بسم الله الرحمن الرحيم
هذا الموضوع اختصار لكتاب المنهل العذب النمير في سيرة السراج المنيرمن تأليف الدكتوروليد العلي وأشهد الله أني قرأت المادة العلمية بتدبر و تفكر واني اختصرته بنفسي .و أرجو الله أن تعم الفائده على الجميع
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::
مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه و نستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له ، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، و أشهد أ، محمد عبده ورسوله.
هذه أربعون خطبه بعدد سني عمر الرسول الكريم عليه منذ أن بعثه الله جمعة من أصح الروايات المسنده إ‘لى النبي صلى الله عليه وسلم ، مقتديا بخطى الحافظ الذهبي في كتابه تاريخ الإسلام و تلميذه ابن القيم في كتابه زاد المعاد و الإمام ابن كثير في كتابه البداية و النهاية في تأليف هذا الكتاب " المنهل العذب النمير في سيرة السراج "، والمنهل هو موضع الذي فيه الشرب و العذب المستساغ الشرب، و النمير الشراب الزكي الكثير .
حاجة البشرية إلى سيرة خير البرية :-
إن العقول مضطرة لمعرفة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ، لأنه لا سبيل للسعادة و النجاح و الإنس و الفلاح إلا في تصديق الرسول صلى الله عليه وسلم فيما ما أخبر و طاعته فيما أمر و الإبتعاد عما نهى عنه، فإن كانت السعاده معلقة بذلك فلا بد وجب أمن يعرف من نبيه و حبيبه ، فسيرته عصمة لمن لجأ إليها و جنه لمن تمسك بها .
قال تعالى" قل إن كنتم تحبون الله فا تبعوني يحببكم الله و يغفر لكم ذنوبكم و الله غفور رحيم " آل عمران :31.
نسب النبي صلى الله عليه وسلم :-
هو محمد بن عبدالله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي ابن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان .
و أبوه عدنان : من ولد إسماعيل عليه السلام صاحب القربان ، ابن إبراهيم خليل الرحمن .
مولده ونشأته :-
و لد النبي صلى الله عليه وسلم في عام الفيل ، توفى أبوه عبد الله و هو في بطن أمه ، وتوفيت أمه عنه وهو ابن سبع سنين ، فتكفل جده عبد المطلب في رعايته حتى توفى عنه وهو ابن ثمان ، فهو يتيم و لكن ليس كسائر الأيتام فلا إله إلا الله الملك الحق كيف حفظ هذا اليتيم وهو يركب طباق اليتم ، وجده يتيما فآواه ووجده ضالا فهداه ووجده عائلا فأغناه ،فشرح له الصدر، ووضع عنه الوزر، ورفع له الذكر.
زواجه من خديجة بنت خويلد:-
لما بلغ عليه السلام خمسة وعشرين سنه تزوج خديجة بنت خويلد رضي الله عنها ، فكانت وهي ثيب تبلغ من العمر أربعين سنه وهي أول زوجاته و أول من ماتت من نسائه لم ينكح عليها ضره و كانت لعينه قره فقد أنسته كل وحشه وتعب، وهونت عليه كل عسير،وخففت عنه كل خطير.
أولاده صلى الله عليه وسلم وذريته:-
رزق عليه السلام من السيده خديجة رضي الله عنها الأولاد فأكبر البنين القاسم وكان عليه السلام يكنى به ثم عبدالله و قد ماتا صغيرين وصبر عليه السلام على فراقهما .
أما بناته فهم أربع : زينب ثم رقية ثم أم كلثوم ثم فاطمة رضي الله عنهن.
وزينب زوجها عليه السلام أبي العاص ابن الربيع رضي الله عنه و أنجبت له عليا و أمامه ، وقد أرسلت زينب إلى أبيها تدعوه ليوافي ابنها عليا ساعة الإحتضار ، فأرسل إليها يدعوها إلى الصبر و الرضا بقدر الله ،أما رقية رضي الله عنها زوجها النبي عليه السلام عثمان بن عفان و انجبت له عبد الله ، أما أم كلثوم فقد زوجها عليه السلام عثمان بن عفان بعد وفاة أختها بستة أشهر لذلك لقب بذا النورين .
.أما فاطمة أصغرهن زوجها النبي صلى الله عليه وسلم ابن عمه علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فلقد توفين جميع بناته قبله عدا فاطمة توفيت بعده بستة أشهر، وكانت أحب الناس إلى أبيها و لفرط حبه لها يحب ابنيها الحسن والحسين وكان ريحانتيه من الدنيا ، و قد اتقطع نسل سيد الثقلين إلا ما كان من جهة ابنيه الحسن والحسين .
وجميع أولاده صلى الله عليه وسلم من خديجة عدا إبراهيم فأمه ماريا القبطية وقد توفاه الله وصبر عليه السلام ورضى بقضاء الله وقدر وقال :- " و الله يا إبراهيم إنا على فراقك لمحزونون ".
بعثته صلى الله عليه وسلم :-
كانت بعثته عليه السلام وهو في الأربعين من عمره وكان في يوم الأثنين مثل يوم مولده، وقد أحبب للنبي صلى الله عليه وسلم الخلوه بغار حراء فقد بغض إليه الأوثان حتى أشرق عليه نور النبوة عندما جاء الوحي ب " أقرأ باسم ربك الذي خلق" .العلق:1، فرجع إلى أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها يرتجف وترتعد أركانه وقال لها لقد خشيت على نفسي فأجابته رضي الله عنها كلا والله ما يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم وتحمل الكل و تكسب المعدوم و تقري الضيف وتعين نوائب الحق .
