تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » الأسباب العلمية لصيام الايام البيض

الأسباب العلمية لصيام الايام البيض

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل زادك الله علما وأثابك خيرا وثبتك وأيدك
وجعل عملك هذا حجة لك لا عليك
من السنة صيام الأيام البيض "15,14,13" وقد حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على صيامهن …. يقول البعض أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرنا بهذا الصيام لأن نفسية الإنسان تتغير فيها ويصبح مزاجه عصبيا بعض الشيء لذلك نصومهن
أحسن الله إليك وجزاك خيرا

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

هذا القول له حظّ من النظر ، إلاّ أنه ناقص ؛ لأن المقصد الأعظم من الصيام هو القُرْبَة على الله ، ولذلك جاء الحثّ على صيام ثلاثة أيام من كل شهر ، وإن كانت غير أيام البِيض ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم ثلاثة أيام من كل شهر . وسُئلت عائشة رضي الله عنها : من أيِّـه كان يصوم ؟ قالت : كان لا يُبالي مِن أيِّـه صام . رواه أبو داود والترمذي والنسائي .

ومن أجل ذلك فإن أفضل الحجامة ما يكون في الـ (17 ) أو (19 ) أو (21) من كل شهر هجري ؛ لأن الدم حينئذ يكون بعد فترة انتصاف الشهر ، وتحرّك الدم ، ويُستفاد منه أن الدم يتحرك ويهيج في منتصف الشهر عند اكتمال القمر .

قال ابن القيم عن الحجامة : وتُستحب في وسط الشهر، وبعد وسطه . وبالجملة ، في الربع الثالث من أرباع الشهر ، لأن الدم في أول الشهر لم يكن بعدُ قد هاج وتَبَيَّغَ ، وفى آخره يكون قد سَكَن ، وأما في وسطه وبُعَيْدَه، فيكون في نهاية التَّزَيُّدِ .

وقال ابن القيم حول السر في كون الحجامة في أيام ( 17 ، 19 ، 21 ) من الأشهر الهجرية بعد أن ذكر حديث : " من احتجم لسبع عشرة أو تسع عشرة أو إحدى وعشرين كانت شفاء من كل داء "
قال :
وهذا معناه من كل داء سببه غلبة الدم ، وهذه الأحاديث موافقة لِمَا أجمع عليه الأطباء أن الحجامة في النصف الثاني وما يليه من الربع الثالث من أرباعه أنفع من أوله وآخره

وحول علاقة القمر بحركة المد والجزر

قال ابن القيم رحمه الله :

ونحن لا نُنكر ولا ندفع أن الزرع والنبات لا ينمو ولا ينشأ إلاَّ في المواضع التي تطلع عليها الشمس ، ونحن نعلم أيضا أن وجود بعض النبات في بعض البلاد لا سبب له إلا اختلاف البلدان في الحرّ والبرد الذي سببه حركة الشمس وتقاربها في قربها وبعدها من ذلك البلد ، وأيضا فإن النخل ينبت في البلاد الحارة ولا ينبت في البلاد الباردة ، وشجر الموز لا ينبت في البلاد الباردة ، وكذلك ينبت في البلاد الجنوبية أشجار وفواكه وحشائش لا يعرف شيء منها في جانب الشمال وبالعكس ، وكذلك الحيوانات يختلف تكونها بحسب اختلاف حرارة البلاد وبرودتها ، فإن النسر والفيل يكونان بأرض الهند ولا يكونان في سائر الأقاليم التي هي دونها في الحرارة ، وكذلك غزال المسك والكركند وغير ذلك ، وكذلك لا ندفع تأثير القمر في وقت امتلائه في الرطوبات حتى في جزر البحار ومدّها ، فإن منها ما يأخذ في الازدياد من حين يفارق القمر الشمس إلى وقت الامتلاء ، ثم إنه يأخذ في الانتقاص ولا يزال نقصانه يستمر بحسب نقصان القمر حتى ينتهي إلى غاية نقصانه عند حصول المحاق ، ومن البحار ما يحصل فيه المد والجزر في كل يوم وليلة مع طلوع القمر وغروبه وذلك موجود في بحر فارس وبحر الهند وكذلك بحر الصين ، وكيفيته أنه إذا بلغ القمر مشرقاً من مشارق البحر ابتدأ البحر بالمدّ ، ولا يزال كذلك إلى أن يصير القمر إلى وسط سماء ذلك الموضع فعند ذلك ينتهي منتهاه ، فإذا زال القمر من مغرب ذلك الموضع ابتدأ المدّ من تحت الأرض ، ولا يزال زائدا إلى أن يصل القمر إلى وتد الأرض فحينئذ ينتهي المدّ منتهاه ، ثم يبتدئ الجزر ثانيا ، ويرجع الماء كما كان … وكذلك الأخلاط التي في بدن الإنسان مادام القمر آخذا في الزيادة فإنها تكون أزيد ، ويكون ظاهر البدن أكثر رطوبة وحُسنا ، فإذا نقص ضوء القمر صارت الأخلاط في غور البدن والعروق وأزداد ظاهر البدن يبساً ، وكذلك ألبان الحيوانات تتزايد من أول الشهر إلى نصفه فإذا أخذ القمر في النقصان نقصت غزارتها … وكذلك الإنسان إذا نام أو قعد في ضوء القمر حدث في بدنه الاسترخاء والكسل وهاج عليه الزكام والصداع ، وإذا وُضعت لحوم الحيوانات مكشوفة تحت ضوء القمر تغيرت طعومها وتعفّنت … وأصحاب الغِراس يزعمون أن الأشجار والغروس إذا غُرست والقمر زائد الضوء كان نشؤها وكمالها وإسراعها في النبات أحمد من التي تُغرس في محاقه وذهاب نوره ، وكذلك تكون الرياحين والبقول والأعشاب من الاجتماع إلى الامتلاء أزيد نشوءاً وأكثر نموا ، وفي النصف الثاني بالضد من ذلك ، وكذلك القثاء والقرع والخيار والبطيخ ينمو نموا بالغا عند ازدياد الضوء ، وأما في وسط الشهر عند حصول الامتلاء فهناك يعظم النمو حتى يظهر التفاوت لِلحِسّ في الليلة الواحدة … إلى غير ذلك من الوجوه التي تؤثر فيها الشمس والقمر في هذا العالم … في كلام له طويل جميل ناقش فيه الفلاسفة والملاحدة في كتابه النافع الماتع " مفتاح دار السعادة " .

وقبل سنوات سألت شيخنا الشيخ عبد الكريم الخضير – وفقه الله وحفظه – عن هذه المسألة وعن الأسباب التي لم يجعلها الشارع أسبابا ، وأشرت إلى كلام ابن القيم في مسألة الحجامة ، وما يعتقده بعض المزارعين بل ويعملون به ويرون نتائجه ؛ من أنهم إذا زرعوا الزرع أو رَمَوا البذر في موسم مُعين أو في نجم مُعيّن كان الزرع جيدا والأشجار مُثمرة .
ولو تخلّف عن الوقت يوماً لما كان كالذي زُرع أو غُرس في الموسم أو النجم المحدد .

فكان مما قال :
الأسباب منها أسباب شرعية ومنها أسباب طبيعية
فالأسباب الطبيعية ما عُرف أنها أسباب ، كالإحراق بالنسبة للنار ، والحرارة بالنسبة للشمس ، ونحو ذلك .
ولا ينبغي أن يُعوّل على هذه لئلا تتعلّق بها النفوس .
وإن كان سكان السواحل يلحظون ذلك ويلمسونه ويعرفونه .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد

جزاك الله خير حبيبتي ..
مشكوره الطرح
جزاج الله خير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.