تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » أول ليلة في القبر

أول ليلة في القبر

لفضيلة الدكتور الشاب بلال الحناوي
امام مسجد النبراس بأوكرانيا

إن للـه عبــــــاداً فطنا طلقوا الدنيا وخافـــوا الفتنـا
نظروا فيهــــا فلما علمـوا أنها ليست لِحَـىٍّ وطنــــاً
جعلوها لُجَّــــــة واتخذوا صالح الأعمـال فيهـا سُفْنــا
فالفطناء العقلاء هم الذين عرفوا حقيقة الدنيا ، فحرثوها وزرعوها… وفى الآخرة حصدوها يقول الله تعالى (لا إِلَه إِلا هُو كُلُّ شَئٍ هَالِكُ إِلا وَجْهُه ) وقال جل وعلا: (وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ *وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ *وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ ) وقال تعالى {كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ }آل عمران185 من خلال هذه النصوص الكريمة تلوح لنا قصة الحقيقة الكبرى الحقيقة التي يتكسّر على صخرتها جبروت المتجبرين وعناد الملحدين وطغيان البغاة والمتألهين إنها حقيقة تسربل بها طوعا أوكرها العصاة والطائعون والطغاة والمسالمون والرؤساء والمرؤوسون وكذلك الأنبياء والمرسلون والأصفياء والمقربون ( كل ّنفس ذائقة الموت ) إطلاق لاتقييد فيه وتعميم لامخصّص له وتحدّ ليس للدنيا كلها أن تحد منه فليأت دعاة العلم الحديث وروّاد الغزو الفضائي وليحشدوا كل إمكانياتهم ثم فليخترعوا لنا بعد ذلك برشامة تقينا من غائلة الموت وكرباته فإن فعلوا ذلك فلهم حين إذ أن يقولوا نحن رجال علم ولسنا رجال دين ولهم حين إذ أن يبنوا لأنفسهم في الدنيا جبال الأمل بالبقاء وإلا فحريّ بهم أن يقفوا ليتأملوا في تلك القبور التي سيغيبون في أحشائها وفي تلك التربة التي سيمتدون من تحتها وفي القبضة التي سوف لن ينجو من حكمها
أيها الإخوة :لقد مرّ في معبر هذا الوجود كثير من أولئك الناس الذين بخروا عقولهم ومزقوا نفوسهم فغرقوا في شبر من القوة التي أوتوها أو العلوم التي فهموها أو المخترعات التي اكتشفوها أو الأموال التي جمعوها فظنوا أن بأيديهم ملكوت كل شيء وأن الناس إليهم راجعون ولكن حقيقة الموت سرعان ماانتشلتهم من سكرهم وأوقفتهم في صحو التذلل لقيوم الأرض والسموات فقدموا إلى الله عبيدا أذلاّء كعودة العبد الآبق الهارب يقاد إلى مولاه .ولقد كان من اليسير على الله تبارك وتعالى وهو القادر على كل شيء أن يقي نبيّه محمدا صلى الله عليه وسلم الموت وكرباته ولكن شاء الله بحكمته أن يتجرّع كأس الموت كل أحد مهما كان شديد القرب من الله وذلك لحكمة بالغة وهي أن يعيش الناس كلهم في معنى التوحيد لله عز وجل ولكي لايتمطى إنسان بنفسه عن مستوى العبودية لله عزوجل بعد أن عاش رسول الله خاضعا لحكمها
القبر وما أدراك ما القبر أيها الإخوة إنها الحفرة التي أقضت مضاجع الصالحين فما أصبحت عيونهم تكتحل برقاد, ولا نفوسهم ترتوي من سهاد.. إنها الحفرة التي تنسي أحلى ليلة يمر فيها الإنسان في حياته, إنها الحفرة التي يقول فيها المصطفىصلى الله عليه وسلم: ((القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار)).
إني أبثّك حديثي والحديث له شجون غيّرت موضع رقادي فجافاني السكون
فقل لي بربك أول ليلة في القبر كيف تكون

