تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » مع آية من كلام الله تعالى

مع آية من كلام الله تعالى

يقول جل وعلا :

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

" إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ"

يقول العلامة الشيخ الجليل محمد ابن عثيمين .. الاستقامة: هي أن يثبت الإنسان علي شريعة الله_ سبحانه وتعالى_ كما أمر الله، ويتقدمها الإخلاص لله عز وجل. فققول الله تعالى: (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ) الخطاب هنا للنبي صلي الله عليه وسلم يكون له ولامته، إلا إذا قام دليل علي انه خاص به
وقوله تعالى: )أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ)(1) (وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ)(2) (الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ)(الشرح:1_3)، فان هذا خاص بالنبي صلي الله عليه وسلم.
وقوله تعالى: )إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا )(فصلت: من الآية30). ( رَبُّنَا اللَّهُ) أي: خالقنا ومالكن ومدبر أمورنا، فنحن نخلص له، ( ثُمَّ اسْتَقَامُوا) علي ذلك، علي قولهم ربنا الله، فقاموا بشريعة الله. هؤلاء الذين اتصفوا بهذين الوصفين: ( قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا ) ( تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ ) ملكا بعد ملك (أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا ) لا تخافوا: فيما تستقبلون من أموركم، ولا تحزنوا علي ما مضي من أموركم، ( وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) لان كل من قال ربي الله، واستقام علي دين الله، فانه من أهل الجنة، ويقولن لهم أيضا: (نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ) فالملائكة أولياء للذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا في الحياة الدنيا، تسددهم وتساعدهم وتعينهم، وكذلك في الآخرة تتلقاهم الملائكة يوم البعث والحساب ( هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ)( فيبشروهم بالخير في مقام الخوف والشدة. قال الله عز وجل ( وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ)(فصلت: من الآية31) (;لَكُمْ فِيهَا ) أي:في الآخرة ما تشتهي أنفسكم، وذلك في نعيم الجنة، لان الجنة فيه ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين. ( وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ)(فصلت: من الآية31) أي: تطلبون، بل لهم فوق ذلك: (لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ)(قّ:35)، لهم زيادة علي ما يدعونه ويطلبونه ويتمنونه. (نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ)(فصلت:32) يعني: أن الجنة نزل لهم وضيافة من غفور رحيم. ( غَفُورٍ ) غفر لهم سيئاتهم( رَحِيمٍ) بهم، رفع لهم درجاتهم، هذا جزاء الذين يقولون ربنا الله ثم يستقيمون. وفي هذا دليل علي أهمية الاستقامة علي دين الله، بان يكون الإنسان ثابتا لا يزيد، ولا ينقص، ولا يبدل، ولا يغير، فأما من غلا في دين الله، أو جفا عنه، أو بدل فانه لم يكن مستقيما علي شريعة الله عز وجل، والاستقامة لا بد لها من الاعتدال في كل شئ، حتى يكون الإنسان مستقيما علي شريعة الله عز وجل. 85_ وعن آبي عمرو، وقيل: آبي عمرة سفيان بن عبد الله رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله قل لي في الإسلام قولا لا اسأل عنه أحد غيرك؟ قال: (( قل: آمنت بالله، ثم استقم))([ رواه مسلم.
الشرح قوله: (( قل لي في الإسلام قولا لا اسأل عنه أحدا غيرك)) أي: قل لي قولا لا اسأل عنه أحدا غيرك، فيكون فصلا وحاسما، ولا يحتاج إلي سؤال أحد، فقال له النبي صلي الله عليه وسلم: (( قل: آمنت بالله ثم استقم)).

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.