تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » دروس عن العقيدة

دروس عن العقيدة

بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم وعلى أصحابه رضي الله عنهم ، أشهد بالله إني قمت بهذا الجهد بنفسي

*ما معنى كلمة عقيدة؟
هي ما يعتقده الشخص في قرارة نفسه ويعقد العزم عليه ويراه صحيحاً سواء أكان صحيحاً في حقيقة الأمر أم باطلاً.

* ماهو منهج السلف في مسائل الاعتقاد والاستدلال لها ؟

إن منهج السلف في مسائل الاعتقاد والاستدلال لها يقوم على إيمانهم بكل ما ثبت دليله من كتاب الله تعالى
وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم إيماناً راسخاً ظاهراً وباطناً.

* ماهي الأور التي يتمثل فيها منهج أهل السنة في تقرير العقيدة ؟

1- التمسك بالكتاب والسنة وعدم التفريق بينهما وتحكيمهما والعمل بهما في كل ما يعرض لهم من قضايا العبادة وغيرها
دون رد أو تأويل سواء كانت الأخبار الواردة عن الرسول متواترة أو آحاداً لا فرق فيها بعد صحتها وثبوتها إذ التفريق بينهما
إنما هو من سمات أهل البدع.

2- العمل بما ورد عن الصحابة في قضايا العقيدة والدين وغيرهما والسير على نهجهم وسننهم لأنهم أعرف بالحق من غيرهم.

3-الوقوف عند مفاهيم النصوص وفهم دلالاتها وعدم الخوض فيما لا مجال للعقل فيه مع الاستفادة من دلالة العقل في حدوده وعدم
الخوض فيها بالتأويلات الباطلة.

4- الإعراض عن البدع وعن أهلها فلا يجالسونهم ولا يسمعون كلامهم ولا شبههم بل يحذرون منهم أشد تحذير خصوصاً من
عرف منهم بعناده واتباعه الهوى.

5- لزوم جماعة المسلمين ونبذ التفرق والتحذير منه.

* ماهي مزايا منهج أهل السنة في مسائل الأعتقاد ؟

1- أن هذا المنهج هو ما دل عليه كتاب الله تعالى ودلت عليه سنة نبيه عليه الصلاة والسلام ودل عليه عمل الصحابة ومن تبعهم بإحسان.

2- أن هذا المنهج الذي ساروا عليه كان من أقوى أسباب بقاء عقيدتهم صافية نقية لا تشوبها شوائب الضلال
وهي نعمة من الله عليهم لما علمه من حسن نياتهم وصدق عزائمهم.

* ماهي أدلتهم في وجوب لزوم ذلك المنهج ؟

1- استدلالهم من القرآن الكريم:

– قوله تعالى : {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً }

– وقوله تعالى : {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا }

– وقوله تعالى : { وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ }

– وقوله تعالى : {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ }

2- استدلالهم من السنة النبوية:

قال صلى الله عليه وسلم : " مثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر"

وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين"

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب"

وعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مرعوب فقال أطيعوني ما كنت بين أظهركم
وعليكم بكتاب الله أحلوا حلاله وحرموا حرامه.

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال إن هذا القرآن شافع مشفع من اتبعه قاده إلى الجنة ومن تركه أو أعرض عنه (أو كلمة نحوها) زج في قفاه إلى النار.

وعن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من رغب عن سنتي فليس مني"

** أقوال السلف في وجوب التمسك بالسنة و الحذر من البدع :-

– قال عبد الله بن مسعود "اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم"

– وعن معاذ بن جبل من كلام له رضي الله عنه قال : "فإياكم وما ابتدع فإنما ابتدع ضلالة"

– وقال حذيفة اتقوا الله يا معشر القراء خذوا طريق من قبلكم فوالله لئن سبقتم لقد سبقتم سبقاً بعيداً وإن تركتموه يميناً وشمالاً فقد ضللتم ضلالاً بعيداً"

– وعن عبد الله بن الديلمي قال : "إن أول ذهاب الدين ترك السنة يذهب الدين سنة سنة كما يذهب الحبل قوة قوة"

– وعن حسان بن عطية قال: "ما ابتدع قوم بدعة في دينهم إلا نزع الله من سنتهم مثلها ثم لا يعيدها إليهم إلى يوم القيامة"

