فتنة من أعظم الفتن

أخواتي العزيزات

فتنة الدجال من أعظم الفتن

قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( يا أيها الناس ، إنها لم تكن فتنة على وجه الأرض منذ ذرأ الله ذرية آدم أعظم فتنة من الدجال ، وإن الله عز وجل لم يبعث نبيا إلا حذر أمته من الدجال)

– بل تجتمع فيه كل أنواع الفتن:

1- فتنة القهر والظلم :

إذ يقدم الدجال على تعذيب من لم يتبعه ليجبره على الإيمان به ، روى أبو سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يأتي الدجال ، وهو محرم عليه دخول نقاب (مداخل) المدينه، فينزل بعض السباخ التي تلي المدينه فيخرج إليه يومئذ رجل من المؤمنين هو خير الناس أو من خيار الناس فتلقاه المسالح: مسالح الدجال (قسم المراقبة من من جيش الدجال) فيقولون له: أين تعمد؟ فيقول: أعمد إلى هذا الذي خرج ، فيقولون له : أوما تؤمن بربنا ؟ فيقول: مابربنا خفاء ، فيقولون له : اقتلوه ، فيقول بعضهم لبعض : أليس قد نهاكم ( الدجال) أن تقتلوا أحدا دونه؟ فينطلقون به إلى الدجال ، فإذا رآه المؤمن قال: ياأيها الناس ، هذا المسيح الدجال الذي ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أشهد أنك الدجال الذي حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه ، فيأمر به الدجال فيشبح ( يمد على بطنه) ، فيقول : خذوه وشجوه ( اضربوه ضربا يجرحه ويشق جلده) ، فيوسع ظهره وبطنه ضربا ، فيقول : أوما تؤمن بي ؟ فيقول : أنت المسيح الكذاب ، فيؤمر به ، فيقول الدجال : أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته هل تشكون في الأمر ؟ فيقولون له: لا ، فيؤمر به فيؤشر بالمنشار من مفرقه حتى يفرق بين رجليه ، ثم يمشي الدجال بين القطعتين ، ثم يقول له : قم ، فيستوي قائما ، ثم يقول : أتؤمن بي؟ فيقول : ماازددت فيك إلا بصيرة ، ثم يقول (الشاب): يا أيها الناس ، أنه لا يفعل بعدي بأحد من الناس ، فيأخذه الدجال ليذبحه ، فيجعل مابين رقبته إلى ترقوته نحاسا ، فلا يستطيع إليه سبيلا ، فيأخذ ( الدجال) بيديه ورجليه ، فيقذف به ، فيحسب الناس أنما قذفه إلى النار ، وإنما ألقي في الجنه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هذا أعظم الناس شهادة عند رب العالمين

حيث يسيطر الدجال على الأرض بسرعه ويملكها إلا مكة والمدينة ، ويتبعه أكثر أهل الأرض ويعبدونه ، ويملك كنوز الأرض ، فيرى أهل الباطل العزة بالانتساب إليه ومتابعته.

* ومما يدل على سيطرته على الأرض وانتصاره عليها مارواه ابن أمامه عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( وإنه لا يبقى شيء من الأرض إلا وطئه ، وظهر عليه ، إلا مكة والمدينه ) (ظهر عليه: أي انتصر عليه).
* ومما يدل على سرعة انتصاراته قوله صلى الله عليه وسلم : ( كالغيث استدبرته الرياح)
* ومما يدل على كثرة أتباعه مارواه أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفا عليهم الطيالسه)

وعن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ينزل الدجال في هذه السبخه بمر قناة ( واد في طرف المدينه) فيكون أكثر من يخرج إليه النساء ، حتى إن الرجل يرجع ألى حميمه وإلى أمه وابنته وأخته وعمته فيوثقها رباطا مخافة أن تخرج إليه).

– وعن عمران بن الحصين رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" من سمع بالدجال فلينأ عنه ( ليبتعد عنه) فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه مما يبعث به من الشبهات أو لما يبعث من الشبهات " .

– أما ملكه لكنوز الأرض :
فقد روى النواس بن سمعان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن الدجال :
" ويمر بالخربة فيقول لها : أخرجي كنوزك ، فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل". ( كيعاسيب النحل: كحال اجتماع ذكور النحل عند محاولتها تلقيح الملكه).

– وبعض أوامره جارية على السماء والأرض بمشيئة الله تعالى فقد قال صلى الله عليه وسلم عنه:
( فيأمر الماء فتمطر والأرض فتنبت) . هذا لمن أطاعه . أما من كفر به فإنه (ينصرف عنهم ممحلين . ليس بأمرهم شيء من أموالهم ) ( ممحلين): أي انقطعت عنهم الأمطار ويبست أراضيهم .

يرغب الدجال من تابعه بالمال وبتمليكه كنوز الأرض ، بينما يحذر من خالفه وأعرض عنه بالفقر والقحط .

