|
مهارات في التعامل مع الأطفال
أخي الأب، أختي الأم: نود أن نكرر ونؤكد على أهمية هذه المرحلة العمرية من حياة الإنسان مرحلة الطفولة ومع علمنا بصعوبة هذه المرحلة والمتاعب التي قد تواجهنا؛ فإننا لا نجد بعد توفيق الله تعالى أفضل ولا أنفع من التحلي بالصبر الجميل؛ إذ بدون الصبر لن تستطيع أخي المربي أن تمارس السياسات التربوية الصحيحة. وستجد نفسك كثير الغضب والانفعال مما يؤدي إلى أخطاء تربوية كبيرة. فيا أخي، الاحتساب.. الاحتساب.. والصبر.. الصبر.
عزيزي المربي: إن ما سنعرضه في هذه المقالة مهم جداً لما يلي:
1 إنه كلما زادت معرفة الوالدين بالطفل زادت إمكانية تزويد طفلهما بالنوع المناسب من البيئة.
2 إنه كلما زادت معرفة الوالدين بالتغيرات السوية التي تطرأ على سلوك الطفل أثناء نموه زاد نجاحهما في توجيه طفلهما.
3 معرفة خصائص الطفل تعطيك فكرة عما يجب أن تتوقعه من طفلك. فلا تحمله مالايحتمل، ولا تتوقع منه أعمالاً ومهارات تفوق عمره.
4 معرفة خصائص الطفل في كل مرحلة يساعدك على التحلي بالصبر وعدم الشعور بخيبة الأمل.
5 عدم إدراك خصائص نمو الطفل في هذه المرحلة قد يؤدي إلى ممارسات تربوية خاطئة. الأمر الذي قد يلقي بظلاله على بقية عمر الإنسان.
أولاً: خصائص الأطفال في عمر ست سنوات:
إن للأطفال في هذه السن خصائص كثيرة. وإليك عزيزي القارئ بعضاً منها:
1 القدرة على اكتساب العادات الاجتماعية.
2 القدرة على الإدراك والفهم.
3 زيادة الحصيلة اللغوية.
4 القدرة على استعمال جمل كاملة.
5 القدرة على فهم الأجزاء المتداخلة في اللغة كالضمائر وحروف النداء.
6 يستخدم الأرقام دون فهم معناها أو محتواها.
7 القدرة على التحلي بالآداب الخلقية كالتسامح، والصداقة، والمساواة…الخ.
8 لا يصبر في الطوابير أو الدور الطويل (على المعلمين مراعاة ذلك).
9 يحب اللعب الخشن والفوضوي.
10 شديد التعلق بأسرته ومنزله.
11 يفرح كثيراً بالنزهات العائلية (ينبغي على الوالدين تحديد يوم أسبوعي قدر الإمكان للخروج مع الأولاد خاصة في هذا السن).
12 يسعد كثيراً عندما يلعب معه والده.
13 يعتبر كلام والده صحيحاً ولا يحتمل الخطأ.
14 القدرة على الإبداع.
15 يحب المساعدات والتدخل.
16 يمتاز بفترة انتباه قصيرة (90 ثانية تقريباً) على الوالدين والمعلمين مراعاة ذلك وعدم إجبار الطفل على الاستماع والتعلم بدون فواصل زمنية .
17 يترواح اندفاعه العاطفي بين النهايات (نهاية الحب، ونهاية الكره) بمعنى أنه قد يعلن لشخص ما أنه يحبه كثيراً، وبعد زمن يسير يعلن بغضه لنفس الشخص.
18 لم يعد يرى أمه بأنها مركز عالمه كما هو الحال في سن الخامسة؛ بل يريد أن يكون هو نفسه مركز عالمه (يميل إلى الاستقلال).
19 يريد أن يكون محبوباً أكثر مما سواه (ينتبه إلى ذلك الوالدان عند التعامل مع إخوانه، كما يراعي المعلم ذلك فلا يفضل طفلاً على الآخرين، أو يعلن حبه لطفل دون سواه؛ لأن ذلك قد يورث الحقد).
20 يريد أن ينال الحصة الكبرى من كل شيء.
21 كثير المطالب، وكثير التشدد في مطالبه.
22 يحب أن يكرر الحركات والأنشطة المعروفة التي يمكن إتقانها.
23 يظهر الجدية أحياناً.
24 يصعب عليه تقبل النقد، أو اللوم، أو العقاب.
25 يحتاج كثيراً إلى المديح والثناء يحرص الوالدان والمربون على مدح أفعال الطفل أكثر من ذاته .
