|
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فحديثنا اليوم (1) عن رمضان [ ] بين الشُّكر والصَّبر، ونسأله سبحانه أن ينفعنا بما نقول ونسمع.
لماذا نطرق هذا الموضوع؟
نطرق هذا الموضوع لأن الإيمان [ ] نصفان: نصف صبر ونصف شكر.. قال صلى الله عليه وسلم: {عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذلك إلا للمؤمن؛ إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له} رواه مسلم.
ما هو الشكر؟
حتى ندرك معنى الشكر علينا أن نعرف:
1.ما الذي يشكر في الإنسان؟
2.ومتى يكون الشكر؟
أولا: ماذا يشكر في الإنسان؟
قال ابن القيم [ ] رحمه الله: (الشكر ظهور أثر نعمة الله على لسان عبده ثناءً واعترافًا، و على قلبه شهودًا ومحبةً، وعلى جوارحه انقيادًا و طاعة)اهـ.
وهذا القلب [ ] المعترف الشاهد لنعمة الله أثر على اللسان [ ] فصدق عند الثناء على المنعم، معترفًا بنعم الله، لسانه ذاكر وكله إحساس بعظم النعمة، تجده صادقًا في ثنائه على ربه. [ومن الناس إذا قيل له اشكر الله على النعم التي نعيشها قال(الحمد لله) من طرف لسانه دون الإحساس بحقيقة النعمة ! ولسان حاله يقول: (أين هذه النعم؟)[.
و هذا القلب [ ] المعترف المحب أثر على الجوارح،أيضاً فذلت وخشيت انقيادًا وطاعةً و لننتبه إلى أنه ليس مجرد ظهور أثر النعمة بكلام أو فعل فقط، بل لا بد من الانقياد والطاعة.
ثانيًا : متى يكون شكر النعم؟
يكون شكر النعم عند الإحساس بالنعم: تجددًا أو تذكرًا أو تفكرًا.
ولنضرب لذلك مثلاً:
شخص امتن الله عليه بنعمة الولد والذرية:
1-في أول وقت حصول النعمة يكون الإحساس بالنعمة تجددًا.
2-بعد فترة من الزمن وتذكر تغيير حاله فيكون الإحساس بها تذكرًا.
3-عند وجود النعمة وتقلبه فيها مع عدم الالتفات لها واستشعارها حينئذ يكون الإحساس بها تفكرًا.
وهذا ما سنقوم به عند الكلام عن رمضان، بعرض النعم المتتالية ولفت النظر إلى شكرها، وقبل ذلك سنوضح مكانة كلٍّ من الشكر والصبر [ ] في الدين