|
|
*السنة شجرة ،والشهور فروعها ، والايام أغصانها ،
والساعات أوراقها ، والأنفاس ثمرها ، فمن كانت أنفاسه في
طاعة ، فثمرة شجرته طيبة ، ومن كانت في معصية فثمرته
حنظل، وإنما يكون الجني يوم المعاد ، فعند الجني يتبين حلو الثمار
من مرها.
وثمرها طيب الحياة في الدنيا،والنعم المقيم في الآخرة،
وكما أن ثمار الجنة لا مقطوعة ولا ممنوعة ،
فثمرة التوحيد والاخلاص في الدنيا كذلك.
ثمرها في الدنيا الخوف والهم والغم وضيق الصدر وظلمة القلب،
وثمرها في الآخرة الزقوم والعذاب المقيم.
وأن أنجي من عذاب الله. وأحب الفوز برحمته فذخائر الله،
وكنوز البر ، ولذه الأنس والشوق اليه، والفرح والابتهاج به لا
تحصل في قلب فيه غيره، وإن كان من أصل العبادة والزهد
والعلم فإن الله سبحانه أبى أن يجعل ذخائره في قلب فيه سواه
وهمته متعلقه بغيره،وإنما يودع ذخائره في قلب يرى الفقر غني
مع الله. والغني فقرا دون الله ، والعز ذلا دونه والذل عزا معه ،
والنعيم عذابا دونه ، والعذاب نعيما معه.
وبالجملة فلايرى الحياة إلا به ومعه .
والموت والالم والهم والغم والحزن إذا لم يكن
معه فهذا له جنتان : جنة في الدنيا معجله، وجنة يوم القيامة.