تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » التفريق بين الكافر والضال

التفريق بين الكافر والضال

الكافر والضال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اختلف بعضنا في التفريق بين الكافر والضال..
بارك الله فيك شيخنا الفاضل نريد تعريف يفرق لنا بين الكافر والضال..

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيراً .

كل كافر فهو ضال ، ولا عكس .

واليهود والنصارى كُفّار بِنصّ القرآن .

اليهود والنصارى من جُملة الكفّار ، وهم يدخلون دخولاً أولياً في مسمى الشِّرْك والمشركين ، فَهُم مشركون من جهة دعوة غير الله مع الله ، وهم كفّار من جهة الجحود .
فالنصارى يَدْعُون عيسى عليه الصلاة والسلام ، ويَزعمون أنه ابن الله ، أو أنه هو الله .
واليهود تزعم أن عُزيراً ابن الله ، كما نطق بذلك القرآن .

ولذلك كان ابن عمر يقول : لا أعلم من الإشراك شيئا أكبر من أن تقول المرأة : ربها عيسى . وهو عبد من عباد الله . رواه البخاري .

والآيات شاهدة بذلك ناطقة به .
فمن ذلك :
قوله تعالى : (مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ) .

قال البغوي في تفسير الآية : وذلك أن المسلمين كانوا إذا قالوا لحلفائهم من اليهود : آمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم . قالوا : ما هذا الذي تدعوننا إليه بخير مما نحن عليه ، ولوددنا لو كان خيرا . فأنزل الله تكذيبا لهم (مَا يَوَدُّ الَّذِينَ) أي ما يحب وما يتمنى (الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ) يعني اليهود . اهـ .

وقوله عن اليهود خاصة : (وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ) .
وقوله عنهم : (بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ)
والمقصود به هنا اليهود لا غير .

وقوله سبحانه وتعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ) والمقصود بالكافرين هنا : اليهود أيضا .
قال الزمخشري في هذه الآية : (وَلِلْكَافِرِينَ) ولليهود الذين تهاونوا برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وَسَبُّوه . اهـ .
وقوله عنهم أيضا : (هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لأَوَّلِ الْحَشْرِ)
والآيات في بني النضير من اليهود .
قال ابن كثير في الآية : يعني يهود بني النضير . قاله ابن عباس ومجاهد والزهري وغير واحد . اهـ .

وقال عز وجلّ : (أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ) الآية .
فقوله : (الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ) صريح في وصفهم بالكفر ، مع كونهم من أهل الكتاب ، ولم يَخرجوا من دائرة أهل الكتاب .

قال البغوي في تفسير الآية : وهم اليهود من بني قريظة والنضير ، جَعَل المنافقين إخوانهم في الدِّين ، لأنهم كفار مثلهم . اهـ .

وقال تعالى : (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ) .
فوصف أهل الكتاب بالكُفر ، وعَطفهم على المشركين للمغايرة بين الفريقين في الوصف لا في الْحُكم .

ولذلك قال البغوي : (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ) وهم اليهود والنصارى . (وَالْمُشْرِكِينَ ) وهم عبدة الأوثان . اهـ .

ومِن السنة قوله عليه الصلاة والسلام : والذي نفس محمد بيده لا يَسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أُرْسِلْتُ به إلا كان من أصحاب النار . رواه مسلم .

وحديث عدي بن حاتم رضي الله عنه قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وفي عُنقي صَليب من ذهب ، فقال : يا عدي اطرح عنك هذا الوثن ، وسمعته يقرأ في سورة براءة : (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ) قال : أما إنهم لم يكونوا يعبدونهم ، ولكنهم كانوا إذا أحَلُّوا لهم شيئا استحَلّوه ، وإذا حَرَّمُوا عليهم شيئا حَرّمُوه . رواه الترمذي .

والضلال يُطلَق ويُراد به الْكُفر .
قال تعالى : (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ)
وقال عَزّ وجَلّ : (الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآَخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُولَئِكَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ)
وقال جل جلاله : (أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا لَكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ)
إلى غير ذلك من الآيات التي أُطلِق على الكُفر ( ضلال ) .

وقد يُطلَق لفظ الظُّلْم ويُراد به الكفر .
قال تعالى : (فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)
وقال تعالى : (وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ) .

ويُطلَق لفظ الفِسْق ويُراد به الكفر أيضا .
قال تعالى : (وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ)
وقال تبارك وتعالى : (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)

وأما ما جاء في سورة الفاتحة من قوله تبارك وتعالى : (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ) فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : اليهود مغضوب عليهم ، والنصارى ضلال . رواه الترمذي .

ووصف النصارى بالضلال لكونه أوضح وألْصَق بهم .
ووصف اليهود بالمغضوب عليهم لكونه أوضح وألْصَق بهم .
وإلا فإن النصارى ممن غضِب الله عليهم ولعنهم ، واليهود أيضا ضُلاّل من جهة العموم .

قال ابن القيم رحمه الله : النصارى أخَصّ بالضلال لأنهم أمة جهل ، واليهود أخَصّ بالغضب لأنهم أمة عناد . اهـ .

وخُلاصة القول :

أن اليهود والنصارى كُفّار بنص الكتاب والسنة .

ولا يَعني كونهم أهل كتاب أن هذا يَنفعهم أو يُنجيهم في الآخرة ، بل هذا سبب في زيادة في العذاب ، لأنهم أهل كِتاب جاءتهم الرُّسُل ، وأخبروهم بِخبر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وقامتْ عليهم الْحُجَج .

والله تعالى أعلم .

خليجية

شكرااااااااااااااااااا
خليجية
جزاكِ الله خيرا حبيبتي خليجية
خليجية
جزاج الله خير
حياكم الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.