– وعن عمر بن عبد العزيز قال : " سن رسول الله صلى الله عليه وسلم وولاة الأمر بعده سننا الأخذ بها تصديق لكتاب الله عزّ وجلّ واستكمال لطاعته
وقوة على دين الله ليس لأحد تغييرها ولا تبديلها ولا النظر في رأي من خالفها فمن اقتدى بما سنوا فقد اهتدى ومن استبصر بها بصر ومن خالفها
واتبع غير سبيل المؤمنين ولاه الله عزّ وجلّ ما تولاه وأصلاه جهنم وساءت مصيرا"

**الأدلة فيما ورد في وجوب العمل بما صح عن الصحابة :-

– عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله:"فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها عضوا عليها بالنواجذ"

– وعن خصوص أبي بكر وعمر رضي الله عنهما جاء قوله صلى الله عليه وسلم :"اقتدوا باللذين من بعدين أبي بكر وعمر"

– قال تعالى : {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ }

**وقوف السلف عند حدود النص**

هذا يدل على عمق فهمهم ذكائهم وحرصهم على ماينفع دينهم وصدق متابعتهم لنبيهم عليه الصلاة والسلام واقامة سنته والبعد عن ما يشوبها
فهم على يقين ان للعقل حد ينتهي إليه فإذا تجاوزه انقلب إلى الجهل والحمق فإن عدم الوقوف على النصوص يؤدي إلى إحداث البدع
والخرافات

**إعراض السلف عن اهل البدع **

فاهل السنة حذروا من جالسة ومخالطة اهل البدع لانه يوردون شبهات يضللون بها العامة

** الأدلة التي تدل على وجوب الإعراض عن المبتدعين وعن أقوالهم ومايحدثونه في دينهم **

قال تعالى : {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ }
قال تعالى : {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا
فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ }
قال النبي صلى الله عليه وسلم من حديث : "إياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة"
وفي رواية : "وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة"
قال النبي صلى الله عليه وسلم : "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"

وأيضا حذر السلف من اهل البدع ووجوب البعد عنهم :-

– قال ابن مسعود رضي الله عنه : "وستجدون أقواماً يزعمون أنهم يدعون إلى كتاب الله وقد نبذوه وراء ظهورهم عليكم بالعلم
وإياكم والبدع والتنطع والتعمق وعليكم بالعتيق"

– عن مجاهد قال قيل لابن عمر : "إن نجده يقول كذا وكذا فجعل لا يسمع منه كراهية أن يقع في قلبه منه شيء"
– وعن تحذيرهم من الدخول في الخصومات مع أهل الأهواء جاء رجل إلى الحسن البصري فقال : "يا أبا سعيد إني أريد أن أخاصمك.
فقال الحسن: إليك عني فإني قد عرفت ديني إنما يخاصمك الشاك في دينه"

** الحكمة من عدم مجالستهم ؟

– فعدم مجالستهم فيه حاية للعقيدة وحماية للقلوب من شبهات اهل الباطل وحتى لا تنتشر أفكارهم بين الناس فإن جالستهم والاستماع
إلى كلاهم يجذب الشخص إليهم وقد يتشوش فركه بكلامهم فلذا أضمن السلامة حتى لانقع بالشبهات
أخبر النبي صلى الله عليه وسلم : "أن من وقع في الشبهات فقد وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه"

**الأدلة على وجوب لزوم السلف جماعة المسلمين وتحذيرهم من التفرق :-

( الأدلة من القرآن الكريم )

– قال الله تعالى : { وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ }
– وقال الله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ }
– وقال الله تعالى:{وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ}
– قال الله تعالى : { وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ }

( الادلة من السنة النبوية )

– وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله
وإني رسول الله إلا بإحدى ثلاث النفس بالنفس والثيب الزاني والمارق من الدين التارك للجماعة"
– وعن عرفجة بن شريح الأشجعي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "إنه ستكون هنات وهنات فمن
أراد أن يفرق هذه الأمة وهي جميع فاضربوه بالسيف كائناً من كان"
– وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية
– عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إن الله يرضى لكم ثلاثاً أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً وأن تعتصموا بحبل الله
جميعاً ولا تفرقوا وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم"

** الثناء على الصحابة من كتاب الله تعالى :-

– و قوله تعالى : { وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا
الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }

– و قوله تعالى : { مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا }

– و قوله تعالى : { لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ }

– و قوله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَـئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ }

– و قوله تعالى : {لا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}

** ثناء الرسول صلى الله عليه وسلم على الصحابة رضوان الله عليهم :-

بعد قلب محمد صلى الله عليه وسلم فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد فجعلهم وزراء نبيه يقاتلون على دينه فما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله حسن وما رأوه سيئاً فهو عند الله سيئ" (198) .- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"لا تسبوا أحداً من أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهباً ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه"