26 يحب بل ويصر أن يفعل الأشياء على طريقته هو، لا على طريقة والديه، أو إخوانه، أو زملائه.
27 يظهر الحماس والتعاطف إذا سارت الأمور على مايروق له، وإذا حدث العكس انقلب الأمر إلى بكاء وصراخ في الغالب .
28 الطفل في هذه المرحلة يستجيب جيداً للسلطة الضابطة (المدرسة، النظام، العقوبة…الخ).
29 يحب كثير من الأطفال أن يترك لهم بعض الوقت قبل النوم للتلوين أو القراءة من قبل الوالدين.
30 استجابة الطفل في هذه المرحلة للأوامر بطيئة.
31 الطفل في هذه المرحلة ضعيف السيطرة على الحركات الدقيقة.
32 في مثل هذا السن تختفي مشاكل كثيرة منها رفض الطعام.
33 يختفي في هذا السن النوم المتقطع.
34 الطفل ينفس عن توتره في هذه المرحلة بعدة طرق منها:
أ السخرية من الآخرين.
ب إصدار أصوات من الحلق.
ج قضم الأظفار، ومد اللسان.
35 من أكثر الأشياء التي تخيف الطفل في هذا العمر ما يلي:
أ الخوف من الضياع (يحرص الوالدان على إحضار الطفل من المدرسة، ولا يتركانه يرجع منفرداً، لا سيما في البداية).
ب الخوف من الظواهر الطبيعية (الرعد، البرق، …الخ).
ج الخوف من النوم وحيداً.
د الخوف من الجروح الصغيرة والدم.
ثانياً: مهارات التعامل مع الأولاد:
المهارة الأولى: تزويد الطفل بقدر كبير من الحب والتقدير، وذلك من خلال أمور منها:
1 اللمسة الحانية مثل: (التقبيل والضم، ومسح الرأس، تشبيك أصابع اليدين، لمس مواضع الألم.. الخ).
2 الإنصات الإيجابي.
3 اللعب معه.
المهارة الثانية: الحذر من الكلمات التي تعمل على مستوى الذات، فلا تقل للطفل مثلاًيا غبي، يا مزعج، يا كسلان، يا لعاب،… الخ) وغيرها من الكلمات التي لا ينبغي ذكرها. وهذه الكلمات بالغة الخطورة، وقد تصبح مع تكرارك لها صفة لازمة للولد. وإذا كان لابد من النقد، فلا تنقد ذاته، وإنما أنقد الفعل الذي قام به كأن تقول: (إن ضربك لأخيك عمل غير حسن). بدلاً من أن تقول له: (أنت ولد سيئ) وهذه الطريقة تعين الطفل كثيراً على ضبط سلوكه.
المهارة الثالثة: من الأمور الهامة جداً في هذه المرحلة تنمية ثقة الطفل بنفسه، ويمكن ذلك من خلال عدة طرق منها:
1 تقوية إرادته وذلك بتعويده على أمرين مهمين:
أ تعويده على حفظ الأسرار.
ب تعويده على الصيام.
2 بناء الطفل اجتماعياً وذلك بالآتي:
أ تمكينه من مجالسة الكبار بعد تزويده بقدر من الآداب.
ب تعويده على سنة السلام.
ج إرساله لقضاء بعض الحاجات.
3 بناء الطفل علمياً وذلك من خلال عدة طرق منها:
أ تعليمه القرآن.
ب تعليمه سنة رسول الله .
ج تعليمه شيئاً من سيرة الرسول عليه السلام، وسيرة خلفائه الراشدين، وعلماء السلف.
د تعليمه ما يطيق من مبادئ العلوم النافعة.
ه تدريبه على حب الاطلاع.
4 بناء الطفل اقتصادياً، ويمكن تحقيق ذلك باتباع ما يلي:
أ تعويد الطفل على البيع.
ب تمكين الطفل من الخروج مع والديه لشراء بعض الاحتياجات الشخصية أو المنزلية ولا بأس أن يماكس البائع، ويعطيه المبلغ، ويقبض ما تبقى.
ج تعليمه الادخار؛ لكن احذر من أن يفضي به ذلك إلى البخل.
د دربه على استلام مصروفه دفعة واحدة؛ ففي البداية يعطى مصروف يومه كاملاً، فإذا أحسن التصرف فيه أعطي مصروف يومين دفعة واحدة، ثم ثلاثة أيام وهكذا مع ملاحظة ما يلي:
1 ترك الحرية له ليتصرف في ماله مالم يصرفه في محرم.
2 عدم إعطائه مبالغ أخرى في حدود المدة السابقة وليتحمل نتيجة تصرفه في ماله مع التوجيه والنصح.
