تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » «الرومنسية» وهم يفسد العلاقات الزوجية

«الرومنسية» وهم يفسد العلاقات الزوجية

«الرومنسية».. وهم يفسد العلاقات الزوجية (الرومنسية) مصطلح ظهر في نهايات القرن الثامن عشر في فرنسا كنقيض للكلاسيكية. ثم مر بعدة مراحل في اوروبا خلال عصر التنوير، ليأخذ أشكال التحرر من الدين والعادات والتقاليد، ثم أخذ شكل الليبرالية السياسية لمفهوم الحرية.
وفي كل الأحوال، التعريف الحديث للرومنسية هو: البحث عن شخص آخر يشيع الذات (الأنا) ويلعب دور البطل المضحي في سبيل هذه (الأنا).
هذا المصطلح، هو واحد من أكثر الأوهام التي يعيشها الشباب والشابات في مرحلة ما قبل الزواج، كما أن له دوراً لا يمكن إغفاله في ازدياد نسبة الطلاق في المجتمع، لما يسببه من عدم قدرة على التواصل بين الزوجين. فبعد أن وصلت نسبة الطلاق إلى (25%) في بدايات هذا القرن، زحفت إلى (35%) في منتصف العقد الأول، وهي الآن تزيد على (40%) في المدن السعودية الكبرى، حسب آخر احصائيات 2024م.
إن الصورة الوهمية التي يكونها الشباب والشابات قبل الزواج عن الحياة الرومنسية، يمكن أن يعيشوها فعلا خلال مرحلة التعارف لفترة قصيرة عن طريق (دور) يلعبه كلا الطرفين مع الآخر، فالرومنسية الوهمية تتلخص في: أن أجد شخصا يسعدني طوال الوقت، ويحسسني أنني مميز/ مميزة طوال الوقت، ويلبي كل متطلباتي طوال الوقت.
المشكلة ليست في جملة (طوال الوقت) ولكنها في جملة (أن أجد شخصا). فهذا معناه أنني أبحث عن شخص آخر يقوم بهذه المهام الوهمية، ويمكن أن يتوفر هذا الشخص ويلعب هذا الدور –وهذا يحدث غالبا- خلال فترة ما قبل الزواج. ولكن بعد الزواج لا يستطيع أي من الطرفين أن يصمد أمام لعب هذا الدور، فهو –أي الدور- لم يصمم أصلا ليصمد إلى أجل غير مسمى، وموعد نهايته هو بداية الحياة الزوجية.
فعندما يسقط (الأداء) أمام تحديات الحياة الواقعية، للأسف أن ما يظهر ليس الحياة الواقعية ذاتها، ولكن تظهر الاحتياجات التي كان يبحث عنها الزوج او الزواجة، فتتحول المشاعر إلى الغضب على الشريك الذي فشل في تلبية تلك الاحتياجات.. وتلبية غرور (الأنا)، ومن هذه النقطة تبدأ مشاكل الزوجين، ومع بقية العناصر الاجتماعية الأخرى، لا تصمد العلاقة لأكثر من عام واحد، لأنها علاقة قامت على مفهوم الوهم في طلب دور في شريك آخر لتلبية متطلبات (ذاتية) نابعة من الأنانية وتضخيم (الذات) لأعلى الدرجات.
المطلوب من كل الجهات ذات العلاقة بالزواج والحياة الأسرية وإصلاح ذات البين، بل وحتى المؤسسات التربوية والتعليمية والثقافية أن تركز على توضيح هذا المفهوم لمن هم مقدمون على الزواج ومن يعانون من مشاكل زوجية في حياتهم، مفهوم أن طلب (الرومنسية) من الشريك الآخر ليس سوى وهم نابع من حب الذات ورغبتها في جذب الاهتمام والانتباه والإحساس بالأفضلية.
رجاء نرفعه إلى أصحاب القرار في الجهات ذات العلاقة بالحياة الأسرية أن يتم توضيح هذا المفهوم لكل الجيل الصاعد، خصوصا ما بعد المراهقة والمقدمين على الزواج، بأن الرومنسية ليست سوى وهم فكري تغذيه (الذات) المتضخمة لتطلب من الآخر لعب دور لا يستطيع أحد أن يقوم به سوى أبطال القصص والأفلام والمسلسلات.

كاتب المقال: أنمار حامد مطاوع

مقول

صح كلامك و مشكوره على الطرح
بارك الله فيك
الله يعطيج ألف عافيه حبيبتي على موضوعج الحلووووووو

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.