|
وهي أن أرواح الموتى هل تتلاقى وتتزاور وتتذاكر أم لا؟
هي مسألة شريفه كبيرة القدر وجوابها ان الأرواح قسمان: أرواح معذبة وأرواح منعمة ، فالمعذبة في شغل بما هي فيه من العذاب عن التزاور والتلاقي، والأرواح المنعمة المرسلة غير المحبوسة تتلاقى وتتزاور وتتذاكر ما كان منها في الدنيا ، وما يكون من اهل الدنيا ،فتكون كل روح مع رفيقها الذي هو على مثل عملها ، وروح نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في الرفيق الأعلى .
وهذه المعيه ثابتة في الدنيا، وفي دار البرزخ ، وفي دار الجزاء ، والمرء مع من أحب في هذه الدور الثلاثة.
وقد اخبر الله سبحانه وتعالى عن الشهداء بأنهم أحياء عند ربهم يرزقون ، وانهم يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم وانهم يستبشرون بنعمة من الله وفضل وهذا يدل على تلاقيهم من ثلاثة اوجة : احدها: انهم عند ربهم يرزقون ، وإذا كانوا أحياء فهم يتلاقون . الثاني : أنهم انما استبشروا بإخوانهم لقدومهم عليهم ولقائهم لهم .الثالث: ان لفظ يستبشرون يفيد في اللغة انهم يبشر بعضهم بعضا مثل يتباشرون . وقد تواترت المرائي بذلك.
فمنها : ما ذكره صالح بن البشير قال: رأيت عطاء السلمي في النوم بعد موته فقلت له: يرحمك الله لقد كنت طويل الحزن في الدنيا . فقال : اما والله لقد اعقبني ذلك فرحا طويلا وسرورا دائما فقلت : في أي الدرجات انت ؟ قال : مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين .
وقال عبدالله بن المبارك : رأيت سفيان الثوري في النوم ، فقلت : ما فعل الله بك ؟ قال : لقيت محمدا وحزبه .
قال ابن ابي الدنيا : حدثني محمد بن عبد الله بن بزيع ، اخبرني فضل بن سليمان النميري ، حدثني يحيى بن عبد الرحمن بن ابي لبيبة ، عن جده قال : لما مات بشر بن البراء بن معرور وجدتُ عليه ام بشر وجدا شديدا فقالت : يا رسول الله انه لا يزال الهالك يهلك من بني سلمه ، فهل تتعارف الموتى ؟ فأرسل الى بشر بالسلام ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( نعم والذي نفسي بيده يا ام بشر ، انهم ليتعارفون كما تتعارف الطير في رؤوس الشجر )) وكان لا يهلك هالك من بني سلمه إلا جاءته ام بشر ، فقالت : يا فلان عليك السلام ، فيقول : وعليك ، فتقول : اقرأ على بشر السلام .
وقال صالح المري : بلغني ان الأرواح تتلاقى عند الموت ، فتقول أرواح الموتى للروح التي تخرج إليهم : كيف مأواك ، وفي أي الجسدين كنت في طيب ام خبيث ؟ ثم بكى حتى غلبه البكاء .
وقال عبيد بن عميرة اذا مات الميت تلقته الارواح يستخبرونه كما يستخبر الركب ما فعل فلان ؟ ما فعل فلان ؟ فإذا قال : توفي ، ولم يأتهم ، قالوا : ذهب به الى امه الهاويه.
وذكر معاوية بن يحيى : عن عبد الله بن سلمه ان ابا رهم السمعي حدثه ان ابا ايوب الانصاري حدثه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( إن نفس المؤمن اذا قبضت تلقاها اهل الرحمه من عند الله كما يتلقى البشير في الدنيا ، فيقولون : انظرو أخاكم حتى يستريح فإنه كان في كرب شديد ، فيسألونه : ماذا فعل فلان ؟ وماذا فعلت فلانه ؟ وهل تزوجت فلانه ؟ فإذا سألوه عن رجل مات قبله قال : إنه قد مات قبلي . قالوا : إنا لله وإنا اليه راجعون ذهب به الى أمه الهاويه فبئست الأم وبئست المربية ))
المصدر:
((كتاب الروح))
للإمام ابن قيم الجوزية
على الموضوع الأكثر من رائع
الله يجمع ابوي وعماني وجميع موتى المسلمين مع حبيبنا محمد عليه افضل الصلاه والتسليم
الموضوع جديد بالنسبة لي
وطمنتيني وجاوبتيني علي سؤال من زمان ابي اعرف اجابته
والله مشكورة وفي ميزان حسناتك يا قلبي
الكلام يطابق ما جاء في القرآن و يخالف الكثير من عاداتنا المنقوله البالية
الأدله القرآنية:
" فَلَوْلا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لّا تُبْصِرُونَ فَلَوْلا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ أَصْحَابِ الْيَمِينِ فَسَلامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ"
الواقعة (83-91)
فبمجرد خروج الروح الطيبة من الحلقوم تبدأ الملائكة بإستقبالها بالطيب و الريحان, و السلام من اصحاب اليمين, لاتنتظر الملائكة نزول نعي المتوفى في الجرايد و لا مراسيم الدفن حتى تبدأ بإستقبال الروح. و هذا النعيم طبعا نعيم برزخي و ليس الجنة
و في آيات العذاب:
"فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمْ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ " محمد (27)
"وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُواْ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ " الأنفال (50)
عندما تتوفى الملائكة الإنسان تبدأ باضرب على الوجه و الأدبار و هذة قمة المهانة, لاتنتظر الملائكة نزول نعي المتوفى في الجرايد و لا مراسيم الدفن حتى تبدأ بإستقبال الروح
اللهم إنا نسألك حسن الخاتمة و نستعيذ بك من عذاب القبر و الفوز بالجنة و النجاة من النار