|
الخوف.. يسبب الموت للنساء !
اثبتت دراسة علمية حديثة ان المرأة التي تعاني من الاضطرابات الانفعالية يمكن ان تكون اكثر عرضة للموت بأمراض القلب عن غيرها من النساء اللائي لا يتأثرن بأي انفعالات نفسية..
كما وجد الباحثون حسب صحيفة اخبار اليوم، ان النساء اللائي لديهن مستويات عالية من الاضطرابات النفسية وحالات مستمرة من الرعب والخوف لاسباب مختلفة، يواجهن خطورة الاصابات القلبية بنسبة تصل الي 59 % مع وجود احتمالات لاصابات اخري غير قلبية بنسبة 31 % ..هذه الخطورة كانت اقل بعد الاخذ بعين الاعتبار عوامل الخطورة الاخري الشائعة لدي الاشخاص المصابين بعقدة الخوف، مثل ارتفاع الضغط الشرياني، والسكر في الدم وارتفاع نسبة الكولسترول ويقول العلماء انه حتي بعد السيطرة علي عوامل خطورة الاصابات القلبية، تبقي النساء أكثر استعدادا للموت الفجائي للقلب..
هذا ومن جانب اخر ، قال علماء نفسيون مؤخراً أن أسرع طريقة لعلاج المخاوف التي يعانيها البعض هي استخدام عقار يزيد ما لديهم من خوف ثم تعريضهم بعد ذلك للشيء الذي يخافونه.
ويقوم علماء النفس عادة بعلاج الاضطرابات النفسية التي يعانيها البعض مثل مرض الرهاب عن طريق أساليب سلوكية بتعريض هؤلاء المرضى إلى المواقف، أو الأشياء التي يرهبونها لفترات قصيرة، ثم يقومون بزيادة هذه الفترات كلما أخذت تلك المخاوف في الانخفاض.
وأحياناً يتم اللجوء إلى العقاقير المهدئة قبل البدء في العلاج من أجل التخفيف من مخاوفهم. وقد أثبتت تلك الطريقة العلاجية نجاحاً في السنوات الأخيرة غير أن فترة العلاج في الوضع الطبيعي تصل إلى 16 أسبوعاً.
يقول العالم تود فارشيون من مركز علاج القلق والاضطرابات المصاحبة له من جامعة بوسطن، أن هناك ضرورة كبيرة لتسريع مدة العلاج لأن هناك عدداً كبيراً من المرضى لا يستطيعون المواظبة على حضور جلسات العلاج لفترة طويلة ويفضلون عدم الحضور على مواجهة مخاوفهم.
وبعد تجارب قام بها العالم فارشيون مع مجموعة من رفاقه على عدد من الفئران المخبرية تبين لهم أن استخدام عقار يزيد من حدة التوتر ثم تعريض الفرد إلى المواقف التي يخشاها يؤدي إلى تقصير مدة العلاج بشكل فعال.
ومن جانب آخر وحول ظاهرة الخوف فالخوف ظاهرة طبيعية يشترك فيها الإنسان والحيوان وربما النبات أيضاً، فمن منا لا يخاف ولا تنتابه حالة من الهلع ويتصبب عرقا وترتعد فرائضه، ويشعر وكأن قلبه كاد يتوقف عن النبض، أو كان أنفاسه أصبحت إلى آخر رمق. ومن منا لم يصرخ وهو صغير بأعلى صوته أثناء الليل بعد أن يستيقظ من كابوس مناديا: أمي أمي أدركيني.. فما الذي يحدث لنا بالفعل خلال هذه اللحظات العصيبة، وما هو هذا الحدث الجلل الذي آثار لدينا هذه الانفعالات العصبية، وهل نعرض أنفسنا لخطر الموت لحظة الهلع الشديد؟
والواقع أن الخوف، والغضب والفرح، والحزن، إحساس بشرى يرتدي أحيانا ثوبا لطيفاً، وأحيانا أخرى يكون شديدا على النفس. وجل هذه الانفعالات تحدث عندما يتفاجأ دماغنا بشيء ما.
ويقوم الدماغ بمواجهة سلسلة منطقية من الرسائل المتدفقة من الرسائل المتدفقة إليه من حواسنا الخمس، حيث يعمل على تحليها بصورة منطقية أيضاً.
ويرى علماء النفس أن الانفعال عبارة عن رد فعل نفساني وفسيولوجي، حيث تنطلق سلسلة من الهرمونات المثيرة للجهاز العصبي لكي يواجه المرء وضعا طارئاً ليس في الحسبان.
ويعتبر رد الفعل هذا عبارة عن توافق مع التغيير الحادث ببيئتنا، وليس الخوف سوى الانفعال الذي ينتابنا في حالة الخطر أو التهديد أو حالة التعرض لمحنة ما. ويعمل الانفعال على تحفيز الجسم ليتفاعل بصورة ملائمة تتناسب والموقف المخيف ليساعده على البقاء.
وعلى الرغم من أن الخوف شعور ينتاب جميع المخلوقات الحية، فإنه أيضاً من الوسائل التي تحافظ بها الكائنات على حياتها، ولذا قالوا إن الخوف يطيل العمر، والخوف نظام إنذار مبكر حقيقي لأنه يمكن الكائنات الحية من تجنب الموت عند مواجهتها الأولى مع الخطر.
والغريب أن حالة الخوف التي تنتاب الذبابة ليست كحالة الخوف التي يتعرض لها السباح، فهو عند الحشرة رد فعل انعكاسي بسيط يساعدها على البقاء على قيد الحياة حيث يطلق الشعور بالخطر، سلسلة من الاستجابات الأوتوماتيكية كي تهرب من الخطر المحدق المتمثل في حيوان ما. أما عند الإنسان فتظهر تلك الاستجابات أو التصرفات الآلية الذاتية على شكل ارتجاف ورعشة، وانتفاضة كما يضاف إلى ذلك العنصر العاطفي.
ويشير العلماء إلى أن دماغ الكائن الحي البشري يستطيع أن يترجم ما يرى، ولذلك فالخوف يتولد من الخيال ومما يمكن توقعه قبل وقوعه، أكثر مما يتولد عن الموقف الحقيقي الذي يواجهه المرء، حتى ولو كان هذا الموقف الذي يتعرض له بشكل مختلف تماما عن رد الفعل الذي يمكن أن يبديه إنسان آخر يتعرض للموقف نفسه، فعندما يتواجه أحد السباحين المهرة مع سمكة قرش مفترسة، فإنه يشعر وكأن الدم سيتجمد في عروقه.
ومشكوره على الموضوع الحلوو تسلمين