|
السلام عليكم وحكمة الله وبركاته
كيفكم أعضائنا الأعزاء وزوارها الكرام ؟!!
أما موضوعنا اليوم عن …
جراحة التجميل
انتشرت جراحات التجميل في الآونة الأخيرة بين جيل الشباب بشكل ملحوظ وأصبحت بالنسبة اليهم موضة متغاضين عنها.
فعمليات التجميل هي الجراحات التي تجرى لأغراض وظيفية أو جمالية، هي بالمفهوم البسيط استعادة التناسق والتوازن لجزء من أجزاء الجسم عن طريق أستعادة مقاييس الجمال المناسبة لهذا الجزء.
تاريخ العمليات …
الهند، يرجع تاريخ جراحة التجميل الي العالم القديم. الاطباء في الهند القديمه وتحديداً الطبيب الهندي الكبير سوسروثا- Susrutha استخدم ترقيع الجلد في القرن الثامن قبل الميلاد، واستمر استخدام هذه التقنيات حتى أواخر القرن الثامن عشر وفقاً للتقارير المنشورة بمجلة جنتلمن-Gentleman’s Magazine (أكتوبر 1794).
أما حكمها …
الحمد لله وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه وبعد:
فإن قصد بوسائل التجميل الطبية ما يستعان به على عمليات معالجة العيوب المشوهة للإنسان ، أو ما يؤذيه ويؤلمه ، أو يسبب له إعاقة أو عاهة ، فإن ذلك جائز شرعاً. سواء تم بالعمليات الجراحية ، أو المعالجات الأخرى ، وإن قصد بها مجرد التزين والتجمل ، أو زيادة الاستمتاع بالعضو المعالج ، كتكبير أو تصغير الثديين ، أو الشفتين ، أو الأنف ، أو الفرج ، أو الذكر، فإن كل ذلك لا يجوز، لكونه تغيرا لخلق الله سبحانه ، واتباعاً للشيطان قال سبحانه: (وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَاناً مَرِيداً* لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيباً مَفْرُوضاً* وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُبِيناً) [النساء:117-119].
ومن غير خلق الله فهو ملعون على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ففي الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال : " لعن الله الواشمات والمستوشمات ، والمتنمصات ، والمتفلجات للحسن ، المغيرات لخلق الله. مالي لا ألعن من لعن رسول الله صلى الله عليه ، وسلم وهو في كتاب الله".
فالله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وصوره في أحسن تقويم ، ثم فاوت في الجمال بين الناس ، فجعلهم مراتب فيه ، فمن أراد أن يغير خلق الله في هيئته الأصلية ، ويبطل حكمة الله بها ، فقد استحق اللعن ، وتلبس بالإثم. بل إن تكبير أو تصغير الذكر ، يستدعي الإطلاع على مكان لا يجوز للطبيب الاطلاع عليه إلا لضرورة ، وبهذا تنضم مفسدة أخرى إلى مفسدة تغيير خلق الله ، وهي كشف العورة المغلظة من غير ضرورة ، فيعظم بذلك الإثم ، ويزداد الجرم.
والله أعلم.
الخاتمة …
أرجو من الرحمن أنكم قد استفدتم
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى …