|
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أسبوع الحمل الصحي الذي أقيم مؤخراً في مركز الأمير سلمان الاجتماعي واستمر لمدة أربعة أيام متتالية اشتمل على معلومات مفيدة يجب على كل امرأة معرفتها، لما تحققه تلك الثقافة الصحية من آثار إيجابية تنعكس على كل من الأم والطفل القادم، والأسرة ككل.
ومن ضمن المواضيع التي طرحت في هذا الأسبوع الصحي "غذاء المرأة الحامل"، "المشاكل المصاحبة للحمل وكيفية التغلب عليها"، ألقت المحاضرة الأستاذة فاطمة المؤيد " أخصائية تثقيف صحي" تحدثت فيها عن التغيرات التي تحصل للمرأة الحامل والتي تتسبب في حدوث بعض الأعراض التي تعاني منها الحامل كزيادة هرمونين في الجسم: الاستروجين والبروجسترون.
هذه الهرمونات لها دور ووظيفة في عملية الحمل، فهرمون الاستروجين يساعد على اكتمال نمو العديد من أجهزة الجنين، كما يحفز وينظم عملية ضخ الدم الذي يصل للمشيمة لتغذية الطفل.
أما البروجسترون فهو يساعد في بناء جدار الرحم ويحافظ على سماكة هذا الجدار خلال فترة الحمل، كما يسبب ارتخاء في جميع أعضاء الجسم مما يعطي مجالاً للرحم لزيادة حجمه، ويمنع الرحم من الانقباضات.
وعن تأثر أجهزة جسم الأم الحامل بفترة الحمل تقول الأستاذة فاطمة المؤيد: تتأثر مختلف أجهزة جسم الأم ومن هذه الأجهزة:
الجهاز الدوري: (جهاز الدم).
1- خلال فترة الحمل تزيد كمية الدم في جسم الحامل لإمداد المشيمة، بما يتسبب للحامل بفقر الدم لذلك يجب التعويض بتناول الأغذية الغنية بالحديد (اللحم الأحمر- الكبدة- الخضار الخضراء كالسبانخ) والالتزام بحبوب الحديد عندما يصفها الطبيب المتابع للحامل.
2- يحدث توسع في كافة عروق الجسم بسبب هرمون البروجسترون مما يتسبب في هبوط ضغط الدم عند الحامل لذا يجب أن تكثر من شرب السوائل، ومن المضار الناجمة عن هذا التوسع:
– ظهور الدوالي في الأرجل، ويمكن تجنب هذه المشكلة بعدم الوقوف لفترات طويلة والحركة عند الوقوف لتحريك الدورة الدموية، ورفع الأقدام عند الجلوس، وفي حال وجود الدوالي يفضل ارتداء جوارب ضاغطة.
– البواسير وتكون عادة مصاحبة للإمساك وغالباً ما تحدث بعد الولادة، ويمكن تجنبها بعدم الدفع المستمر أثناء الولادة، وتجنب الإمساك واستخدام المراهم الموصوفة في حال الإصابة بها، والمواظبة على شرب الوسائل الكثيرة وتناول الخبر البر وتناول الوجبات الغنية بالألياف العالية.
الجهاز الهضمي:
يتأثر الجهاز الهضمي في فترة الحمل ومن التغيرات التي تصيبه:
– الغثيان والقيء: تصاب معظم الحوامل بالغثيان في بداية الحمل، وغالباً ما تختفي هذه الأعراض في نهاية الشهر الرابع بحسب ما يتأقلم جسم الحامل مع هرمون البروجسترون.
ولتخفيف من الغثيان:
1- تناول وجبات صغيرة على مدار اليوم بدلاً من الوجبات الثقيلة.
2- تجنب إبقاء المعدة خاوية.
3- الابتعاد عن الأطعمة الغنية بالدهون والبهارات.
4- تناول بسكويت مالح عند الاستيقاظ والنهوض بهدوء من السرير.
– ارتخاء في فم المعدة: مما يسمح لأحماض المعدة بالنفاذ إلى أعلى لذلك تشعر الحامل بالحموضة وللحد من هذه المشكلة:
1- تناول وجبات صغيرة.
2- الابتعاد عن الأطعمة الغنية بالدهون والبهارات وخصوصاً قبل النوم.
3- أكل خيارة باردة.
4- النوم على وسادات عالية.
5- هناك اعتقاد خاطئ بأن الحليب يساعد على التقليل من الحموضة، وهذا غير صحيح بل على العكس إذ أن الحليب يحتوي على دهون عالية تزيد من الإحساس بالحموضة.
– ارتخاء في الأمعاء: مما يتسبب بصعوبة في الهضم، وبالتالي يؤدي إلى حدوث الإمساك وللتغلب على ذلك تقول الأستاذة " المؤيد":
1- تناول غذاء غني بالألياف مثل الخضار والفواكه وخبز البر والابتعاد عن السكريات العالية والدهون.
2- تناول الكثير من السوائل يصل إلى 8- 10 كاسات من الماء.
3- شرب عصير الخوخ المجفف إذ أنه يساعد الجسم على التخلص من الفضلات.
4- الذهاب إلى دورة المياه كلما شعرت بالحاجة إلى ذلك.
5- الحفاظ على المشي بانتظام.
6- قد تسبب حبوب الحديد الإمساك لذلك يجب تناول هذه الحبوب على معدة ممتلئة وشرب الكثير من السوائل بعد تناولها ومن الأفضل شربها مع كأس من عصير البرتقال إذ أنه يساعد على امتصاص الحديد.
