تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » تغبير القدم ساعة

تغبير القدم ساعة

بسم الله الرحمن الرحيم

لما تهيأ أسامة بن زيد خارجاً بجيشه في سبيل الله بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ودّعه الخليفة الأول والصديق الكريم: أبو بكر رضي الله عنه.
أسامة راكب..وأبو بكر ماشي..فهمّ أسامة بالنزول ليركب الخليفة فقال الصدّيق: لاتنزل ووالله لاأركب وماعليّ أن أغبر قدمي ساعة في سبيل الله.
وأنا أقف وإياك أمام هذه الكلمة متسائلين:
ياترى هل هذه أول ساعة يغبر فيها الصديق قدمه؟
أما سبق له أن غبرها كثيراً؟
أما غبرت قدمه في مكة يوم قلّ الناصر وتوتر القريب وتنكرت المعرفة وكثر الشامت؟
أما غبر قدمه يوم بدر والموت يزحف والكفر يغلي وأرواح المؤمنين تتطاير إلى الجنة عرضها السماوات والأرض؟
أما غبر قدمه في أحد يوم تدانت الصفوف وتكسرت على رؤوس الأبطال السيوف واشتد الخطب وبان الهول؟
أما غبر قدمه وهو يذرع صحراء الجزيرة إلى تبوك والجوع ملء أحشائه والظمأ يعصر كبده والحر يصل إلى كل ذرة في جسمه والغبار يداعب خياشيمه؟
اما غبر قدمه في الغدوات والروحات والظلمات إلى الجمع والجماعات؟
هذا هو مافعله أبو بكر الصديق فماذا فعلنا نحن!
متى نغبر أقدامنا..متى جاهدنا..أين غزواتنا..أين تضحياتنا؟
دع المدح للصدّيق يشرق في الدجى ودع كل ذكر في معاليه يكتب
– كتاب سياط القلوب للشيخ عائض القرني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.