تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » التوبة النصوح . قبل خروج الروح

التوبة النصوح . قبل خروج الروح

يقول الله تعالى في كتابه العزيز: ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم ) .
تشير هذه الآية وما بعدها إلى فتح باب الرجاء في فضل الله ومغفرته للذنوب مهما بلغت ولو كانت مثل زبد البحر أو عدد قطر الندي أو عدد المطر أو حبات الرمل ، فرحمة الله وسعت كل شي ، وهو يرحم بها عباده التائبين المتقين وليست رحمة الله بالتائبين تقف عند هذا الحد بل تتعدى ذلك إلى تبديل السيئات إلى حسنات وهذا من فضل الله صاحب الفضل والمنة. ( إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما ) .

وعن ابن عباس رضي الله عنهما نزلت في أهل مكة فقالوا : يزعم محمد أن من عبد الأوثان ، وقتل النفس التي حرم الله لم يغفر له ، فكيف نهاجر ونسلم وقد عبدنا مع الله إلها آخر ، وقتلنا النفس التي حرم الله ، فأنزل الله هذه الآية.

وروى ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال : أتى وحشي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد أتيتك مستجيرا فأجرني حتى أسمع كلام الله فقال صلى الله عليه وسلم : قد كنت أحب أن أراك على غير جوار ، فأما وإذ أتيتني مستجيرا فأنت في جواري حتى تسمع كلام الله .

قال : فإني أشركت بالله ، وقتلت النفس التي حرم الله ، هل يقبل الله مني التوبة ؟ فصمت النبي حتى نزلت ( والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلقي آثاما ) فقال : أرني شرط فلعلي لا أعمل عملاً صالحاً . أنا في جوارك حتى اسمع كلام الله.

فنزلت : ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) فدعاه فتلاها عليه ، قال : فلعلي ممن لا يشاء ، أنا في جوارك حتى أسمع كلام الله فنزلت : ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا ) .

فقال : نعم الآن لا أرى شرطاً فأسلم ، فالتائب تغفر له ذنوبه كلها ويدل على ذلك قوله تعالى : ( وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى ) وقال عنها ابن عمر هذه أرجى آية في القرآن ، فرد عليه ابن عباس وقال : أرجى آية في القرآن قوله تعالى : ( وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم ) .

وقد فهم الأولون ذلك وعملوا بمقتضاه فعادوا إلى الله تائبين ، فأنسوا برحمة الله بعد وحشة المعصية ، ودخلوا سرادق الرحمن بعد أن أقاموا وقتا في خيمة الشيطان ، فعن عمر أن بن الحصين الخزاعي رضي الله عنهما أن امرأة أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهي حبلى من الزنا فقالت يا رسول الله أصبت حداً فأقمه علي .

فدعا الرسول صلى الله عليه وسلم وليها فقال : أحسن إليها فإذا وضعت فائتني ، ففعل : فأمر بها نبي الله صلى الله عليه وسلم فشدت عليها ثيابها ثم أمر بها فرجمت ثم صلى عليها فقال له عمر: أتصلي عليها يا رسول الله وقد زنت ؟ .

قال صلي الله عليه وسلم : لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم ، وهل وجدت أفضل من أن جادت بنفسها لله عز وجل رواه مسلم .

إن التائب من الذنب كمن لا ذنب له كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والندم توبة ، ومن هنا فقد وقف الأولون مواقف إيمانية بعد أن علموا بسعة رحمة الله وعموم فضله ، وأرادوا أن يطهروا أنفسهم من ذنوب اقترفوها ومن خطايا ألموا بها.

فعن أنس رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله أصبت حداً فأقمه علي ، وقد آن وقت الصلاة فصلى مع النبي صلى الله عليه وسلم فلما قضيت الصلاة كرر الرجل طلبه وقال : يا رسول الله : إني أصبت حدا فأقمه قال : هل حضرت معنا الصلاة ؟

قال : نعم : قال : ( قد غفر لك ، إن الحسنات يذهبن السيئات ولا حرج على فضل الله وكرمه وإن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسييء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسييء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها ) رواه مسلم .

أولئك هم التوابون الأوابون والذين فازوا بفلاح الدنيا والآخرة والله الهادي إلي سواء السبيل .

فيا أخواتي المسلمات المؤمنات ، توبوا إلي الله قبل فوات الأوان ، فالصحة لا تدوم ، والشباب لا يدوم ، والدنيا أيضا لا تدوم ، وستردون إلي الحي القيوم ، وتخيلي هول هذا اليوم ، يوم تدنوا الشمس من الرؤوس ، والحر شديد ، ونحن حفاة عراه ، والعرق يغرقنا كل حسب درجة أيمانه ، رائحته أنتن من الجيفة في يوم عجيب ، يوم تذهل كل مرضعة عن ما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وتري الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد . يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل منهم يومئذ شأن يغنيه . يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتي الله بقلب سليم . فأحذركم ونفسي بتقوى الله والإسراع بالتوبة ونحن في هذه الأيام المباركات . عسي الله أن يقبلنا ويغفر لنا ويرحمنا .
وأستحلفكم بالله الواحد القهار ، خالق الليل والنهار ، باسط الأرض ومجري البحار . وجاعل الجنة دار الأخيار . وعقبي الظالمين النار . أن ترددوا كلمات التوبة الآتية : ـــ
( أستغفر الله العظيم ، أستغفر الله العظيم ، أستغفر الله العظيم ، الغفار الرحيم ، الذي لا اله إلا هو الحي القيوم ، ونتوب إليه ، ونستغفره ، ونسأله التوبة ، والمغفرة ، والنجاة من النار ، توبنا إلي الله ، ورجعنا إلي الله ، وندمنا علي ما فعلنا ، وعزمنا عزما أكيدا ، علي أننا لا نعود إلي ذنب أبدا ، وبرئنا من كل دين يخالف دين الإسلام . رضينا بالله ربا ، وبالإسلام دينا ، وبمحمد صلي الله عليه وسلم نبيا ورسولا . ونشهد أن لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله
اللهم أجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ، ولا مبلغ علمنا ، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير ، وأجعل الموت راحة لنا من كل شر . واجعلنا من التوابين ومن المقبولين ، وممن تقول فيهم وقولك الحق ( ادخلوها بسلام آمنين ) وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ، اللهم صلي علي سيدنا محمد .
وكل عام وحضراتكم وأسركم وذويكم والمسلمون في شتي بقاع الأرض بخير وسلام ، وأمن واطمئنان . وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته …

جزاج الله خير يا قلبي
ماشالله ماشاله ماشالله جد تعجبني مواضيعج
يعطيج العافيه
جزاج الله خير والله يهدي الجميع اميييين.
جزاج الله خير
جزاج الله خير
الله يجزاج خير يارب ولا يحرمنا من هالشعور ياارحم الراحمين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.