السفر لبلاد الكفار ()

اخواني / اخواتي..

تحية طيبة ………….وبعد:

اقبلت الاجازة الصيفية ، وصار الشغل الشاغل للكثيرين من الناس ، اين يقضوا هذه الاجازة ، الى اين يسافرون ؟

وحيث ان السفر امر محمود وطيب ،

وقد قال صلى الله عليه وسلم : ((سافروا تربحوا وصوموا تصحوا واغزوا تغنموا‏ ))

رواه احمد عن ابي هريرة مرفوعا على النبي صلى الله عليه وسلم.

ورواه الطبراني بلفظ ((‏اُغزوا تغنموا وصوموا تصحوا وسافروا تستغنوا‏))‏،

وفي رواية لابن نجيب((‏سافروا تربحوا وصوموا تصحوا واغزوا تغنموا‏))

وأخرجه أبو نعيم في الطب مقتصرا على ((‏صوموا تصحوا‏))‏، وفي موضع آخر منه ((‏اُغزوا تغنموا وسافروا تصحوا وتغنموا‏))

وللطبراني والحاكم عن ابن عباس رضي الله عنه بلفظ ((‏سافروا تصحوا وتغنموا‏))،

وبهذا اللفظ رواه أيضا القضاعي والطبراني عن ابن عمر رفعه،

ورواه أبو نعيم في الطب أيضا عن ابن عمر رفعه بلفظ ((‏سافروا تصحوا وتسلموا‏))

ورواه أيضا عن أبي سعيد الخدري رفعه ((‏سافروا تصحوا‏)) ،

ومثله في الدرر معزوا لأحمد عن أبي هريرة، والطبراني عن ابن عباس، والقضاعي عن ابن عمر، وعزاه في اللآلئ لمسند أحمد عن أبي هريرة بلفظ ‏((‏سافروا تصحوا واغزوا تغنموا‏)).‏

قال الامام الشافعي رحمه الله :

تَغَرَّبْ عَن الْأَوْطَانِ فِي طَلَبِ الْعُلَا *** وَسَافِرْ فَفِي الْأَسْفَارِ خَمْسُ فَوَائِدِ

َفَرُّجُ هَمٍّ، وَاكْتِسَابُ مَعِيشَــــــــةٍ *** وَعِلْمٌ، وَآدَابٌ، وَصُحْــــبَةُ مَاجِـــدِ

ومما يؤسف له ، ان هناك من شد امتعته وعزم الى السفر الى بلاد الكفار من اجل السياحة جاهلاً او ضارباً بعرض الحائط حكم هذا السفر ، الذي حرمه جمع كثير من أهل العلم في زماننا هذا ، وناسياً مايسببه السفر الى الخارج من اخطار جسيمة على الدين والاخلاق .

سئل علامة الامة الشيخ _ محمد بن عثيمين _ عليه رحمة الله ، السؤال التالي :

ما حكم السفر إلى بلاد الكفار ؟ وحكم السفر للسياحة ؟

فأجاب – رحمه الله – : ( السفر إلى بلاد الكفار لا يجوز إلا بثلاثة شروط :
الشرط الأول : أن يكون عند الإنسان علم يدفع به الشبهات 0
الشرط الثاني : أن يكون عنده دين يمنعه من الشهوات 0
الشرط الثالث : أن يكون محتاجاً إلى ذلك 0
فإن لم تتم هذه الشروط فإنه لا يجوز السفر إلى بلاد الكفار ؛ لما في ذلك من الفتنة أو خوف الفتنة ، وفيه إضاعة المال ، لأن الإنسان ينفق أموالاً كثيرة في هذه الأسفار ، وفيه أيضاً تنمية لاقتصاد الكفار 0 أما إذا دعت الحاجة إلى ذلك لعلاج ، أو تلقي علم لا يوجد في بلده ، وكان عنده علم ودين على ما وصفنا فهذا لا بأس به 0
وأما السفر للسياحة في بلاد الكفار فهذا ليس بحاجة ، وبإمكانك أن تذهب إلى بلاد إسلامية يحافظ أهلها على شعائر الإسلام ، وبلادنا الآن والحمد لله أصبحت بلاد سياحية في بعض المناطق ، فبإمكانه أن يذهب إليها ، ويقضي زمن إجازته فيها ) ( المجموع الثمين من فتاوى ابن عثيمين – 1 / 49 ، 50 ) 0

ولاريب ان السفر الى اوربا وامريكا وسائر بلاد الكفر ينطبق عليها هذا الحكم ، فما الذي يرجوه هؤلاء المسافرون؟

يحدثني ممن اثق به : يقول اني رأيت في تلكم البلدان العجب العجاب ، رأيت شباب المسلمين وفتياتهم غارقون في وحول السفور والتبرج والمعاصي معاذ الله من ذلك ، أين الغيرة على المحارم؟ ايعقل من اب او اخ او زوج يرضى لمن هو محرما لها ان تكشف وجهها امام الاجانب؟ ايعقل من رجل رشيد ان يسمح لأبنائه السهر في الحانات وبيوت الدعارة؟
ايعقل من غيور ان يسمح لبناته السفور والتبرج كأنهن شباب؟

لماذا لايتم استبدال السفر الى تلكم البلدان ببلاد مسلمة اخرى ، كالشام مثلا لأن طقسها صيفا ممتاز وممتع وطبيعتها غناء وفيها ولله الحمد والمنة مسلمين والنسبة الاكثر فيها مسلمين ، فتأمن على دينك من الفتنة ، كذلك محارمك لايجبرهن احد على التخلي عن شعائرهن الاسلامية كالحجاب مثلا ، وتتمكن من اداة الصلاة جماعة مع المسلمين حيث تكثر المساجد فيها ، وتتمكن ايضاً من صلاة الجمعة .

والخوف كل الخوف على الاطفال ، فربما يعجبون بما يرون من شعائر الكفر فيعتقدون بصحته !

نعلم ان بلاد الكفار جميلة ، وطبيعتها خلابة ، واجوائها مغرية ، وما نراه في وسائل الاعلام خير دليل على جمال بلدانهم وحسنها ، ولكن نسأل الله ان يرزقنا اماهو اجمل وافضل منها ، فيما لاعين رأت ولا اذن سمعت ولاخطر على قلب بشر ، في جنة عرضها السماوات والارض اعدت للمتقين .

واعلم اخي الكريم / أختي الكريمة ، ان امتناعك عن السفر الى الخارج لوجه الله ماهو الا خير لك في دينك ودنياك ، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه.

والخير كل الخير في السفر الى مناطق المملكة ، فهي ولله الحمد بلدان طيبة وجميلة ، تقام فيها شعائر الاسلام وبين اهلك وابناء وطنك ، فما اجملها من رحلة تقوم فيها بالعمرة وزيارة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والتنزه في مدننا الجميلة ، وزيارة الاقارب ممن هم خارج مدينتك ، من غير خوف ولافتنة .

قاله وكتبه /

الهلي السني الحنبلي