بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين حبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
وهبنا الله سبحانه وتعالى.
.<< فطـــرة سليمـــة … عقـــل… حـــواس >>
– على العاقــــل أن يستخدم هذه المواهب في التعرف على خالقنا وبارئنا..
..قال الله تبارك وتعالى: "إِنَّ في خَلْقِ السَّموات والأرْضِ واخْتِلافِ الليلِ والنّهارِ لآياتٍ لِأولي الأَلبابِ * الذين يَذْكُرون الله قِياماً وقُعوداً وَعلى جُنوبِهم ويَتَفَكَّرون في خلق السمواتِ والأرضِ ربَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطلا سُبْحانك فَقِنا عذابَ النّار". [آل عمران:190-191].
– ألا تحب أن تكــون ممن أثنى الله عليهم؟!
الله سبحانه وتعالى أثنى على عباده الذين يتفكرون في بديع صنعه وعجيب إتقانه، ويتأملون ما حولهم ، فيرجعون النظر، فتمتلئ قلوبهم رهبة وتذللا للخالق العظيم.. وتزداد القلوب خشوعاً ووجلاً..
– وفي المقابل ذم الله سبحانه الذين لا يتفكرون في مخلوقاته الدالة على صفاته وقدرته وعظيم آياته،، وأنكر سبحانه عليهم إعراضهم..فقال:" وَكَأيّن منْ آيةٍ في السََّموات والأرض يمرّون عليها وهُمْ عَنها مُعْرِضون"يوسف15
حذاااااااااار أن تكون ممن ذم الله سبحانه فتكون من الخاسرين..
مهـــــم: الأمر لا يقتصر فقط على التفكر والتأمل والنظر في هذا الكون المنظور ـــ بل يتعداه ـــ إلى التدبر في كتابه المقروء.
*** التأمل والتفكر في خلق الله عبادة غافـــــــــــــــــــل عنها كثير من الناس في زحمة الحياة الزائفة الزائلة..
واعلم …….. (( أن تفكر ساعـــــــة خير من قيام ليلــــــــة))..
تعالوا لنتفكر ساعـــة.. ساعة فقط أو ربما أقل من الساعة.. ونحصل على الأجر العظيم عند الله تعالى –بإذنه-.
والآن بم نتأمل؟
انظر حولك..
أقرب شيء لديك..
ما الشيء الذي بين جنبيك؟؟
.
.
.
((نفســــــــــــــــك))..
تعال سويا نتأمل في نفسي ونفسك.. قال تعالى:" وفي أَنْفسِكمْ أَفلا تُبْصِرون".[الذاريات:21].
لكــــن بشرط……………………………. أن تقرأ وتنظر بعين البصيرة الباطنة لا بالبصر الظاهر.
* تأمل الآن أنت الإنسان العاقل المتصرف بأمورك مــــا منشـــأك؟ ما بدايتك؟
أتعلــــــم أن بدايتي وبدايتك هي قطرة من ماء مهين ضعيف مستقذر لو مرت بها ساعة من الزمان فسدت وأنتنت..
– انظر كيف استخرجها رب الأرباب العليم القدير من بين الصلب والترائب منقادة لقدرته، مطيعة لمشيئته..
– انظر كيف قدّر لها قراراً مكيناً.. ثم قلب تلك النطفة البيضاء المشرقة علقة حمراء تضرب إلى السواد، ثم جعلها مضغة لحم مخالفة للعلقة في لونها وحقيقتها، ثم جعلها عظاماً مجردة لا كسوة عليها، مباينة للمضغة في شكلها وهيئتها وقدْرها وملمسها ولونها..
>>>>>>> فمن هذا صنعه في قطرة ماء…….. فكيف صنعه في ملكوت السموات وشمسها وقمرها وكواكبها.. و.. !!!
* أنا وأنت كنا في بطون أمهاتنا .. لا يد تنالنا ولا بصر يدركنا ولا حيلة لنا في التماس الغذاء ولا في دفع الضرر..
من أجرى لنا من دم أمهاتنا ما يغذونا؟
من أهاج الطلق بأمك؟
من فتح له بابه حتى ولجت ، ثم ضمه عليك حتى حُفظت وكمُلت؟ ثم من فتح لك الباب ووسعه حتى خرجت منه كلمح البصر؟!!
>>> أنا وأنت خرج كل واحد منا فريدا وحيدا ضعيفا لا قشرة ولا لباس ولا متاع ولا مال .. من قلب لك الدم لبنا ليغذوك؟
من عطّف عليك قلب الأم ووضع فيه الحنان العجيب والرحمة الباهرة حتى تكون –أنت- في أهنأ ما يكون من شأنها وراحتها ومقليها؟!
والآن أخي الغالي.. أختي الغالية.. ماذا نتأمل أيضاً؟؟
والله إنني لا أدري ما أسطر.. الموضوع عميييييق.. تعال لنغرف سوياً شيئا منه..
تعال لنتأمل عظامنا..
تذكر……..(( أنت تقرأ وترى بعين ماذا؟؟!))
