|
تتم كل العمليات التنظيرية للبطن تحت التخدير العام , بعكس بعض العمليات التنظيرية للمفاصل (كالركبة مثلا) التي يمكن إجرائها تحت التخدير العام أو التخدير الظهري . وكما في أي عمل طبي تعتبر النظافة والتعقيم أهم الخطوات لأجراء هذه العمليات لتفادي حدوث التهابات ما بعد العملية لا سمح الله والتي تعتبر قليلة الحدوث مقارنة بالعمليات المفتوحة.
أسباب تفوق وتفضيل إجراء العمل الجراحي بالمنظار بدل الإجراء الاعتيادي (الفتح الكامل) بأذن الله :
- التقليل الكبير جدا لآلام ما بعد العملية
- لتقليل الكبير جدا لاحتمالات حدوث التهابات ما بعد العملية
- لتقليل الكبير جدا للفترة التي يحتاجها المريض للعودة لحياته الطبيعية.
- التقليل الكبير جدا لبقاء المريض بالمستشفى
- التقليل الكبير جدا للتشوهات والندبات الناتجة عن العمليات المفتوحة .
وللتبسيط سأقوم بتقسيم هذه العمليات إلى أقسام رئيسية لكل منهما غرض تشخيصي وعلاجي:
- مناظير البطن
وتتم من خلال فتحة صغيرة على الجلد فوق أو تحت الصرة يتم من خلالها نفخ البطن بغاز ثاني أوكسيد الكربون لدرجة معينة (النفخ يعمل فراغ وحيز للمشاهدة ولإجراء العمل الجراحي) ومن ثم يتم إدخال كاميرا تنظير ورؤية الجهاز الهضمي من خلال ما تنقله الكاميرا على شاشة تلفزيون يمكن متابعتها بالعين المجردة (ولك أن تتخيل أخي القارئ حجم المعلومات والتشخيص الممكن الحصول عليه بهذه الوسيلة الفذة ) .ويلجأ لعمل المنظار التشخيصي للبطن في حالات معينة يحددها الطبيب المتابع للحالة , أو لأخذ عينة من منطقة معينة بالكبد أو من ورم في أي منطقة داخل الغشاء البريتوني للبطن .
ووصل استخدام المنظار لإراء العمليات العلاجية لدرجة متقدمة جدا يمكن القول انه يمكن إجراء تقريبا أي عملية بالطريقة التقليدية المفتوحة عن طريق المنظار وذلك بأحداث شقوق إضافية يتم من خلالها إدخال أدوات جراحية خاصة (كأدوات الجراحة العادية ولكنها صنعت بشكل خاص يمكن استخدامها من خلال فتحات صغيرة ، مقصات ملاقط قواطع وموصلات ….) والحقيقة لولا أن الله سبحانه وتعالى هدانا لتطوير هذه الأدوات وتصنيعها بطريقة يمكن استخدامها من خلال هذه الفتحات لما كان لنا ما وصلنا إليه من تطور وراحة في إجراء العمليات بالمنظار .
ولك أخي الكريم أن تتخيل مدى أهمية وميزة إجراء العمل الجراحي بالتنظير حيث يكفي القول أن عملية تحتاج لفتح بطن بطول لا يقل عن 20 سم يتم إجرائها من خلال 3 أو 4 فتحات لا يتعدى الواحد منها 1 سم , وكيف ستقل الآلام ونسبة حدوث التهابات وكيف سيكون شكل البطن وسرعة الشفاء أن شاء الله ……الحمد لله على هذه النعمة .
وسوف أقوم بوضع صور توضيحية والتعليق عليها لأهم عمليات المنظار الجراحية الشائعة .
عملية استئصال الزائدة الدودية
سابقا كانت تجرى من خلال فتحة على الجهة السفلية اليمنى للبطن بطول لا يقل تقريبا عن 7 سم وتوضح الصورة التالية آثار الجراحة بعد عملية مفتوحة لاستئصال الزائدة الدودية :
وكيف يتم استئصالها بالمنظار :
من خلال فتحتين لا يتعدى الواحد منهما 7 مم وفتحة للكاميرا:
عملية استئصال المرارة
سابقا كانت تجرى من خلال فتحة طويلة على الجهة العلوية اليمنى للبطن بطول لا يقل تقريبا عن15 سم ولك أخي القارئ أن تتخيل مدى الألم ونسبة حدوث الالتهابات العالية بعد عملية مفتوحة لاستئصال المرارة . ومع تطور الجراحة بالمنظار يتم حاليا وبسهولة من خلال هذه الأربع فتحات الصغيرة يتم استئصال المرارة بالمنظار :
وهنا يشاهد البطن بعد مرور فترة من الزمن والتئام الجروح بعد عملية استئصال المرارة بالمنظار :
عمليات الفتق بأنواعها
والتي مازالت تجرى بالطريقة المفتوحة ولكن أيضا أصبح بالإمكان إجرائها بالمنظار وتقريبا لكل أماكن تواجدها بالجسم وبكل نجاح.
