وما النصر إلا من عند الله
الخميس 22 أكتوبر 2024 – الأنباء
أكدت الشريعة الإسلامية ان الناس سواسية كأسنان المشط لا فرق بينهم إلا بالتقوى والعمل الصالح. ونص دستور دولة الكويت في المادة رقم 29 ان «الناس سواسية في الكرامة الإنسانية وهم متساوون لدى القانون في الحقوق والواجبات العامة، لا تمييز بينهم في ذلك بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين» وهذا يؤكد الالتزام بالشريعة الإسلامية وبعدالة السماء التي لا تفرق بين الناس إلا بأعمالهم المخلصة لله سبحانه وتعالى، وبأداء الفرائض والسنن التي نص عليها ديننا الإسلامي، وأحيانا بعض الناس يواجه أمورا تخالف ما نصت عليه الشريعة الإسلامية إذ انها نتيجة تصرفات فردية ومن صنع الإنسان فمثلا قد يتعرض البعض للظلم من أخيه أو من أقرب الناس إليه، أو من رئيسه في العمل الذي يعمل به، أو من صاحب نفوذ يمارس قوته على الضعفاء. والأمثلة كثيرة على تعرض الإنسان للظلم في مسيرة حياته فقد كان ذلك جليا في قصة سيدنا يوسف عليه السلام إذ أن الظلم الذي تعرض له كان من إخوته لإبعاده عن أبيهم لأنهم أحسوا أنه يفضله عليهم ولكن في النهاية نصره الله سبحانه وتعالى وأعزه وجعل مكانته عالية مما جعل إخوته وبعد ظلمهم له يطلبون منه العفو والسماح وكذلك عندما راودته التي هو في بيتها عن نفسه ومن كيدها ظلمته ولم تفصح عن الحقيقة إلى أن أظهر الله الحق ونصره عليها.
قال تعالى: (إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون… آل عمران: 160).
إن الله عز وجل خلق الإنسان وكرمه عن باقي المخلوقات ودعاه لعبادته وطاعته والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والالتزام بالمبادئ التي سنتها الشريعة الإسلامية. وقد يبتلى المؤمن ببعض الأمور والتي يجب أن يصبر عليها ويلجأ الى الله سبحانه وتعالى عند البلاء لينصره في نهاية المطاف، فقد يبتلى المؤمن بشخص ظالم يقطع مصدر رزقه أو يحاول أن يدمر حياته بإبعاده عن أهله بالافتراء أو بالسجن أو بتلفيق التهم للأبرياء، إذ أن الظالم تعمى بصيرته عن الحق والعدل ويستمر في ظلمه وتعذيبه للضعفاء وبطشه بل ويستمتع بذلك ظنا منه أنه هو القوي الذي لا يردعه أحد ونسي ربه القوي القادر على كل شيء.
ولكن هل يستمر الحال على هذا الوضع؟ لا، فإن دوام الحال من المحال فقد نسي الظالم ربه ونسي أن الله لا يظلم العبد ويعيد له حقه ولو بعد حين. إن الله سبحانه وتعالى هو القوي الكريم العادل الذي أقسم لعباده أن ينصرهم ويعيد لهم حقوقهم المسلوبة من الظالم ولو بعد فترة. فعندما يبتلى الإنسان بالظلم فهذا اختبار من الله على قوة إيمانه وصبره واحتسابه الأجر من الله لذلك يجب اللجوء الى الله والدعاء، فإن دعاء المظلوم ليس بينه وبين السماء حجاب فيفتح الله أبواب السماء وينصر عبده فالله عز وجل لا يقبل الظلم فهو من كبائر الذنوب. ويعاقب الله الظالم في دنياه وآخرته ليكون عبرة لغيره لأن الله خلق الناس سواسية لا فرق بينهم إلا بالتقوى ومنحهم حقوقهم وواجباتهم بالتساوي فمن يظلم عبدا من عباد الرحمن دون وجه حق لن يتركه الله دون عقاب، قال تعالى: (ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون… آل عمران: 12). فالظلم من كبائر الذنوب أبعده الله عنا وعن أمة الإسلام.
https://www.alanba.com.kw/AbsoluteNMN…/?a=72405&z=92
هذه مقالة رائعة للكاتبة الطبيبة ( هند الشومر ) و أنقلها عنا للتذكير بقصة سيدنا يوسف عندما ظلمته امرأة العزيز واتهمته بأنه راودها عن نفسها وحاول الاعتداء عليها وملاحقتها !!! والعكس هو الصحيح وبسبب ذلك دخل السجن وهو مظلوم فأظهر الله برائته رغماً عن امرأة العزيز ..
أظهر الله برائته مثل نور الشمس , لقراءة قصة سيدنا يوسف اضغط هنا
تحياتي