المهارة الرابعة: استخدم القصة، وسخرها لغرس القيم والفضائل في نفس طفلك فهي من أحب الأمور إلى قلوب الأطفال، لاسيما وقت النوم، وهذه المهارة لو أحسن المربي استخدامها ووظفها لخدمة أهدافه التربوية لوفرت عليه كثيراً من الجهد والوقت في مشواره التربوي.
وينبغي عند ذكر القصص للأطفال مراعاة ما يلي:
1 أن تكون القصة هادفة.
2 أن تكون مناسبة لعمر الطفل.
3 أن تكون بلغة يفهمها الطفل.
4 أن تُلقى بأسلوب شيق.
المهارة الخامسة: مارس مع طفلك الإنصات الإيجابي ويقصد به مايلي:
1 ألاّ تستمع بأذنيك فقط، وإنما استمع بكامل جسمك.
2 ألاّ تنشغل بشيء آخر أثناء حديث ولدك معك، كأن تقرأ كتاباً، أو مجلة، أو تعرض بوجهك عنه.
3 أن تفهم ما يطرحه ولدك من وجهة نظره هو، لا من وجهة نظرك أنت.
4 ألاّ تقاطعه أثناء حديثه.
5 أن تشجعه على مواصلة الحديث كأن تقول له بين فترة وأخرى: نعم. أو تردد بعض كلامه.
6 أن تشعره بتفاعلك معه.
7 أن تتعرف على مشاعر طفلك وأحاسيسه، فتحاول أن تعرف هل هو فرح أو حزين أو متألم، ثم تذكر هذه المشاعر له كأن تقول: يبدو أنك متألم، أو أعتقد أن ذلك يفرحك..الخ.
المهارة السادسة : شجعه على استعمال اللغة الإيجابية عندما يتحدث عن نفسه فبدلاً من أن يقول: (أنا لا أحسن هذا، أو أنا لا أريد أن أكون كذا)، علمه أن يقول: (إنني أتحسن تدريجياً، أو أريد أن أكون كذا).
المهارة السابعة: شجعه على النظر في وجوه الآخرين عند الحديث معهم، ومن فوائد هذا الأمر ما يلي:
1 يعلمه احترام الآخرين.
2 يبني ثقته بنفسه.
3 يعلمه بعض مبادئ الاتصال الفعال مع الناس.
المهارة الثامنة: اسمح لطفلك أن يعبر عن مشاعره وحاول مشاركته في ذلك، وهذا المبدأ هام في التربية؛ لأنه إذا سمح الأبوان للطفل ليعبر عن مشاعره وشاركاه في ذلك فتحت قنوات الاتصال بينهما بمشيئة الله تعالى، وإذا حدث العكس، بحيث ينكران على الطفل ذلك أغلقت قنوات الاتصال بينهما لا قدر الله وتكون النتيجة أن لا يبوح الطفل لوالديه بأسراره ومشاكله وبالتالي إما أن ينطوي الطفل على نفسه أو يلجأ إلى شخص آخر ليشركه بمشاعره ومشاكله، ولك أخي أن تتصور عظيم المصيبة إن كان هذا الشخص سيئاً.
المهارة التاسعة: ساعده على تطوير لغته وذلك من خلال ما يلي:
1 تكلم معه قدر ما تستطيع.
2 استمع له، ولا تستعجله عندما يريد أن يعبر عن أمر ما .
3 لا تتسرع لتكمل له جملته إن أبطأ.
4 إقرأ له.
5 صحح له الأخطاء بلطف؛ ولكن حاول أن تتجنب التصحيح كلما فتح فمه ليتكلم؛ لأنه قد يؤثر الصمت. وليكن تصحيحك له كذلك قصيراً وبسيطاً.
المهارة العاشرة: أشعره أنه مسؤول تماماً مثل أهله عن نظافة البيت، وهدوئه وجماله، وكلفه كذلك ببعض الأعمال المنزلية التي تتناسب مع عمره.
المهارة الحادية عشرة: تجاهل بعض سلوكيات أطفالك السلبية طالما أن الأمر لايصل إلى حد الخطورة؛ وذلك لأن الأولاد قد يعمدون لفعل السلوكيات الخاطئة كالتشاجر والصراخ لجذب الانتباه فقط، ويمكن علاج مثل ذلك بالتجاهل عدة مرات علماً بأن الطفل سيختبرك في ذلك كثيراً .
المهارة الثانية عشرة: عندما تقول للطفل: لا تفعل كذا؛ فمن المفيد في كثير من الأحيان أن تذكر له سبب رفضك، وهذا الأمر هام لأمور عدة منها:
م ن ق و ل