|
إذا كان للمؤمن عزاء يعزيه في رحيل أحبابه, فلن يجد عزاء أعظم من رحيل سيد الثقلين وإمام المرسلين الحبيب المصطفى محمد الهادي الأمين صلى الله عليه وسلم, فبرحيله كان المصاب الاعظم والخطب الاضخم وكل مصاب بعد الحبيب يهون.
عندما رأيت الناس تعزي بعضها بعضاً في رحيل أمير البلاد رحمه الله, قفز الى ذهني ما كنت احفظه في صباي من تلك الخواطر الرائقة الرائعة التي رصع بها الدكتور منصور فهمي الادب العربي المعاصر, فمما قاله الاديب منصور في كتابه الماتع »خواطر نفس« وتحت أحلى فقرة في ذلك الكتاب والتي عنونها بــــ¯ »أنت أنت الله« يقول الاديب رحمه الله:
واذا ما اشتد السقم بمن احاطت به عناية الاطباء وسهر الاوفياء ونام بين آمال المخلصين ودعوات المحبين, ثم ضعفت حيلة الطبيب, ولم ينفع وفاء الحبيب, واستحال الرجاء الى بلاء اذ ذاك تتجلى مستوياً على عرش عظمتك والنواصي خاشعة, والنفوس جازعة والايدي راجفة والقلوب واجفة لتقول »انا قضيت« ويقول الطبيب والقريب والحبيب »لك الامر, انت انت الله«.
واذا ما باين الدنيا انسان وباينته, اذ ينظر الى المال فيلقاه فانياً, والى الجاه فيلقاه ذاوياً, والى الاماني فيلقاها زائلة, والى الآمال فيجدها باطلة, والى الشهوات فيلقاها خادعة كاذبة, والى المسرات فيجدها آفلة غاربة, اذ ذاك يستغني عن الجاه والمال, وتشل في نفسه حركة الآمال, وبين جاه يدول وأمل يزول, لا يملأ فراغ النفس الا ذكرك:
انت انت الله.
ما أحلى كلام هذا الاديب, ولكن ما هو أحلى منه ان يتذكر المؤمن في كل مصاب يصيبه حديث رسولنا الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم الذي يقول فيه »واعلم ان ما أخطأك لم يكن ليصيبك, وما أصابك لم يكن ليخطئك« وهذا هو خلاصة الايمان بالقدر خيره وشره.
لقد مات كثير من العظماء, ولكنهم بقوا عظماء بعد ان اصبحت اجسادهم عظاماً, واينعت ثمارهم التي غرسوها في حياتهم فغدت اشجاراً وارفة يستظل بظلالها الناس الى يوم القيامة, ولم ينته ذكرهم بعد ترجلهم عن كرسيهم, ولم يأفل نجمهم بعد سطوعه في حياتهم, ولكن بقي نورهم يضيء للناس الدرب ويرشدهم الى جادة الخير .
فها هو ابن تيمية رحمه الله تعالى على سبيل المثال كان علماً في العلم والجهاد والبذل وهو في حياته, ورغم انه مات مسجوناً ولم يشيعه الآلاف الا ان خيره ما زال الى الان ينهل منه الآلاف, وهكذا هو حال المؤمن في حياته وفي رحيله, وقبله الامام ابو حنيفه والامام مالك والشافعي واحمد والبخاري وغيرهم من الجبال الراسيات من أهل العلم والفضل, ما زالوا احياء بيننا ونردد اسماءهم واحاديثهم واقوالهم اكثر بكثير من الاحياء الذين بيننا والذين لا يعدون سوى رقم من الارقام البشرية, ولم تنفعهم كل اموالهم التي كانوا يتنعمون فيها, ولم تنفعهم كل قصورهم في الارض وصدق الله وهو يصف حال بعض البشر وهو يصف حالهم بعد الموت »كم تركوا من جنات وعيون, وزروع ومقام كريم, ونعمة كانوا فيها فاكهين, كذلك واورثناها قوماً آخرين, فما بكت عليهم السماء والارض وما كانوا منظرين«.
معاشر السادة النبلاء
ذكر محاسن الميت مندوح وممدوح في الاسلام, ولكن الذي هو أهم من هذا كله, والذي ينفع الميت في قبره هو كثرة الدعاء والترحم عليه, واما الذي هو أعظم من هذا كله هو ان يستقيم اولاد هذا الميت ويصبحوا رجالاً صالحين, لان الميت اذا مات انقطع عمله الا من ثلاث صدقة جارية او علم ينتفع به او ولد صالح يدعو له, فاذا لم يكن ولده الذي يبقى بعده من الصالحين, فلن يفيد الميت دعاؤه ولا ترحمه ولا استغفاره.. والسبب ان الفاسق لا ينفع نفسه فكيف ينفع الاموات ؟؟
ما سبق به أمير البلاد الراحل جميع اقرانه من الحكام العرب ان بيته اقل شأناً وفخامة من بيوت كثير من رعيته, ولم يكن يعرف عنه الخنا والفجور وانما سلك طريق الحلال والمباح طيلة حياته رحمه الله, هذا ما علمنا به والله حسيبه.
جاء في الحديث الصحيح عن واثلة بن الاسقع رضي الله عنه قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل من المسلمين, فسمعته يقول:
»اللهم إن فلاناً ابن فلان في ذمتك وحل بجوارك, فقه فتنة القبر, وعذاب النار, وانت أهل الوفاء والحمد, اللهم فاغفر له وارحمه, انك انت الغفور الرحيم«.
»اللهم إن فلاناً ابن فلان في ذمتك وحل بجوارك, فقه فتنة القبر, وعذاب النار, وانت أهل الوفاء والحمد, اللهم فاغفر له وارحمه, انك انت الغفور الرحيم«.
احم احم تفشلت
الله يا حلات هالكلام
شنو يعني مندوح؟
فهمت الباجي بس بالغصب
اي والله كل ماحسيت اني ببجي
ذكرت موت حبيبنا صلى الله عليه وسلم واهون على نفسي
الله يرحم ابونا الغالي
ومشكوره
لقد مات كثير من العظماء, ولكنهم بقوا عظماء بعد ان اصبحت اجسادهم عظاماً, واينعت ثمارهم التي غرسوها في حياتهم فغدت اشجاراً وارفة يستظل بظلالها الناس الى يوم القيامة, ولم ينته ذكرهم بعد ترجلهم عن كرسيهم, ولم يأفل نجمهم بعد سطوعه في حياتهم, ولكن بقي نورهم يضيء للناس الدرب ويرشدهم الى جادة الخير . |
وسيبقى جابر الخير بيننا ….في عقولنا و قلوبنا
شكرا جميعا على المرور ’’’
كلمات وايد حلوه