– وورد في الصحيحين عن عمران بن حصين وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم.
قال عمران فلا أدري أذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثة

– وفي صحيح مسلم عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل النار إن شاء الله من أصحاب الشجرة أحد من الذين بايعوا تحتها

– وروى الترمذي عن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضاً بعدي
فمن أحبهم فبحبي أحبهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ومن آذاهم فقد آذاني ومن أذاني فقد أذى الله تعالى ومن آذى الله تعالى فيوشك أن يأخذه"

** ثناء السلف على الصحابه الكرام :-

– وبهذا المعنى ورد أنه قيل لعائشة رضي الله عنها أن ناساً يتناولون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أبا بكر وعمر فقالت وما تعجبون من هذا
انقطع عنهم العمل فأحب الله أن لا يقطع عنهم الأجر

– وعن ابن عباس أنه قال لا تسبوا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فلمقام أحدهم ساعة يعني مع النبي صلى الله عليه وسلم خير من عمل أحدكم أربعين سنة
وفي رواية وكيع : "خير من عبادة أحدكم عمره"

– وقد وصفهم عبد الله بن مسعود رضي الله عنه بقوله:"إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه وابتعثه برسالته
ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد صلى الله عليه وسلم فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد فجعلهم وزراء نبيه يقاتلون على دينه فما رآه المسلمون
حسناً فهو عند الله حسن وما رأوه سيئاً فهو عند الله سيئ"

– وفي رواية عنه أنه قال:" من كان منكم مستناً فليستن بمن قد مات فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا أفضل هذه
الأمة أبرها قلوباً وأعمقها علماً وأقلها تكلفاً قوم اختارهم الله لصحبة نبيه وإقامة دينه فاعرفوا لهم فضلهم واتبعوهم في آثارهم وتمسكوا بما استطعتم من أخلاقهم ودينهم
فإنهم كانوا على الهدى المستقيم"

** أنواع جهود السلف في خدمة الإسلام :-

1- جهودهم الحربية.
2- جهودهم في بيان العقيدة الإسلامية.

** بين وسطية أهل السنة والجماعة في مسائل الاعتقاد ؟

ميز الله عز وجل وهدى أمة محمد صلى الله عليه وسلم إلى الوسط في عقيدتهم فلا إفراط ولا تفريط ، قال تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً}
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((خير الأمور أوسطها)) ، وتظهر وسطية أهل السنة في جميع مسائل الاعتقاد سواء ما يتعلق منها بذات الله عزّ وجلّ أو بصفاته.
* ويتبين فيما يلي:
وسطيتهم بين الأمم الكافرة أصحاب الديانات الوضعية.
وسطيتهم بين الفرق التي تنتسب إلى الإسلام.

** علامات وسمات الفرقة الناجية ؟

1. أنهم أعرف الأمة بالحق.
2. وأرحم الأمة بالخلق.
3. وأرحم الناس بخصومهم من بعضهم البعض.
4. ومن أشد الناس رجوعاً إلى الحق وانقياداً له ووقوفاً عنده.
5. ومن أشدهم رحابة صدر ودماثة خلق وتسامح وإنصاف في حال قدرتهم على المخالفين لهم.
6. ومن أكثرهم تواضعاً وتلطفاً وأبعدهم عن السباب والفحش وسيء الأخلاق.
7. لا يشمتون بأحد ولا يظهرون الاستهزاء إلا بالقدر الذي يتبين به غرضهم من الرد على المخالفين إن كان ذلك ضرورياً

** وعلامات وسمات الفرق الهالكة ؟

1. بغي بعضهم على بعض والتطاول في السباب.
2. اختلافهم لأتفه الأسباب وكثرة تفرقهم.
3. اتباعهم لما يهوون حسبما تمليه عليهم رغباتهم وتكفير بعضهم البعض وتكفير كل طائفة لما عداها.
4. تتبعهم المتشابه وإثارة الخلافات حوله.
5. بغضهم لأهل السنة واختراع الألقاب الباطلة لهم تنفيراً عنهم.
6. بغض مذهب السلف وتسميته بالأسماء والألقاب الباطلة.
7. قبولهم للروايات الكاذبة وعدم تحريهم النصوص الصحيحة.
8. قبولهم للأخبار التي لا يصدقها العقل ولا تعضدها حجة.
9. عدم اهتمامهم –كما يجب بالسنة النبوية- وتسلطهم عليها بالتأويل أو الرد بحجة أنها غير ملزمة مثل القرآن8

