|
لا يمكن تخيل سعادة أي سيدة عندما تعلم بأنها حامل وتنتظر مولوداً جديداً, ولكن ما الذي سيحدث إذا لم يقدر لهذا الحمل بالنجاح, وتم الإجهاض اللاإرادي أو التلقائي الذي يكون في الأسابيع الأولى من الحمل أي ضمن الثلاثة أشهر الأولى من الحمل, فالظروف ستتغير وسيصبح الوضع معاكس تماماً, وسينتاب الأم نوبة من الحزن والأسى لا يمكن تخيلها أيضاً.
وغالباً ما تشعر معظم السيدات بالاضطراب والقلق والحزن وفقدان الثقة والشعور بالفشل والإحباط, بعد موجة كبيرة من مشاعر البهجة والفرح والثقة نتيجة الشعور بأعراض الحمل, علماً أن نسبة كبيرة من الحوامل يفقدن الجنين في الشهور الأولى من الحمل ويحدث الإجهاض لحالة من كل 6حالات حمل مؤكد.
ولكن في الحقيقة إن نسبة الإجهاض أعلى من ذلك بكثير, لأن الكثير من حالات الإجهاض تحدث مبكرة جداً وقبل تشخيص الحمل, وعند النزيف نتيجة الإجهاض قد تعتقد المريضة بأن هذه أعراض الدورة الشهرية؛ ولدى إضافة هذه الحالات على النسبة السابقة قد تصل نسبة الإجهاض الجديدة إلى 50 أو 60% من جميع حالات الحمل.
وعندما يكون الإجهاض مسبوق بنزف بسيط ويتبع ذلك تقلصات رحمية متكررة في أسفل البطن ويتزايد النزيف والألم , تسمى هذه الحالة بالإجهاض المنذر, وربما تذهب السيدة الحامل إلى الطبيب في زيارة روتينية للاطمئنان على الحمل وصحة الجنين, فيظهر للطبيب غياب مظاهر الحياة من الجنين, وتسمى هذه الحالة بالإجهاض المنسي.
وإن السبب الرئيسي لتعرض المرأة للإجهاض في الفترة المبكرة من الحمل يمكن أن يكون وجود جنين غير سوي نتيجة اختلال في تركيب الجنين, أو تشوه تكويني نتيجة للتعرض لمؤثرات خارجية, ويصعب على الأطباء اكتشاف مثل هذه الأمور, ولكن جسم المرأة أكثر معرفة ودقة ويكتشف ذلك في معظم الحالات, مما يؤدي إلى رفضه للحمل وبالتالي سقوطه في مرحلة مبكرة.
وبعد التأكد من أن عملية الإجهاض قد تمت بشكل كامل بغض النظر عن الأسباب التي أدت إلى هذه الحالة, ينصح بإجراء عملية بسيطة لتفريغ محتويات الرحم تحت مخدر عام, وتأتي أهمية هذه العملية من أجل مستقبل الإنجاب, لتفادي المضاعفات كالنزف الشديد أو الميكروبات التي تغزو الأعضاء التناسلية الداخلية مما يهدد بانسداد البوقين.
والجدير بالذكر أن الإجهاض التلقائي يمكن اعتباره نعمة وليس نقمة لأن الجسم يتخلص من الأجنة الغير سوية ويحتفظ بالحمل الطبيعي, ويمكن للجسم أن يعود إلى وضعه الطبيعي بعد أيام قليلة من الإجهاض ومن إجراء عملية تفريغ محتويات الرحم, وقد تشعر المرأة بحاجتها إلى الحمل بالسرعة الممكنة ولكن ينصح بالتريث لمدة شهرين على الأقل, كي تأخذ فرصة وتحصل على الراحة النفسية والجسدية, أما إذا حدث الحمل مباشرة بعد الإجهاض فلا يوجد أي ضرر من هذه الحالة.
وتكون فرصة استمرار الحمل الذي يلي الإجهاض عالية جداً أكثر من 90%, ولكن النسبة تتناقص تدريجياً كلما تكرر الإجهاض ورغم هذا تبقى الفرصة كبيرة في جميع الأحوال, وبمجرد الإحساس بوجود حمل جديد يفضل مراجعة الطبيب فوراً وإجراء الفحوصات الضرورية للتأكد من سلامة الحمل والجنين.
الله يثبت حمل كل حامل يا رب، ويرزقكم بالذرية الصالحة
ام هاجر