|
1] سنة الله الكونية:- لقد قضى الله تعالى في سنته الكونية في الخلق بأن يكون هناك فريق على الحق ولهم معاونون, وفريق آخر على الباطل ولههم معاونون, وفريق وسط لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء, فهم متذبذبون بين الفريقين, وذلك حرصا على مصالحهم وعلى أعمالهم ومكاسبهم الدنيوية فمرة يكونون مع الظلمة ومرة أخرى مع أهل الحق, وقد قضى الله تعالى بأن يكون هناك تدافع بين أهل الحق وبين أهل الباطل, وهذا التدافع أساسي لاستمرار الحياة ووقوع الابتلاء لأهل الحق وأعوانهم حتى لا يعم الفاسد الأرض كلها قال تعالي: (…. وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ)(251) سورة البقرة، وفي آية أخرى بين بأن وظيفة هذا التدافع هي الحفاظ على بيوت الله تعالي في الأرض وإقامة شرعه فقال الله تعالى: (…. وَلَوْلاَ دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) (40) سورة الحـج.
[2] من هم معاوني الظالمين:-
من الأمور المستقرة في أذهان كثير من الناس العقلاء منهم وغيرهم أن الظالم لا يستطيع أن يقوم بعمل كل شيء من الظلم والطغيان والاعتداء ومجاوزة الحد بمفرده, وأنه لا بد له من فئة من الناس تعاونه على القيام بظلمه, سواء أكانت هذه الفئة المعاونة له هو التي دعاها ورغبها في معاونته, لاتفاقهم في الصفات والعدوان والظلم والطغيان, قال تعالى على لسان نبيه موسى صلى الله عليه وسلم محذراً هؤلاء من عدم مساعدة الظالمين: (قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ)(17) سورة القصص، والظهير هو المعين لإنسان آخر في أي عمل ما سواء أكان هذا العمل خيراً أم شراً, فنبي الله موسى عليه السلام طلب من الله تعالى أن لا يكون عوناً ومعيناً للظالمين والمجرمين الذين يعيثون في الأرض الفساد. وربما تكون هذه الفئة هي التي أقدمت على معاونته رغبة منها وحرصاً على الحصول على مكاسب ومغانم دنيوية, زينها لهم هذا الظالم بشيطانه وزخرفه قال تعالى محذراً هذه الفئة: (وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ)(113) سورة هود، ثم بين الرسول صلى الله عليه وسلم أن من يعين الظالم يسلطه الهن تعالى عليه فيؤذيه ويكون هو من أوائل ضحايا هذا الظالم. ويلاحظ أن هذا المعاون قد يكون موظفا أو غير موظف أو رئيسا أو مرؤوسا يطيع من هو فوقه فالعبرة هي أن يساعد الظالم على إيقاع الظلم بالغير بدون وجه حق وسواء أكان ذلك بمقابل من المال أو تولي منصب معين أو وظيفة معينة أم لا.
[3] معاونة الظالمين مخالفة للنهي عن ذلك ومخالفة للإخوة الإيمانية والإنسانية:-
لقد حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على غرس الإخوة الإيمانية والإنسانية بين المسلمين وبين الناس جميعاً , وحذر المسلم والإنسان من أن يظلم غيره أو أن يساعد الظالم على ظلمه لغيره , أو يسكت الإنسان عن الظلم وهو يراه واقعاً على أحد من الناس ثم لا ينصره فقد روي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهم أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ومن كان في حاجة أخيه كان الله كان في حاجته) والحديث صحيح
[4] تبرأ الظالمين وأعوانهم بعضهم من بعض يوم القيامة:-
لعلنا نشاهد في كثير من الأحوال أن الظالمين والفاسقين وأعوانهم يتبرأ بعضهم من بعض في الدنيا وهذا الأمر دليل واضح على ما حكاه الله تعالى عنهم في الآخرة قال تعالى إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُْ) (166) سورة البقرة، وقد يدعي بعض أعوان الظلمة بأنهم مستضعفون على أمرهم وليس لهم من الأمر شيء فقال تعالى عنهم وَبَرَزُواْ لِلّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللّهِ مِن شَيْءٍ قَالُواْ لَوْ هَدَانَا اللّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاء عَلَيْنَآ أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ) (21) سورة إبراهيم، وقال تعالى مبينا بأنهم جميعاً من أهل النار فقال وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِّنَ النَّارِ) (47) سورة غافر]
[5] أن الظالمين وأعوانهم يحاولون إشاعة الفاحشة في المجتمع المسلم: فيجب على جميع المسلمين أن يقفوا صفاً واحداً فيوجه هؤلاء الأشخاص وأن يأخذوا على أيديهم ويمنعونهم من الظلم ومن التمادي فيه حتى ينعم الجميع بالأمن والرخاء فإذا تقاعس أهل الحق وأعوانهم عن نصرة حقهم والمطالبة به انتفش الباطل وظهر الظلم والطغيان بين الناس بل ربما عم أرجاء المعمورة كلها كما قال الله تعالى ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (41) سورة الروم، فيجب على أهل الحق وأعوانهم أن يواجهوا الظالمين وأعوانهم حتى تكون لهم الغلبة في دنيا والآخرة والله تعالى الموفق إلى ما فيه الخير والرشاد
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
سبحان الله وبحمده … سبحان الله العظيم
شكرا اختي…
جزاكِـ الله خيرا اسكنك الله الجنان وجعلك من الحور الحسان …~
اختي ممكن ذكر المصدر؟؟
شكرا يالغاليه
https://www.manaratweb.com/news.php?newsid=3207
وهذا المصدر
https://www.manaratweb.com/news.php?newsid=3207
وهذا المصدر
وباخر الصفحه : مكتوب
من علماء الأزهر الشريف.
لا اله الا الله …
((أن من يعين الظالم يسلطه الهن تعالى عليه فيؤذيه ويكون هو من أوائل ضحايا هذا الظالم. ويلاحظ أن هذا المعاون قد يكون موظفا أو غير موظف أو رئيسا أو مرؤوسا يطيع من هو فوقه فالعبرة هي أن يساعد الظالم على إيقاع الظلم بالغير بدون))
سبحانة حق وقد رئيت هذة كثير
وسبحان الله ودعوة المظلوم يقول الله فيها لا انصرنكي لو بعد حين
اللهم لا تجعلني ظالمة ولا مظلموة
اقتباس:
((أن من يعين الظالم يسلطه الهن تعالى عليه فيؤذيه ويكون هو من أوائل ضحايا هذا الظالم. ويلاحظ أن هذا المعاون قد يكون موظفا أو غير موظف أو رئيسا أو مرؤوسا يطيع من هو فوقه فالعبرة هي أن يساعد الظالم على إيقاع الظلم بالغير بدون))
سبحانة حق وقد رئيت هذة كثير |
جزاكي الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك
ربي يوووفقك ي عسسل
اللهم لا تجعلنا ظالمين ….