** مزايا العقيدة السلفية وأصحابها ؟

1- العقيدة السلفية مصدرها الكتاب والسنة غير عن مصادر العقائد البدعية التي تقوم على الاهواء وعلم الكلام وماتفرزه عقول الفلاسفة اليونان
2- يعظمون هذه المصادر ويجتمعون عليها و لا يتفرقون وهم أثبت الناس على الحق بخلاف أهل الأهواء وهم اكثر الناس اتفاقا واقلهم اختلافا لأن هدفهم
وهو تمسكهم بعقيدة واحدة

** اذكر أشهر أئمة أهل السنة ومؤلفاتهم في العقيدة؟

أبو عبد الله سفيان بن سعيد الثوري ، سفيان بن عيينة، مسلم بن الحجاج ، ابن عمرو عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي ، حمد بن حنبل ، علي بن المديني ،
أبو ثور إبراهيم بن خالد ، أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري ، أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم ، أبو جعفر محمد بن جرير الطبري.

الأئمة الأربعة.

ابن كثير، ابن خزيمة، ابن القيم، سهل بن عبد الله التستري، ابن تيمية.

**مؤلفاتهم :- ( نذكر القليل منهم )

– ابن ماجه في سننه
– أبو بكر بن الأثرم في كتابه "السنة".
– عبد الله بن مسلم بن قتيبة في كتابه الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية.
– عثمان بن سعيد الدارمي في كتابه الرد على الجهمية وكتابه الرد على بشر المريسي.
– ابن أبي عاصم في كتابه " السنة".
– عبد الله بن الإمام أحمد في كتابه "السنة".
– محمد بن نصر المروزي في كتابه "السنة".
– الإمام الطبري في كتابه "صريح السنة".
– الخلال في كتابه "السنة".

** اذكر التنبيهات المهمة في مسائل العقيدة ؟

– الزعم بأن التفويض في الصفات هو مذهب السلف وذلك أن عقيدة السلف في هذا هي الالتزام التام بما جاء في كتاب الله تعالى أو في سنة النبي صلى الله عليه وسلم

– ومن المزاعم الباطلة أيضاً قول البعض أن السلف يمرون الصفات كما جاءت دون فهم معانيها وهذا غير صحيح فإن السلف إنما يريدون بإمرارها كما جاءت في
الكيفيات لا في معانيها فإن كيفية الصفات من الأمور المجهولة والسؤال عنها بدعة أما المعاني فواضحة ومعقولة.

– الزعم بأن الله تعالى في كل مكان واستدلالهم بآيات معية الله لخلقه وتفسيرهم لها بأنها المعية الذاتية لله تعالى عن ذلك فإن السلف فسروا هذه المعية من الله تعالى
بأنها إحاطة علمه عزّ وجلّ بجميع ما يجري فلا يخفى عليه شيء وذاته تعالى فوق عرشه وهو مع كل مخلوق بعلمه وإحاطته.

– الزعم بأن السلف يعتقدون أن الله في السماء أي في داخلها أو أنها تحيط به أو أنه بإحدى السماوات تحوزه تعالى الله عن ذلك فإن هذا ليس من أقوال السلف بل هو
من أقوال أهل البدع لأن معنى أن الله في السماء أي في مطلق العلو فوق عباده وفوق عرشه هكذا عقيدة السلف كما قال تعالى : {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ }.

– الزعم بأن السلف مجسمة أو حشوية أو مشبهة أو جبرية أو قدرية أو نابتة أو غثاء أو غثراء أو غير ذلك من الألقاب التي أطلقت على السلف نبزاً لهم فإن مذهب
السلف هو بخلاف ذلك كله

– الزعم بأن آيات الصفات من المتشابه قول لأهل البدع لا لأهل السنة الذين يعتقدون أنها من المحكم المعروف المعنى.

– القول بأن الأشاعرة هم أهل السنة والجماعة أو أنه لا فرق بينهم وبين أهل السنة

– القول بأن الأشاعرة هم المتمسكون بمذهب الأشعري رحمه الله

– تقسيم أهل السنة والجماعة إلى سلف وخلف وإن جميعهم يسمون بالسلف وبأهل السنة والجماعة. هذا خلط غير صحيح وجمع بين نقيضين فإن الخلف
مؤولة الصفات وليسوا هم السلف المثبتة لها ويلتحق بهذا أيضاً ما أصله أهل البدع بقولهم مذهب السلف أسلم ومذهب الخلف أعلم وأحكم وهو تقسيم باطل وتفضيل
للمؤولة والمحرفة على السلف أصحاب السنة والجماعة الذين مذهبهم أسلم وأعلم وأحكم.

