|
معيار التوحيد يغيب عن النظام الموحد..!
بقلم: بنت الكويت
من يراقب الوضع التربوي الآن عن كثب، سيعي مدى التخبط والربكة التي يعيشها أهل الميدان، فما أطلق عليه بالنظام الموحد في المرحلة الثانوية يفتقد لكل معايير التوحيد والدقة والقياس، اعتمد على ثلاث وثائق اساسية طبقت اجزاء منها على كل سنة دراسية خلال هذه السنوات الدراسية الثلاث!
وسيعتمد في نتيجته النهائية على المعدل التراكمي لهذه السنوات الثلاث والتي اختلفت فيها معايير التوحيد للاختبارات، فكانت تارة على مستوى المناطق التعليمية، وتارة اخرى على مستوى المدارس، وحينما توحدت الاختبارات على المناطق التعليمية! يعني درجة الطالب النهائية تعتمد على الحظ!
ان كانت الاختبارات ونظام التصحيح فيه بعض المرونة والسهولة او كان فيه نوع من التشديد والدقة الزائدة عن الحد!
نجد في الوقت الحالي في وزارة التربية الكل هايص ولايص، ما يعرف راسه من كرياسه!
فالمدارس تعيش فترة اختبارات على مستوى المدارس- يعني كل مدرسة اختباراتها وضعت من خلال معلميها ومعلماتها- ومازالت الاختبارات مستمرة حتى هذا اليوم عند البعض بسبب تأجيل الاختبارات الخاصة في يوم العاشر من محرم والتي وصلت نشرتها كالمعتاد للكثير من المدارس في وقت متأخر، وبعضها لم تصلها تلك النشرة حتى هذا اليوم فقامت باجراء الاختبارات!
وبالطبع فهذه الاختبارات سنرى عجب العجاب فيها ومدى غياب التوحيد والموضوعية في آدائها وآلية التصحيح ، فسهولة الاختبارات وصعوبتها تعتمد على معلمين ومعلمات المدرسة وعلى مستوى الطلبة، ونجد بعض المدارس تقوم بتدبيس اسم الطالب ليتم حجبه عن المعلم الذي يصحح الورقة، وبعض المدارس تركت تلك الاسماء مكشوفة!
وبعض المدارس قامت بتصحيح جماعي وتم تأخير المعلمين والمعلمات لساعات قليلة بعد نهاية الدوام الرسمي حيث طلب من المدارس في بعض المناطق التعليمية سرعة التصحيح والرصد وارسال نتائج الصف الثاني عشر على وجه الخصوص لكنترول المنطقة! وهناك مدارس كان التصحيح فيها في الواقع انفراديا وفي الصورة الظاهرية تصحيحا جماعيا؟!
وهناك مدارس تم الاختبار فيها ولم يتم التصحيح حتى هذا الوقت منتظرين غياب الطلاب والطالبات بصورة نهائية ليتم التفرغ للتصحيح في فترة الدوام الرسمي فقط فلا يوجد لديهم استعداد للتأخير عن الدوام الرسمي خلال هذه الفترة من الاختبارات!
وبالطبع كانت آلية المراقبة على تلك الاختبارات تختلف من جهة لاخرى فهناك من قسم الطلبة للجان اختبارات كما في نهاية العام الدراسي وهناك من ترك الطلبة في فصولهم الاعتيادية دون تغيير، وهناك من حدد معلماً واحداً للملاحظة على كل فصل، وهناك من حدد معلمين للقيام بعملية المراقبة! وتلك المواد الدراسية والتي تفاوتت فيها الآراء وعمليات التصحيح والمراقبة ليست بالقليلة فهي الحاسب الآلي والتربية البدنية، والقرآن الكريم، ومادة الدستور وحقوق الانسان بالاضافة لمواد الاختيار الحر والتي يحتوي بعضها على اختبارات نظرية كمادة الزراعة والبيئة، والطريف في الامر ان نظام البرمجة في الحاسب الآلي من الدعم الفني في نظم المعلومات.. غير مهيأ لاستقبال ورصد درجة الاعمال الفصلية لمواد الاختيار الحر لانها تجاوزت الدرجة المبرمج عليها الحاسب الآلي! وسوف يقوم قسم الدعم الفني لتعديل الوضع اللازم لذلك! وبالطبع كل تلك العمليات في مدارس المرحلة الثانوية ناهيك عن مدارس المرحلة الابتدائية والتي تعيش جو اختبارات الصفين الرابع والخامس الابتدائي!
من ناحية اخرى نجد المناطق التعليمية مشغولة في اعداد لجان الكنترول الخاصة بالصف الثاني عشر والذي يعد في كل منطقة تعليمية كنترول!
يعني عقب ما كنا متأملين بالغاء نظام الكنترول في الثانوية العامة ورهبة الاختبارات اصبحنا نعيش نظام الكنترول في كل منطقة تعليمية وفي كل سنة دراسية لجنتا كنترول! يعني صار عندنا «12 كنترول» في السنة واصبح المعلمين والمعلمات بدل ما يصححون في الكنترول مرة واحدة في نهاية العام الدراسي، اصبحوا يصححون في نهاية الفصل الاول والثاني!
والغريب في الأمر إنه حتى هذا الوقت لم تتضح الصورة النهائية لآلية التصحيح في تلك اللجان، ولم تصل تكاليف التصحيح لجميع المدارس، وعليه فالمدارس مازالت في وضع غير متزن للتخطيط للجان اختباراتها.!!
كل ذلك التخبط وحالات عدم الاتزان التربوي الحقيقي وعدم التنسيق وتأتينا التصريحات بأن كل الأمور على ما يرام وكل الأوضاع مطمئنة والنتائج طيبة..! وفي حقيقة الأمر بأن الحال في النظام الموحد في المرحلة الثانوية أصبح مثل الغراب اللي ما عرف يقلد الطاووس في مشيته ولا قدر يحافظ على مشيته..!! وكما جاءت الدراسة لنظام الملف الانجازي سلبية ولايوجد للنظام أي أهداف واضحة سنجد كذلك الدراسة للنظام الموحد بأنها فاشلة ولم تحقق الهدف المطلوب..!!
نكشة أخيرة
أليس من المؤلم ان يستمر تلاميذ الصف الخامس الابتدائي بالدراسة حتى يوم الاختبارات الموحدة والتي تصادف يوم الخميس 15 يناير والمعلمات تطالبهم بحل الواجبات!! فكيف يمكن للتمليذ أن يأخذ راحته الكافية ليبدأ بمذاكرة كتاب تزيد عدد صفحاته عن المئتين صفحة خلال يوم واحد..!!
جريدة عالم اليوم
أنا معلمة ثانوية وعايشة المأساة بكل تفاصيلها
ويعيش الواقع
بس هل من مجيب