبعا وريا
فكن رجلا رجله فى الثرى 00000 وهامة همته فى الثريا
أبيا بنفسك عن باخل 00000 تراه بما فى يدبه أبيا
فان أراقه ماء الحياة 00000 دون اراقة ماء المحيا
قال الأمام النووى
وجدت القناعة أصل الغنى 00000 فصرت بأذيالها ممتسك
فلاذا يرانى على بابه 00000 ولاذا يرانى به منهمك
وعشت غنيا بلا درهم 00000 أمر على الناس شبه الملك
وشئل النبى صلى الله عليه وسلم عن الناعة فقال :
( هى الأياس مما فى أيدى الناس واياكم والطمع فانه فانة الفقر الحاضر )
وقال صلوات ربى وسلامه عليه
( عز من قنع وذل من طمع )
وقال أيضا صلى الله عليه وسلم :
( القناعة كنز لا يفنى )
لأن حقيقتها الرضا باليسير وذلك يتضمن ترك استيفاء الحظوظ التى لا ضرورة فى تناولها وفى الترك توسع عظيم يكاد أن لا ينحصر
وقال الأمام الشافعى رضى الله عنه
أمت مطامعى فأرحت نفسي 00000 فان النفس ما طمعت تهون
وأحييت القنوع وكان ميتا 00000 ففى احيائه عرضي مصون
اذا طمع يحل بقلب عبد 00000 علته مهانة وعلاه هون
أخي وأختي فى الله وفى حب رسول الله صلى الله عليه وسلم
أيــــــــــاكم والطمع
اللهم إنى ظلمت نفسى ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفرلى مغفرة من عندك وارحمنى إنك أنت الغفور الرحيم
..
يحكى أن عيسى كان مسافراً في بعض أسفاره فجاءه رجل عرض عليه أن يرافقه في سفره فرحب به عيسى وكان مع عيسى ثلاث أرغفة
فأكل رغيفا وأعطى صاحبه رغيفا آخر فلما جاء الليل صلى وأطال الصلاة فجاع صاحبه فأكل الرغيف الثالث فلما جاء الصبح وجد أن الرغيف الثالث
قد اختفى فقال لصاحبه: من أكل الرغيف ؟ فقال صاحبه: ما كان إلا رغيفان فمر غزال من أمامهما فأشار إليه أن يأتي فأتى الغزال فأكل وصاحبه من
الغزال حتى شبعا فأمره أن ينهض فنهض الغزال وذهب فقال صاحبه:سبحان الله! فقال أسألك بالذي أراك هذه الآية من أكل الرغيف الثالث ؟ فقال له صاحبه:ما كان إلا رغيفان. فمشى عيسى وصاحبه حتى وصلوا إلى قرية فكلم إحدى طوبات القرية فحكت له قصة القرية كاملة فقال صاحبه:سبحان
الله!فقال له أسألك بالذي أراك هذه الآية من أكل الرغيف الثالث؟ فقال:ما كان إلا إثنين فمر على جبل فدعا الله فصار الجبل ذهبا فقال:لنقتسم
الجبل ثلث للذي أكل الرغيف الأول وثلث للذي أكل الرغيف الثاني وثلث للذي أكل الرغيف الثالث فقال الرجل: أنا أكلت الرغيف الثالث فتركه عليه السلام
عند الجبل وذهب وبينما الرجل عند الجبل يفكر كيف يأخذ هذا الجبل معه إذا بقاطعي
طريق يأتون نحوه يريدون أن يقتلوه فقال لهم لنقتسم الجبل سويا الثلث بالثلث فرضوا
فقالوا لبعضهم البعض نحن جائعون فليذهب واحد منا ويشتري لنا طعاما نأكله فذهب
واحد منهم ففكروا أن يقتلوه وفكر هو في قتلهم فدس لهم السم في الطعام فلما عاد
هجموا عليه وقتلوه فأكلوا من الطعام فماتوا ولم يأخذ أحد منهم شيئا من الجبل .
وهذه القصة إن شاء الله إنها تعجبكم وفكروا دائما في الطمع