إنها الحفرة التي يفتن فيها الناس فتنة عظيمة قريبًا من فتنة المسيح الدجال, ففي الصحيحين من حديث أسماء بنت أبي بكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أوحي إلي أنكم تفتنون في قبوركم مثل أو قريبًا من فتنة المسيح الدجال)). أول ليلة في القبر، بكى منها العلماء، وشكى منها الحكماء، وصنفت فيها المصنفات
أتى أبو العتاهية يقول لسلطان من السلاطين، غرته قصوره، وما تذكّر أول ليلة ينزل فيها القبر هذا السلطان بني قصوراً عظيمة في بغداد، فدخل عليه أبو العتاهية يهنئه على تلك القصور فقال له:
عش ما بدا لك سالماً في ظل شاهقة القصور
يجري عليك بما أردت مع الغـدو مع البكـور
ولكن ماذا بعد ذلك: فإذا النفوس تغرغرت بزفير حشرجة الصدور
فهنـاك تعلـم موقنـاً ما كنت إلا فـي غرور
فبكى السلطان حتى أغمي عليه.أول ليلة في القبر.
والله لو عاش الفتى في عمره ألفاً من الأعوام مالك أمره
متنعمـاً فيهـا بكـل لذيـذة متلذذاً فيها بسكنى قصـره
لا يعتريه الهم طـول حياتـه كلا ولا تَرِد الهموم بصدره
ما كان ذلك كله في أن يفـي بمبيت أول ليلـةٍ في قبره
فيا عباد الله:ماذا أعددنا لتلك الليلة والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((القبر روضةٌ من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النار))
ولدتـك أمـك يا ابن آدم باكيـاً والناس حولك يضحكون سروراً
فاعمل لنفسك أن تكون إذا بكـوا في يوم مـوتك ضاحكاً مسروراً
أيها الإخوة: نعيم القبر وعذابه حق لاريب فيه
وقول الله تعالى (حَتَّىٰ إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ ٱلْمَوْتُ قَالَ رَبّ ٱرْجِعُونِ لَعَلّى أَعْمَلُ صَـٰلِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ) وأهمها قول الله تعالى عن آل فرعون(وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا دفن العبد ووضع في قبره وتولى عنه أصحابه إنه ليسمع قرع نعالهم)) قال: ((ويأتيه ملكان فيقعدانه، فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ قال: فأما المؤمن فيقول: أشهد أنه عبد الله ورسوله، قال: فيقال له: انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعداً من الجنة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فيراهما جميعاً، وأما المنافق والكافر فيقال له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: لا أدري، كنت أقول ما يقوله الناس، فيقال له: لا دريت ولا تليت ويضرب بمطارق من حديد ضربة فيصيح صيحة يسمعها كل من في الارض غير الثقلين)) "أي الجن والإنس". وروي عن الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه حيث كان إذا وقف على قبر بكى حتى تبتل لحيته، فقيل له: تُذكر الجنة والنار فلا تبكي وتبكي من هذا. فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((القبر أول منازل الآخرة فإن نجا منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه))
ها هو صلى الله عليه وسلم يعلمنا لنقول ((اللهم إنى أعوذ بك من عذاب القبر ومن عذاب جهنم ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال)) نظرا لأن السعيد هو الذي يختم له بخاتمة الحسنى ويموت على الإيمان والشقي والعياذ بالله هو الذي يختم له بخاتمة الشقاء ويموت على غير ملة أهل الإسلام والمرء يحشر على ما مات عليه كما يقول المصطفى عليه الصلاة والسلام ومن كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة كما يقول المصطفى عليه الصلاة والسلام وقد يقول قائل وهل للموت فتنة؟نعم أيها الإخوة إنها فتنة وأي فتنة (وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ )وما أدراك ما السكرات..! وما أدراك ما الكربات..! فى هذه اللحظات يزداد الهم والكرب، فى لحظات السكرات إذا نمت يا ابن آدم على فراش الموت ورأيت فى غرفتك التى أنت فيها دون أن يرى غيرك، رأيت شيطاناً جلس عند رأسك يريد أن يضلك عن كلمة الإخلاص يقول لك: مُت يهودياً فإنه خير الأديان مُت نصرانياً فإنه خير الأديان. واستدل أهل العلم على ذلك بصدر حديث صحيح رواه الإمام مسلم أن رسول اللـه صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الشيطان يُحضِرُ كل شئ لابن آدم..)). لما استحضرالإمام أحمد جاءت إليه الشياطين لتنادى عليه بهذه الكلمات، قال عبد اللـه ولده: " حضرت وفاة أبى فنظرت إليـه فإذا هو يغرق ثم يفيق ثم يشير بيده ويتكلم ويقول: لا بَعْد..!! لا بَعْد..!!.فلما أفاق فى صحوة بين سكرات الموت وكرباته، قال له ولده عبد اللـه: يا أبتى ماذا تقول؟! تقول: لا بعد، لا بعد..!! قال: يا بنى شيطان جالس عند رأسى عاضٌ على أنامله يقول لى: يا أحمد لو فُتَّنى اليوم ما أدركتك بعد اليوم وأنا أقول له: لا بعد، لا بعد حتى أموت على لا إله إلا اللـه.فإذا كنت حقا من المؤمنين الصادقين.. من الموحدين المخلصين وجاءتك الشياطين ثبتك رب العالمين وأنزل إليك ملائكة التثبيت، كما فى حديث البراء بن عازب أن النبى صلى الله عليه وسلم أخبر: ((أنَّ المؤمن إذا نام على فراش الموت جاءته ملائكة بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس، معهم كفنُُ من أكفان الجنة وحنوطٌ من حنوط الجنة فيجلسون من المؤمن مُدَّ البصر حتى يأتى ملك الموت فيجلس عند رأسه وينادى على روحه الطيبة وهو يقول: أيتها الروح الطيبة اخرجى حميدة وابشرى بروحٍِ وريحان وربٍ راضٍ عنك غير غضبان، فتخرج روح المؤمن سهلة سلسة كما يسيل الماء من فِىِّ السقاء فلا تدعهـا الملائكــة فى يد ملك الموت طرفة عين، ثم ترقى بها إلى اللـه جل وعلا..))هكذا أيها الإخوة (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ)ولقد سجل اللـه هذه البشارة للموحدين فى قرآنه العظيم فقال تعالى( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ *نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ *نُزُلا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ ) وقال تعالىخليجية

يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ ) قال ابن عباس: القول الثابت هو لا إله إلا اللـه فى الحياة الدنيا وفى الآخرة ويضل اللـه الظالمين ويفعل اللـه ما يشاء. ولنا في هذه الدنيا قصص ونماذج نأخذ منها العبرة والاتعاظ فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعاني على فراش الموت فلما رأت فاطمة رضي الله عنها ما به من الكرب الشديد قالت: واكرب أبتاه، فقال لها: ((ليس على أبيك كربٌ بعد اليوم)).
وهذا عبد الله بن جحش عندما خرج لمعركة أحد دعا الله عز وجل قائلاً: (يا رب إذا لقيت العدو فلقني رجلاً شديداً بأسه، شديداً حرده فأقاتله فيك، ويقاتلني، ثم يأخذني ويجدع أنفي وأذني، فإذا لقيتك غداً، قلت يا عبد الله من جدع أنفك وأذنك، فأقول: فيك وفي رسولك، فتقول صدقت. وبعد المعركة رآه بعض الصحابة مجدوع الأنف والأذن كما دعا.
وكان بلال بن رباح حين حضرته الوفاة تقول زوجه وابلالاه وحزناه وكرباه فكان يقول لها بل واطرباه اليوم ألقى الأحبة: محمداً وصحبه.
وعندما حضرت الوفاة معاذ بن جبل قال: مرحباً بالموت زائر مغيب، وحبيب جاء على فاقة، اللهم إني كنت أخافك، فأنا اليوم أرجوك، اللهم إنك تعلم أني لم أكن أحب الدنيا لجري الأنهار ولا لغرس الأشجار، ولكن لظمأ الهواجر ومكابدة الساعات، ومزاحمة العلماء عند حِلَقَ الذكر
ولما احتضر عمر بن عبد العزيز قال لمن حوله: أخرجوا عني فلا يبق أحد. فخرجوا فقعدوا على الباب فسمعوه يقول: مرحباً بهذه الوجوه، ليست بوجوه إنس ولا جان، ثم قال: تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً والعافية للمتقين ثم قُبض رحمه الله.ولما حضرت الوفاة أبا الوفاء بن عقيل بكى أهله، فقال لهم: لي خمسون سنة أعبده، فدعوني أتهيّء لمقابلته. قال أنس بن مالك: ألا أحدثكم بيومين وليلتين لم تسمع الخلائق بمثلهن.أول يوم يجيئك البشير من الله، إما برضاه وإما بسخطه.واليوم الثاني يوم تعرض فيه على ربك أخذاً كتابك إما بيمينك وإما بشمالك.وأول ليلة: ليلة تبيت فيها بالقبر.والليلة الثانية: ليلةٌ صبيحتُها يوم القيامة
وقال المزني دخلت على الشافعي في مرضه الذي مات فيه فقلت كيف أصبحت؟ فقال: أصبحت من الدنيا راحلاً، ولإخواني مفارقاً، ولكأس المنية شارباً، ولسوء عملي ملاقيا. وعلى الله تعالى وارداً، فلا أدري: روحي تصير إلى الجنة فأهنيها أو إلى النار فأعزيها. ثم بكى وقال :
ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي جعلت رجائي نحو عفوك سلّما
تعاظمني ذنبي فلما قرنته بعفوك ربي كان عفوك أعظما
ثم مات رحمة الله عليه نعم هذه صورة وفاة من اغتنم الدنيا وعرف حقيقتها فعرف أن ما عند الله خير وأبقى وأن الدنيا زوال فقارنو الدنيا بالأخرة فاختارو الآخرة فموضع شبر في الجنة تعدل الدنيا وما فيها ان كانت لك الدنيا وما فيها فاذا كنت تجيد الحسبة فاحسبها جيدا قبل فوات الأوان
وبالمقابل أيها الإخوة فإن صور النهايات البائسة لبعض الناس كثيرة جدا منها ذكره بعض أهل العلم أن رجلا حضرته الوفاة فجعل أبناؤه يلقّنونه لاإله إلا الله فلا يستجيب ثم استيقظ من إحدى غفواته وقال لهم أحضروا لي المصحف فاستبشر الأبناء وجاؤا له بالمصحف فنظر إليه وقال لهم أشهدكم بأني كفرت برب هذا المصحف ومات بعد ذلك والعياذ بالله فكان هذا الرجل مصرا على الكبائر تاركا للصلاة يتعامل بالربا( ولايظلم ربك أحدا)

