|
انثري بذور الخير .. وستنبت يوماً
الكاتبه:
نوف الحزامي
قبل أيام..
كنت أتحدث مع إنسانة رائعة، تسعى بكل ما أوتيت لإصلاح الفتيات وجذبهن ودعوتهن، هي معلمة شابة يافعة.. لكنها ليست كباقي المعلمات، هي إنسانة لها أهداف عالية جداً وكبيرة جداً، تطاول عنان السماء..
كنت أتناقش معها في حديث عفوي وبسيط، عن حال الفتيات، وكيفية التواصل معهن وإصلاحهن ودعوتهن..
فقالت: المشكلة يا صديقتي أننا نحاول ونحرث ونبذر ونغرس.
لكن.. ما إن تبدأ أزهارنا الصغيرة بالنمو، حتى تؤثر عليها كل الظروف من حول الفتاة.
الظروف القاسية التي لا تسمح لوردة بالعيش في صحراء قاحلة.
فتذبل أزهارنا وتموت براعمنا الجميلة حين تخرج من أحضان المدرسة أو الجامعة أو الدار.
وتفقد المعلمة. الداعية- القدوة والصحبة الصالحة.
تبدأ العوامل الأخرى بالتأثير عليها، فتتغير الفتاة تدريجياً للأسف، وتعود كما كانت.
قالت وفي صوتها نبرة حزن:
– أحياناً يا صديقتي أحس أن جهودي بلا فائدة..!
ويوسوس لي الشيطان أن كل ما نفعله ونجتهد لأجله، هو عبث، في خضم هذه الفتن الهوجاء في زماننا، فأجد حماسي يقل، وعزيمتي تضعف..
ابتسمت لها وقلت:
– كلا يا صديقتي، لا تجعلي اليأس يتسرب إلى نفسك، فبذرة الخير، مهما طال عليها الزمن ومهما ذبلت نبتتها لا تموت بإذن الله، وستنبت يوماً من جديد، فلا تحزني..
إن من المهم أن نغرس في نفس الفتاة أنها هي المسؤولة عن نفسها، أن عليها أن تسير في طريق الحق بنفسها ولا تنتظر غيرها ليحثها عليه، لا صديقات ولا قريبات ولا حتى أم..
أن نغرس في نفسها أنها قوية وتستطيع أن تشق طريقها وسط كل ذلك وحدها إذا توكلت على الله وعلمت أنها في ابتلاء عظيم، وأنها في تحدي مع أعداء هذا الدين.
ثم قلت لها: سأسرد لك ما قد يقوي من عزيمتك:
قبل سنوات، كنت أُدَرَّس في مدرسة، وكان لدي عدد من الطالبات اللاتي أشغلتهن الحياة وملاهيها عن طاعة الله لم يكن سيئات جداً، لكن كن بعيدات عن الله منشغلات عنه.
كنت أحاول وأنصح، وأتكلم، وأجتهد كي أؤثر فيهن، وتأثر البعض، بينما البعض الآخر لم يتأثر كثيراً..
بعد سنوات من تركي لتلك المدرسة، ومع انشغالي بمشاغل الحياة، فوجئت ذات يوم باتصال من إحداهن..
كانت غير مصدقة أنها حصلت على طريقة للاتصال بي، فقد تعبت المسكينة شهوراً عديدة لتصل إلي.
جاءني صوتها الفرح عالياً: (أستاااااذة، والله تعبت وأنا أسأل. رجعت لصديقاتي القديمات، وبحثت عن أرقامهن. واتصلت على إدارة المدرسة، تعبت كثيراً حتى عثرت عليك، لا أصدق أني أكلمك الآن!!!)
كنت في شوق لطالبتي التي أذكرها صغيرة مشاغبة عابثة، لم تكن تهتم بكلامي ولا بنصحي كثيراً، تهرب من الحصص، ويستهويها الضحك و(السوالف) أثناء الدرس..!
عرفت منها أنها الآن في آخر سنة في الجامعة، ما أسرع ما تمضي السنون..
قالت لي بالحرف الواحد: أستاذة هل تذكرين كلامك ونصحك لنا؟ هل تذكرين كيف كنت تذكرينا بالحساب واليوم الآخر؟ هل تذكرين كيف كنا ننشغل ونضحك؟ هل تصدقين أن كلامك كان يدخل في قلبي؟ لكن شيطان الهوى كان أقوى مني، وكذلك الصديقات..
كنت أتظاهر أني لا أهتم، ولم يكن عمري يعينني على أن أتخذ قراراً قوياً وأثبت عليه.. لكن الآن بعدما كبرت ونضجت لازلت حتى هذه اللحظة أسترجع كلامك وعباراتك، كل شيء بدأ يعود تدريجياً، لا زلت أذكر نصائحك وأتأثر بها، إني أدعو الله لك، فقد تأثرت بك، وكذلك الكثير من صديقاتي..
صعقت من كلامها، لم أصدق لأول وهلة، ولم أدر ما أقول..
لم أكن أتخيل أن بذور الخير يمكن أن تبقى كل هذه المدة قبل أن تنبت من جديد، سبحان الله! هل يمكن أن يحصل هذا؟
بقدر ما فاجأتني طالبتي الحبيبة بقدر ما أسعدتني وجعلتني أتقد حماساً وعزيمة لأستمر في هذا الطريق رغم كل ما قد نراه من إعراض أو غفلة كبيرة من الفتيات..
استغربت محدثتي من هذه الحادثة.. فقلت لها:
هل رأيت؟ لا تجعلي الشيطان يوسوس لك ويحبطك ويثبط من عزيمتك..
انثري بذور الخير أينما ذهبت، ولا تقلقي.. فأنت لا تدرين في أي سنة ستنبت..
**
المرجع: مجلة حياة العدد (84) ربيع الثاني 1445هـ
تحرير: حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »
و الله موضوع روعه .. أنا أتذكر صالي مثل هالموقف مع وحده ..
كانت تسوي شغله المفروض ما تسويها و كلماتها كذا مره ,, و ما انتهت عنه ,,
و خليتها ..
و بعد 4 سنوات ,, تخيلوا 4 سنوات يتني جان قول تدرين ان الشي اللي خلني اهد هالشي اهوا كلمتج لي !!
من قبل 4 سنين و انا افكر فيها
يعني صج الواحد .. يسوس الخير و الباقي على الرحمن سبحانه ؛)
و مشكوره حبيبة قلبي عالموضوع
وبارك الله فيك
اختي الغالية … حبيبة اهلها
امتعتيني واثريتي معلوماتي وزدتيني همة وعزيمة بتلك القصة التي ذكرتيها
اختي الغالية اسال الله العظيم رب العرش العظيم ان يجعل كل حرف كتبتيه مايثقل به ميزان حسناتك يارب والله صدقت في كل كلمة قلتها
لكنني لم استطع باقناع من هن اكبر واصغر مني ويصيبني ذلك بالياس ولكن ساستمر
فنحن نريد جبال توقظ الامة لتصل بها للقمة فالجنة غاليه
وان شاء الله بميزان حسناتك