بين أذى الأقربين و ندى الأعجمين :-
لقد بدأ عليه السلام يدعو قومه مناديا لهم حي على الصلاة حي على الفلاح ، فكان نتيجة ذلك أن تلقى أشد الأذى من قومه، فعمه أبي لهب قد تبت يداه وتوعد بنار ذات لهب ، وهذا عمه أبوطالب ينهى المشركين أن يؤذوا الرسول وهو ينأى و يبتعد عن الإجابة ، فلما دنا من أبي طالب الأجل دخل عليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال له:- أي عم قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله فقال صاحبا السوء أبا جهل وعبدالله بن أمية أترغب عن ملة عبد المطلب ،فحزن النبي صلى الله عليه وسلم لوفاته من غير أن يؤمن بالله، واشتدت حسرته حتى نزلن في العم مايذهب الغم قوله تعال: "إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين"القصص56.
أما سلمان الفارسي رضي الله عنه الذي كان مجتهدا في المجوسية ترك دين أباه و أجداده عندما مر بالنصارى و أعجب بصلاتهم فأخذ يلتمس دينهم ويطلب تعلمه منتقل من بلد إلى آخر ، فلما سمع بالنبي الذي سوف يبعث في بلاد العرب اجتهد للوصول إليها ، فلقى النبي و آمن به فسبحان من أعمى بصيرة أبي طالب القرشي العربي و أقر عين سلمان الفارسي الأعجمي .
الإسراء و المعراج :
بعد أن ابتلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بموت زوجته خديجة وعمه في عام واحد سلى الله تعالى نبيه برحلة الإسراء و المعراج ،حيث أسرى به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ،ثم أعرج به إلى الملك الأعلى على دابه يقال لها البراق وهي دون البغل وفوق الحمار ،فلم دخل المسجد الأقصى رأى جماعة من الأنبياء فصلى بهم فلما فرغ من الصلاة قال قائلا :- هذا مالك خازن النار فسلم عليه ، ثم أتاه جبريل بإناء من خمر و عسل وخمر فاختار عليه السلام اللبن فقال جبريل هذه الفطرة، و انطلق به جبريل إلى السماء الدنيا ،فرأى في السماء الأولى آدم عليه السلام ،أما السماء الثانية رأى يحي وعيسى فسلم عليه، أما السماء الثالثة رأى يوسف عليه السلام،أما الرابعة إدريس عليه السلام فسلم عليه، أما الخامسة هارون ، أما السادسة فإذا موسى عليه السلام بكى موسيى فقال عليه السلام ما يبكيك :فقال:أبكي لأن غلاما بعث بعدي يدخل الجنة من أمتع أكثر ممن يدخلها من أمتي ، وفي السماء السابعة إبراهيم عليه السلام ، ثم رفع إلى سدرة المنتهى فإذا ثمارها في الكبر مثل الجرار و أوراقها مثل آذان الفيله، وبعدها ادخل الجنة فرأى مالاعين رأت ولا أذن سمعت ،ثم رفع إلى البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك إذا خرجوا لم يعودوا ثم عرج به إلى مستوى سمع فيه صريف الأقلام فدنا الجبار فكان قاب قوسين أو أدنى ففرض عليه الصلوات خمسين صلاة كل يوم ، فلما مر على موسى قال له : بما أمرت قال أمرت بخمسين صلاة فقال له أمتك لا تستطيع و إني جربت الناس فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك،فوضع عنه تعالى عشرا ، فرجع إلى موسى فقال مثله فوضع عشرا فرجع إلى موسى فقال مثله فرجع فأمر بخمس صلوات كل يوم فستحى عليه السلام الرجوع إلى ربه ورضى و أسلم .
موقف الناس من الإسراء و المعراج :-
لما أصبح عليه السلام بمكة عرف أن الناس سوف يكذبوه ، فقعد حزينا ، فمر به أبا جهل فقال له كالمستهزئ : هل كان من شيء، فقال: نعم فأخبره برحلة الإسراء و المعراج ، فنادى أبا جهل القوم ليسمعوا ما سمعه من النبي فأخبرهم أنه أسرى به إلى المسجد الأقصى فأخذ ينعت لهم المسجد و في القوم من سافر إليه و رأى المسجد حتى التبس عليه فرآه الله المسجد كأنه أمامه و أخذ يصفه ، فأصبح الناس يتحدثوا بذلك فارتد ناس ممن آمنوا وصدقوه، وجاوؤا إلى أبابكر فقالو له : هل لك إلى صاحبك يزعم أنه أسرى به الليلة إلى بيت المقدس فقال رضي الله عنه: لقد صدق لذلك سمي أبوبكر الصديق .
ذهابه صلى الله عليه وسلم لدعوة أهل الطائف:-
أخذ النبي صلى الله عليه وسلم يدعو قومه ليلا ونهارا و لم يزيد قريش دعاء نبيهم إلا فرارا ولم يزدادو إلا استكبارا و أخذ يدعو في موسم الحج يعرض نفسه على القبائل محتملا الأذى فمنعته قريش من أن يبلغ كلام ربه ثم ارتحل إلى أهل الطائف فرجع منهم إثر تكذيبه و تعذيبه وهو خائف حتى جاء له جبريل بملك الجبال قد بعثه الله ليأمر بما يشاء و إن أراد أن يطبق عليهم الأخشبين فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : بل أرجو أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله وحده، فياله من خلق كريم تخلق به رسولنا الصبور الحليم قال تعالى : " وإنك لعلى خلق عظيم".
الدعوة في أهل يثرب وبيعة العقبة الثانية :-
بعد أن أخذ النبي صلى الله عليه وسلم يدعو قومه عشر سنين في مكة ولم يؤمن به إلا قليل بعث الله له من يثرب رجال آمنوا به وصدقوه و بايعه سبعون رجلا على السمع و الطاعة و النفقه في العسر و اليسر و على الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و على النصرة ..