الجهاز البولي:
تقول " المؤيد" يعتبر التبول المستمر طبيعياً خلال الفترة الأولى والأخيرة من الحمل.
تتسبب ارتخاء الجهاز البولي بالتهابات في المسلك البولية وذلك بسبب تجمع البول في الحالب، ولتجنب حصول هذه الالتهابات:
1- تناول السوائل بكثرة.
2- التبول باستمرار وعدم حبس البول.
3- في حال تناول مضاد حيوي يجب إكمال الجرعة كاملة والالتزام بمواعيدها.
قد يتسبب ارتخاء المثانة أحياناً بعدم التحكم في البول، وعادة يتحسن الوضع تدريجياً بعد أسابيع من الولادة.
المناعة: تنخفض المناعة عند الحوامل مما يشكل عاملاً للإصابة بالالتهابات والعدوى خلال فترة الحمل لذلك نوصي الحوامل بتجنب أماكن العدوى وتناول الفيتامينات الخاصة بالحمل.
الوزن: يقوم الجسم بتخزين الدهون خلال الحمل وخصوصاً في منطقة الأرداف وذلك لاستخدامها بعد الولادة في تصنيع الحليب، وغالباً ما يتم التخلص منها بعد الولادة عن طريق الرضاعة الطبيعية.
كذلك تتسبب قلة حركة الأمعاء خلال الحمل في زيادة الامتصاص، مما يزيد في معدل الامتصاص لدى المرأة الحامل فلا تحتاج إلى أن تأكل عن اثنين كما هو شائع.
ولتجنب الزيادة الغير مرغوبة ننصح الحامل بتجنب الأطعمة الغير مفيدة والالتزام بالأطعمة التي تؤمن لها العناصر الغذائية المهمة.
غذاء الحامل:
وعن المجموعات الغذائية التي تحتاجها الأم تقول الأستاذة فاطمة المؤيد: تحتاج المرأة الحامل إلى غذاء صحي ومتوازن وفيما يلي نعرض المجموعات الغذائية التي تحتاجها الحامل
– المجموعة الأولى: الحليب ومشتقاته، تحتاج الحامل من 3-5 حصص يومياً وهو مهم إذ أنه عنصر البناء: ويحتوي على البروتين والكالسيوم والفيتامينات.
ويساعد الحليب في بناء وتقوية عظام الجنين، كذلك يساعد في تكوين أنسجة العيون وبناء أسنان قوية وسليمة.
– المجموعة الثانية: اللحوم وبدائلها وتحتاج الحامل من 2-3 حصص يومياً ولهذه المجموعة أهمية إذ أنها تحتوي على البروتين والحديد والفيتامينات أي أنها عنصر بناء.
وتساهم اللحوم في بناء عضلات الجنين، وفي تكوين الدم وفي بناء الدماغ.
– المجموعة الثالثة: الفواكه والخضراوات، تحتاج الحامل إلى 4 حصص يومياً من هذه المجموعة الغذائية وتحتوي الفواكه على الفيتامينات الهامة لكل من الأم والجنين كفيتامين أ وج وحمض الفوليك والحديد
وتساعد الفواكه والخضراوات في تكوين دم الجنين.
– المجموعة الرابعة: الخبز والنشويات
– المجموعة الخامسة: الدهون والزيوت وتحتاج الحامل إلى مقدار بسيط منها وفيها عنصر بناء كما تحتوي على الأحماض الدهنية الأساسية وعلى الطاقة اللازمة للدماغ.
تأثير التغذية على بعض المشاكل المصاحبة للحمل:
– الحموضة.
– الإمساك.
– فقر الدم: يتكون لدى الطفل المولود مخزون ستة أشهر من الحديد المستمد من جسم الأم خلال الحمل، لذلك فإن إصابة الأم بفقر الدم تتسبب في إصابة الطفل به أيضاً.
وللحد من ذلك:
1- تناول الأطعمة الغنية بالحديد مثل اللحوم الحمراء والكبدة والدجاج.
2- تناول الأطعمة الغنية بفيتامين ج مثل البرتقال والكريب فروت حيث تساعد الجسم على امتصاص الحديد.
3- المواظبة على تناول حبوب الحديد الموصوفة من قبل الطبيب.
4- عدم تناول حبة الحديد مع الحليب أو حبة الكالسيومº حيث أن الكالسيوم يمنع امتصاص الحديد.
– لين العظام: يحتاج الجنين إلى الكالسيوم لبناء العظام والأسنان ويستمد حاجته من الكالسيوم من الأم، مما قد يؤثر على الأم إن لم تعوض الكالسيوم المستخدم من جسدها.
وأشارت " المؤيد" إلى أهمية تناول حمض الفوليك (فيتامين ب9) إذ أن نقصه يمكن أن يتسبب في حدوث تشوهات في الجهاز العصبي للجنين، ومن الأغذية الغنية بهذا الفيتامين: كبد الدجاج- الفول- الرز- المعكرونة- السبانخ- البرتقال والأناناس.
ويفضل أخذ حمض الفوليك على شكل حبوب قبل الحمل بشهر والاستمرار بتناوله مع متابعة الطبيب المختص.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
مجموعة مواقع مداد – تعرفي على الأسباب المؤدية لمشاكل الحمل
Midad.com