وهذا شاب آخر قد ألهب صوت المسجل في سيارته بالغناء الأجنبي والموسيقا الصاخبة يفحط ويشفط في سيارته على أبواب المدارس يؤذي بنات المسلمين فانقلبت سيارته واشتعلت وهب الناس إليه وهرع إليه رجل صالح فوجد نصفه السفلي قد تفحم فجعل يلقنه الشهادة ولكنه استمر يغني الأغنية الأجنبية ومات على ذلك فلا حول ولاقوة إلا بالله وهؤلاء ثلة من الشباب الصايع الضائع يعاكسون البنات ويستدرجوهنّ إلى المزارع والمكاتب ثم يتحولون بعد ذلك إلى ذئاب مفترسة لاتمل من الخنا هداهم الله وفي يوم من الأيام اجتمع الأصدقاء على مثل ذلك وخرج أحدهم بسيارته ليأتيهم ببعض الطعام والشراب وكان مسرعا جدا مخافة أن يسبقه زملاؤه إلى جهنم وبئس المصير فانقلبت سيارته بقدرة الله تعالى واحترقت فهرع الناس إليها فوجدوه في النفس الأخير وهو يقول :ماذا أقول له ؟ماذا أقول له ؟ فقالوا من؟ قال الله ثم فارق الحياة والعياذ بالله فيا أيها الأخ الكريم لنتعوذ بالله تعالى من فتنة المحيا والممات ولنعمل جاهدين على أن نبقى طيلة حياتنا مستعدين لتلك اللحظة التي يثبّت الله بها أوليائه ويخذل بها أعدائه ولنتذكر دائما هاذم اللذات الموت قال عليه الصلاة والسلام ((أكثروا من ذكر هادم اللَّذات)) حديث صحيح رواه الترمذى والنسائى والبيهقى والحاكم وغيرهم من حديث ابن عمر رضي الله عنهما
اللهم اجعل قلوبنا في هواك وأعمالنا في تقواك وأرواحنا في نجواك وأوزعنا شكر نعماك والصبر على بلواك أقول هذا القول وأستغفر الله العظيم