– الزعم بأنه يجب التأويل خصوصاً في بعض النصوص وأن من لم يؤولها وقع في الخطأ

– من الأخطاء في العقيدة كذلك قولهم عن الله تعالى : "أنه الموجود الحق" لأن الموجود ليس من أسماء الله تعالى أو قولهم :"المنفرد بالوجود الحقيقي"

– " لا معبود سوى الله" جملة ناقصة صوابها " لا معبود بحق إلا الله" لأنه قد عبد غير الله وإله.

– فلان شهيد. لفظ لا يجوز الجزم به لأن الشهادة علمها إلى الله تعالى ولا يشهد لأحد بجنة أو بنار إلا من ورد النص فيه.

– الزعم بأن السلفية ليست مذهباً معروفاً كلام باطل وتجاهل لطائفة أهل السنة والجماعة .

– رد أخبار الآحاد في مسائل الاعتقاد هو مذهب أهل البدع أما أهل السنة والجماعة فيتقبلون أخبار الآحاد ويعملون بها في كل أمر ما دامت قد ثبتت صحتها
عن النبي صلى الله عليه وسلم .

– التوسل بالجاه أو بالذات لأي كائن – غير الله تعالى – يعتبر شركاً لا يجوز فعله ومن نسب إلى السلف جواز التوسل بالجاه أو بالذات فقد أخطأ فهم عقيدتهم

– القول بأن رؤية الله تعالى في الآخرة تستلزم التحيز لله عزّ وجلّ كلام باطل وهو ليس من أقوال السلف الذين يؤمنون برؤية الله تعالى على كيفية لا نحيط بها
استناداً إلى نصوص رؤيته تعالى حقيقة إذ لا مانع من رؤيته لا نصاً ولا عقلاً.

– نفي الجهة عن الله تعالى مطلقاً أو إثبات أنه في كل جهة بذاته هو معتقد فاسد فإن الله تعالى أخبر عن نفسه أنه في جهة الفوقية المطلقة ولا يلزم منه التحيز
أو كونه بذاته في كل مكان فإنه مما يتنزه الله عنه.

– تجويز التوسل بذات أحد من البشر سواء أكانوا من الرسل عليهم الصلاة والسلام أو غيرهم بدعة منكرة لم يجوزها السلف اتباعاً للنصوص الناهية عن ذلك.

– اعتقاد أنه لا فرق بين الإرادة والمشيئة الإلهية خطأ لأن الإرادة تنقسم إلى إرادة كونية: تتعلق بكل شيء مما يحبه الله أو لا يحبه وإرادة شرعية:
تتعلق بما يحبه الله ويرضاه بينما المشيئة تتعلق فقط بالإرادة الكونية من حيث العموم.

– قول بعض الناس بالله وبك أو على الله وعليك أو غير ذلك من الألفاظ التي فيها التشريك بين الله وبين غيره هي من الأمور المنهي عنها والتي لا يقرها السلف
وأما إذا أدخلت "ثم" مكان "الواو" فلا حرج.

– السلف لا يفرقون بين الطائفة المنصورة والفرقة الناجية ومن فرق بينهما فقد جانب الصواب والمفرق إما أن يكون جاهلاً أو في قلبه شيء من بغض
السلف وكيف تكون منصورة وهي غير ناجية وكيف تكون ناجية وهي غير منصورة لأن الله تعالى لا يجعل النصر في النهاية إلا لجنده الذين رضي عنهم أما
الباطل فله صولة ثم يضمحل وصاحبه لا يكون ناجياً ولا منصوراً.

– ليس من عقيدة السلف الاحتفاء بأعياد الميلاد ولا رأس السنة الميلادية أو الهجرية ولا يعترفون إلا بعيدين كبيرين هما عيد الفطر وعيد الأضحى
وعيد ثاني صغير هو يوم الجمعة

– ليس من عقيدة السلف الاعتراف بما يسمى "تقارب الأديان" لأن هذه خدعة جديدة ويهدفون من ورائها الإيحاء للناس بصحة أديان الطوائف المعادية
للإسلام وبالتالي الهجوم على الإسلام وأهله.

وآخر كلامنا الحمدالله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.