[ تركيـــب العظـــام]
من قدرها بأشكال وتقادير مختلفة.. منها الصغير والكبير.. الطويل والقصير.. المنحني والمستدير.. الدقيق والعريض.. المصمت والمجوف..
كيف ركب بعضها في بعض؟
من جعل بينها مفاصل حتى تتيسر حركتنا؟ كيف شد أسر تلك المفاصل والأعضاء وربط بعضها ببعض بأوتار ورباطات …
من جعل في أحد طرفي العظم زوائد خارجة عنه، وفي الآخر نقرا غائصة فيه مُوافقة لشكل تلك الزوائد لتدخل فيها وتنطبق عليها..
فإذا أردت أنت أن تحرك جزءً من بدنك لم يمتنع عليك…………
[ الحلـــق]
من جعل في الحلق منفذين>> أحدهما: للصوت وللنَّفس الواصل إلى الرئة. والآخر: للطعام والشراب وهو المرئ الواصل إلى المعدة.
.. وجعل بينهما حاجزاً يمنع عبور أحدهما في طريق الآخر، فلو وصل الطعام من منفذ النَّفس إلى الرئة لهلكنا؟
[ مروحـــة القلـــب]
ومن جعل الرئة مروحة للقلب تُرّوح علية لا تني ولا تفتر، لكيلا تنحصر الحرارة فيه فيهلك.
[ المعـــدة]
من جعل المعدة كأشد ما يكون من العصب لأنها هُيِّئت لطبخ الأطعمة وإنضاجها، فلو كانت لحما غضاً لانطبخت هي ونضجت، فجُعلت كالعصب الشديد لا تنهكها النار التي تحتها؟
[ المـــخ]
من حصّن المخ اللطيف الرقيق في أنابيب صُلبة من العظام ليحفظها ويصونها، فلا يفسد ولا يذوب؟
[ الـــدم]
ومن جعل الدم السيّال محبوسا محصورا في العروق لينضبط فلا يجري؟
[الأظفــــار]
ومن جعل الأظفار على أطراف الأصابع وقاية لها وصيانة من الأعمال والصناعات؟
[ الفخـــذان والوركـــان]
ومن جعل على الفخذين والوركين من اللحم أكثر مما على سائر الأعضاء ليقيها من الأرض فلا تألم عظامُها من كثرة الجلوس كما يألم من قد نحل جسمه وقل لحمه من طول الجلوس؟
[ مـــاء العيـــن والأذن والفـــم]
ومن جعل ماء العين مالحا يحفظها من الذوبان، وماء الأذن مراً يحفظها من الذباب والهوام والبعوض، وماء الفم عذبا يدرك به طعوم الأشياء فلا يخالطها طعم غيرها؟
[ باب الخـــلاء في الإنســـان]
ومن جعل باب الخلاء في الإنسان في أستر موضعٍ منه، ليس بارزاً من خلفه ولا ناشزاً بين يديه، بل مُغيَّبٌ في موضع غامض من البدن يلتقي عليه الفخذان بما عليهما من اللحم متوارياً، فإذا جاء وقت الحاجة وجلس الإنسانُ لها برز ذلك المخرج للأرض؟!!
[ الريـــق]
ومن جعل الريق يجري جرياً دائما إلى الفم لا ينقطع عنه ليبل الحلق واللهوات، ويسهل الكلام ويسيغ الطعام؟
وأعظم من ذلك انظر إلى بعض ما خصك به الله وفضلك به على البهائم المهملة، إذ خلقك على هيئة
تنتصب قائماً
وتستوي جالساً
، وتستقبل الأشياء ببدنك، وتقبل عليها بجملتك فيمْكِنُك العلم والصلاح والتدبير، ولو كنت كذوات الأربع المكبوبة على وجهها لم يظهر لك فضيلة تميز واختصاص..
أخي الغــالي ..
أختي الغاليــة..
اعلم أن السابق ما هو إلا قطرة من بحرٍ عميق..
فإن هناك الكثير والكثير من العجائب والغرائب في أجسامنا وفي خلقنا
سبحــــــــــــــــــــــان من خلقنا في أحسن تقويم
سبحــــــــــــــــــــــان من احكم خلقنا
أفلا ترى أن الصنعة الإلهية كيف سلبت وجوه الخطأ والمضرة، وجاءت بكل صواب وكل منفعة وكل مصلحة؟!!
قل لي بارك الله فيك..
لو اجتمعت الإنس والجن على أن يخلقوا سمعا أو بصرا أو عقلا أو علما أو روحا – بل عظما واحدا من أصغر عظامنا ، بل عرقا من أدق عروقنا، بل شعرة واحدة لعجزوا عن ذلك..
بل ذلك كله آثار صنع الله الذي أتقن كل شيء في قطرة من ماء مهين ..
ــــ فتبارك الله أحسنُ الخالقين الذي وسعت حكمته كل شيء ــ
ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار ياعزيز ياغفار
إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت، وضاقت عليك نفسك بما حملت فاهتفي … يا الله
لا إله إلا الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم
منقول