وبدلا من عمل شقوق كبيرة على الجسم يتم بالعادة عمل ثلاث فتحات صغيرة جدا لا يتعدى طول الواحد منها 1 سم وتستخدم هذه الفتحات لإدخال الأدوات التنظيرية الجراحية المختلفة أو إدخال الشبكات الخاصة بإصلاح بعض أنواع الفتوق وكذلك إدخال الدباسات الخاصة بها .
- وتختلف أماكن هذه الفتحات بحسب وجود الفتق واحتياجات الجراح ولكن بالمحصلة النهائية لن تتعدى الثلاث أو أربع فتحات وكما ذكرت لن يتعدى طول الواحد منها 1 سم .
عمليات البدانة كربط المعدة والتي تتم بكل سهولة .
استئصال أورام الجهاز الهضمي بمختلف أماكن تواجدها كأورام القولون والمعدة والكبد والبنكرياس …. والتي كان يلزم لإجرائها عمل شق جراحي طويل من اسفل عظم الصدر مرورا بالصرة حتى اسفل البطن ولكن وبحمد الله اصبح بالإمكان عمل أغلب هذه العمليات عن طريق عمل أربع فتحات صغيرة (الفتحة الواحدة 1 سم) مع فتحة واحدة إضافية لا تتعدى 3-4 سم على جهة يحددها الجراح على البطن لاستخراج الورم منها .
يتبــــــــع ….
وأشهرها عمليات تنظير الركبة التي كانت تتم بالسابق من خلال إجراء شق كبير على الركبة لا يخلو من حدوث مشاكل بعد العملية للمريض. أما الآن فاصبح تنظير الركبة بسهولة يمكن للمريض الذهاب بنفس اليوم بعد ذهاب آثار التخدير للمنزل .
ويكفي لإجراء تنظير الركبة عمل فتحتين لا تتعدى الواحدة منهم النصف سنتيمتر الواحد على الركبة ومن خلالهما يتم إجراء التنظير وكذلك العمل الجراحي لو لزم الأمر من الداخل بالأدوات المخصصة للدخول لتجويف الركبة من خلالهما.
ويمكن في أغلب الأحيان توفير فتح الركبة والذي كما ذكرت لا يخلو من المخاطر .
وبشكل مشابه لتنظير الركبة يمكن أيضا تنظير كل المفاصل الكبيرة بالجسم كمفصل الكتف والكوع والفخذ ….. وإجراء اللازم جراحيا وفي كثير من الأحيان دون اللجوء لفتح المفصل كامل .
العمليات الجراحية للجهاز التنفسي والقلب
قديما كان يتم فتح الصدر جانبيا من الجهة المراد علاجها لعمل الإجراء الجراحي (استئصال ورم , أو الرئة أو جزء منها , أو حتى بشكل طارئ نتيجة نزيف أو إصابة…).
وبالمناظير الجراحية يمكن إجراء تقريبا كافة الإجراءات الجراحية دون الحاجة لفتح الصدر كاملا بل بعمل فتحات 2-3 جانبية لا يتعدى الواحد منها السنتيمترات.
كذلك أجراء بعض العمليات الجراحية للقلب كاستبدال صمامات القلب أو إصلاح العيوب الخلقية للقلب والتي كان يستلزم لها بالسابق فتح عظم القص طوليا للوصول للقلب والأوعية الدموية.
والتي أصبح بالإمكان عملها بالمنظار أيضا وبكل نجاح ولله الحمد ومن خلال فتحات صغيرة دون الحاجة لشق الصدر .
عمليات الجهاز العصبي والمخ
وطبيعيا مع تقدم علم التنظير الجراحي والوصول للتجويف البطني والصدري بسهولة وأمان أمكن أيضا استغلال ذلك بالوصول للعمود الفقري من داخل الجسم وعمل الإجراءات الجراحية اللازمة دون الحاجة أيضا لعمل فتحات كبيرة على الجسم كالسابق . أيضا تنظير المخ وعمل أدق الجراحات .
العمليات الجراحية للجهاز البولي والتناسلي
تقليديا يتم فتح الخاصرة بطول لا يقل عن 20 سم وذلك مثلا لاستئصال الكلية أو ورم منها أو استئصال الغدة الجاردرقية , ويترك ذلك آثار كبيرة على الجسم .
وحاليا يمكن عمل كل ذلك وأكثر من خلال فتحات صغيرة وبالمنظار .
كذلك يمكن تقريبا إجراء كافة عمليات الجهاز التناسلي الأنثوي من استئصال المبايض والرحم وربط الأنابيب وغيرها ..
منقول للفائدة
وسبحان الله الذي علّم الإنسان مالم يعلم
سبحان الله كل شي تطور
صج خوووش موضوع و معلومات