نذكرك الموت هادم اللذات قبل ان تندم على تفريطك في صلواتك وتضييع أوقاتك يوم لا ينفع الندم (أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير) فاطر 36
تنبه قبل الموت ان كنت تعقل أليس هذا هو حالنا وحال أكثرنا نوم عن الصلوات وتجرأ على المعاصي والمنكرات هل أنت راض عن حالك وهل انت مستعد للموت لو اتاك اليوم؟
يا غافلا تتمادى غدا عليك ينادى فاتقو الله عباد الله واعتبرو بمن مضى من القرون وانقضى واخشو مفاجئة القضا
من حمل نعشا اليوم سوف يحمل يوما على الأكتاف ومن دخلها زائرا سيدخلها ولن يخرج منها
(أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم الينا لا ترجعون)
دنا الأجل، فهل أعددت لأول ليلة؟ يا شاباً غره شبابه وطول أمله، اسأل الله ان يوقظ نفسي وإياكم من رقدة الغافلين،و أدعو الله ان يحشرنا و إياكم في زمرة المتقين.
ونختم كلامنا بجملتين فضعهما نصب عينيك

ولدتك أمك يابن آدم باكياً والناس حولك يضحكون سرورا
فاعمل لنفسك أن تكون إذا بكوا في يوم موتك ضاحكاً مسرورا

الله يجزاش خير ويجعله في ميزان حسناتش
خليجية
جزاك الله كل خيرعلى طرحك المفيدوجعله الله شاهدالك لاعليك وكان بميزان حسناتك
اللهم اجعل قبري روض من رياض الجنة انا واهلي وذريتي وسائر المسلمين والمسلمات

مشكورة عالموضوع الحلو

هذا من طيب أصللك

اللهم ارحمنا يارب العالمين

بارك الله فيكم

قال معاذ – رضي الله عنه – وأرضاه..

وكانت ساعة احتضاره بليل، فقال لابنه: أصبحنا؟

قال: ليس بعد.

ثم سأله مرة ثانية: أصبحنا؟

قال: ليس بعد

ثم سأله مرة ثالثة: أصبحنا؟

قال: نعم.

قال: أعوذ بالله من ليلة صبيحتها إلى النار.. أعوذ بالله من ليلة صبيحتها إلى النار..

ثم أخذ يدعوا ربه ويناجيه ويقول: اللهم إنك تعلم أني كنت أخافك، أنا الآن أرجوك.. اللهم إنك تعلم أني كنت أخافك، أنا الآن أرجوك.

اللهم إنك تعلم أني لم أكن أحب الدنيا لطول البقاء ولا لجري الأنهار ولا لغرس الأشجار ولكن لصيام الهواجر وقيام الليل ومجالسة العلماء..

((اللهم إنى أعوذ بك من عذاب القبر ومن عذاب جهنم ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال))
مشكوووره الغاليه والله يجااازيج الجنه اللهم اميين
اللهم احسن خاتمتنا واجعل اخر كلامنا اشهد ان لاالآه الاالله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.