4- فتنة الأصل والنسب

ومن فتنة الدجال أن يغري الإنسان بنسبه ، وأن أصلك ونسبك – وهما والداك -يأمرانك باتباعه .
روى أبو أمامه الباهلي رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال عن الدجال : " وإن من فتنته أن يقول للأعرابي : أرأيت إن بعثت لك أباك وأمك ، أتشهد أني ربك ؟ فيقول : نعم ، فيتمثل له شيطان في صورة أبيه وأمه ، فيقولان : يابني أتبعه فإنه ربك ".

5- فتنة العلم:

حيث يتميز الدجال بلعلم الواسع ، من ذلك:
معرفة مواضع الموارد الماليه والإقتصاديه فيستخرجها من الأرض التي لا يتوقع وجودها فيه . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ويمر بالخربه فيقول لها : أخرجي كنوزك ، فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل).
ومنها العلوم المتقدمه كالعلوم التي تطور وسائل النقل حيث يتنقل بتقنيات عاليه متطورة سريعه ، يقول صلى الله عليه وسلم عن حركته وسرعة انتقاله على وجه الأرض : ( كالغيث استدبرته الرياح)
ومنها العلوم العسكريه : حيث يتميز بمعرفة العلوم الحربيه والخطط للإنتصارات المتواليه ، فبالرغم من تطور العلم الحديث إلا أن خططه و انتصاراته تفوق الخطط الحديثه ، لذا قال صلى الله عليه وسلم :
" لا يبقى شي في الأرض إلا وطئه وظهر عليه ، إلا مكة والمدينه لا يأتيهما نقب من أنقابها إلا لقيته الملائكة بالسيوف صلتا".

6- فتنة المنصب

وهو ظهور الدجال على الأرض وانتصاراته المتواليه على البلاد التي يطؤها، فيصبح قوة ضاربه في الارض ، يملك الكثير من البلاد ويقودها ويجعل عليها ولاته وأمراؤه ، ممل يغري الناس لاتباعه للحصول على تلك المناصب .

تبين مما سبق أن سورة الكهف جمعت كل أنواع الفتن وذكرت كيف يتحصن العبد منها ، والدجال اجتمعت فيه كل الفتن الست المذكوره ، فإذا ما قرأها المسلم كل جمعه فإنه يحصن نفسه من الإفتتان به ، وهكذا كل جمعة يبنى صرحا من عصمة الله تعالى من فتنة الدجال ، فإذا ما خرج الدجال وعرض متابعته والإيمان به على قارئ سورة الكهف ، فإنه لن يستجيب له .
لذا يحرص الدجال في نهاية الأمر أن يقتله قتلا نهائيا فلا يسلط عليه ، وإذا ألقاه في ناره فإنها الجنه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم عن الدجال :
" معه نهران يجريان ، أحدهما رأي العين ماء أبيض ، والآخر رأي العين نار تأجج ، فإما أدركن أحد ، فليأت النهر الذي يراه نارا وليغمض ثم ليطأطئ رأسه ، فيشرب منه ، فإنه ماء بارد" وفي رواية أخرى " معه جنة ونار ، فناره جنة ، وجنته نار" .

" لماذا يوم الجمعه"

خروج الدجال من العلامات الكبرى لقيام الساعه ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :

" إن الساعة لن تقوم حتى ترون قبلها عشر آيات : الدخان ، والدجال ، والدابة ، وطلوع الشمس من مغربها ، ونزول عيسى ابن مريم عليه السلام ، ويأجوج ومأجوج ، ثلاثة خسوف : خسف بالمشرق وخسف بالمغرب ، وخسف في جزيرة العرب ، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم ".

والساعة تقوم يوم الجمعه ، اذ روى أبو هريره رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعه ، فيه خلق الله آدم ، وفيه أدخل الجنه ، وفيه ، أخرج منها ، ولاتقوم الساعة إلا في يوم الجمعه).

وفي نهاية السورة ذكر الله تعالى قصة يأجوج ومأجوج الذين هم من علامات الساعة الكبرى كما في الحديث ، وبين الله تعالى فيها أنه يخرجون في نهاية الدنيا فقال الله تعالى بعد بناء سدهم :
" هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء وكان وعد ربي حقا ، وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض ونفخ في الصور فجمعناهم جمعا".

فالمناسبه ظاهر بين قراءة سورة الكهف والعصمة من فتنة الدجال الذي هو من علامات الساعه الكبرى التي تقوم يوم الجمعه .

ولذلك ندعو بهذا الدعاء عند كل صلاة وبعد التشهد الأخير وقبل التسليم : "اللهم إني اعوذ بك من عذاب القبر وعذاب النار ، اللهم إني أعوذ بك من فتنة المحيا والممات وفتنة المسيح الدجال "