|
يتم تركيب اللولب الهرموني من قبل طبيبة أو طبيب النساء المختص، أو أطباء مراكز تنظيم الأسرة، خلال أيام الدورة الشهرية على أن يسبق التركيب اخذ تاريخ مفصل عن حالة السيدة ثم كشف سريري مع فحص كامل بالموجات فوق الصوتية للتأكد من عدم وجود ما يمنع استعمال اللولب الهرموني.
يعمل اللولب الهرموني بأكثر من طريقة، إذ يزيد لزوجة إفرازات عنق الرحم مما يعيق حركة الحيوانات المنوية ووصولها إلى البويضة. ومن تأثيره المهم أنه يقلل النمو الشهري للغشاء المبطن للرحم فتكون بطانة الرحم عندئذ نحيفة وغير مؤهلة للحمل وهذا بدوره يقلل عدد أيام وكثافة دم الدورة الشهرية.
إن مفعول اللولب الهرموني ينحصر في المكان المطلوب فقط من دون أن يؤثر على عمل المبايض ولا على نسبة هرمون الاستروجين في الدم. لذا يعتبر اللولب الهرموني وسيلة فعالة لتنظيم الحمل لمدة خمس سنوات مع ضمان عودة الخصوبة بعد إزالته.
إن التغييرات في طبيعة الدورة التي تحصل بعد تركيب اللولب الهرموني تكون على شكل تنقيط أو اضطرابات النزف خلال أول ثلاثة إلى ستة اشهر من التركيب، كما أن قلة عدد أيام الحيض أو كمية الدم أو حتى توقف الدورة الشهرية الذي يحصل في 20% من الحالات خلال السنة الأولى، لا يؤثر على الصحة العامة للسيدة بل على العكس من ذلك يعتبر ناحية ايجابية في معالجة فقر الدم الناتج عن النزف الشديد ويرفع نسبة الهيموغلوبين في الدم ويحسن معدل مخازن الحديد في الجسم.
إن تركيب اللولب السليم ووضعه في المكان الصحيح داخل الرحم يقلل من متاعب النزف غير المستحب.
توقف الحيض لا يعتبر شيئا مقلقا، فهو نتيجة نحافة بطانة الرحم الحاصل من خلال التأثير التهبيطي لللولب عليها فإن الدم لا يتكون ويخزن في الجسم ولا يسبب أعراضا سلبية وقطعا لا يؤشر إلى وجود حمل أو أن السيدة قاربت على سن انقطاع الدورة الشهرية.
وإذا أزيل اللولب الهرموني سواء بعد انتهاء مدته أو قبلها لأي سبب آخر عندئذ تعود الدورة الشهرية بشكل طبيعي وتعود الخصوبة .
انطلاقا من ظاهرة مفعول اللولب الهرموني التهبيطي في تقليل النمو الشهري للغشاء المبطن للرحم شجع العلماء والأطباء إلى الاستفادة من هذا التأثير في استعمال اللولب الهرموني لعلاج حالات النزف الرحمي الشديد غير العائد إلى عسر وظيفي Dysfunctional Uterine Bleeding والذي يكون أكثر بكثير من المعدل الطبيعي الذي هو 80 مليلترا بالدورة الشهرية الواحدة ما يؤدي إلى فقر دم شديد وهبوط عام.
وتتباين الأدوية ما بين أدوية غير هرمونية، حبوب منع الحمل ، حبوب البروجستيرون ـ Norethisterone ثم اللولب الهرموني مختارين الدواء اعتمادا على شدة وطول مدة النزف والأعراض السريرية وأخيرا العلاجات الاجتياحية من كي بطانة الرحم بطرق حديثة مختلفة إلى استئصال البطانة أو استئصال الرحم.
خلاصة القول إن اللولب الهرموني هو وسيلة فعالة لمنع الحمل يناسب السيدة العصرية، إذ أن أكثر من مليوني امرأة في أكثر من 80 دولة حول العالم يستخدمنه منذ عام 1990 إضافة إلى إمكانية استعماله كعلاج لحالات النزف الرحمي الشديد غير العائد إلى سبب وظيفي للسيطرة على الدم وكبديل للجراحة.